الدوحة :حذر الداعية الإسلامي عائض القرني من أن الأمة الإسلامية لن تحقق أي شيء ما دامت غارقة في النعرات القومية والطائفية. ولئن دعا إلى الحوار بين الأديان، إلا أنه رفض الحديث عن وحدة الأديان لأن الإسلام هو دين الحق وهو المهيمن وما سواه باطل، دون أن يعني محاربة الآخر، بقدر ما تجب الدعوة بالموعظة الحسنة والجهاد بالتي هي أحسن.وقال القرني في ندوة علمية نظمتها أمس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر بالتعاون مع وزارة الأوقاف وسط حضور كبير إن واقع الأمة الإسلامية يؤكد أننا أمة مستهلكة لا منتجة، ونتباهى بكل ما نجلبه من الغرب. وأثنت الدكتورة عائشة المناعي عميد كلية الشريعة على أهمية هذه المحاضرة وترحيب الجامعة بقدوم الضيف الكبير عائض القرني الذي يعتبر منارة علمية ودعوية، مشيرة إلى أن المحاضرة تكتسب أهميتها من أهمية ملقيها؛ حيث يعتبر الداعية الكبير عائض القرني أحد الدعاة الذين لهم باع واسع في الدعوة بالكلمة الطيبة والنصح والإرشاد كما أنه يتميز بإلقائه المتميز للشعر العربي، حتى أصبح الكثيرون على امتداد رقة العالم الإسلامي يعرفونه ويتابعون أشرطته الدعوية القيمة التي تعتبر بحق إضاءة واضحة على مكانة الإسلام السامقة في دعوته للمحبة والخير والسلام. ولدى تناوله الكلمة، تحدث الدكتور عائض القرني عن (أمانة التعليم) ومكانة اللغة العربية والعلوم الشرعية بالنسبة للمسلمين، قائلا إنهم فتحوا العالم بواسطة هذين الأمرين، ولذلك ينبغي أن يظل الاهتمام بهما أساسَ تعليمنا وعماده، وتناول الرسالة العالمية للإسلام وكيف استطاع المسلمون الأوائل الاستفادة من علوم الإغريق والفرس والروم دون أن تنمحي هويتهم، وشخصيتهم كما يفعل الكثير من المتغربين اليوم. وتناول الشيخ عائض جوانب من اهتمام الإسلام بالتفكير العقلي، مشيرا إلى أن آيات الدعوة إلى التفكير تملئ المصحف وهو ما يعني أن الإسلام يشجع البحث والتفكير، ولكن بشرط الإيمان بالخالق، وبأنه الذي أنزل هذا العلم فما فائدة مهندس ملحد أو طبيب لا يتعدى علمه بين قدميه، فذلك موجود لدى الغرب اليوم وهو مصدر شقاء الحضارة الغربية، أما عندنا فإن الحضارة الإسلامية أساسها الإيمان والروحانيات بدل الماديات التي أغرقت الحضارة الغربية في أوحالها. وقال: «نريد من شبابنا أن يتعلموا العلوم مع الاحتفاظ بإيمانهم بالله، فلا نريد طبيبا يحارب السنة أو مهندسا ملحدا» وتابع الدكتور القرني قائلا: «فالعالم ينتظر منا حقيقة الإسلام»، مستغربا في الوقت ذاته اهتمام البعض بكل ما هو غربي وانسلابهم الحضاري لدرجة أن الواحد منهم يعلق اليافطات على منزله بأنه أخذ الدكتوراه عن الفرع الفلاني من الجامعة الغربية في مجال زراعة البقدونس مثلا في الوقت الذي لا يكلف نفسه عناء قراءة آية أو حديث! وعلق يقول: «وهذه عادة المغلوب دائما في تقليد الغالب والسير على منواله حتى لو كان ذلك السير يكلفه شخصيته وحياته الدنيوية والأبدية، فالأوروبيون كانوا يقلدون المسلمين خلال العصور الزاهرة، ولذلك فمن المهم أن نأخذ عن الغرب اليوم أمورا مهمة كالتناوب السلمي على السلطة، وثقافة الحوار، وروح الفريق والإنتاج، فنحن أمة مستهلكة لامنتجة! وسخر الشيخ القرني من شباب وشيب الأمة الذين يسهرون في بيوتهم فيما لا يفيدهم ثم يتحدثون في الصبح عن حب الوطن فأي حب هذا الذي لا يقوم صاحبه بما يعلي شأن وطنه أو أمته!؟ وخلص الداعية الإسلامي إلى القول: «الأمة الإسلامية لن تحقق أي شيء طالما ظلت النعرات الطائفية والقومية سائدة فيها، فالقومية العربية والبعث العربي والاشتراكية كلها أمور قد جربها النظام الرسمي العربي وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي شيء للعرب والمسلمين ولكن الإسلام هو الحل الوحيد وهو أسمى رابطة. كما تناول القرني موضوع العزة الإسلامية، مؤكدا أن هذه العزة ينبغي أن تكون شعار المسلم فلا ينبغي الحديث عن وحدة الأديان؛ لأن الإسلام هو دين الحق وهو المهيمن وما سواه باطل، ولكن ذلك لا يعني أن نحارب الآخر بل يجب أن تكون الدعوة بالموعظة الحسنة والجهاد بالتي هي أحسن. وبينما دعا جامعة قطر إلى الاهتمام بالهوية العربية الإسلامية دون أن تنسى جانب التطوير والتحديث فالحكمة ضالة المؤمن، حث القرني شباب الأمة على التقى فهو أساس كل خير ولا علم نافع بدونه، كما حذر من أساليب التربية الخاطئة وترك الأبناء للخدم لتربيتهم لما لذلك من أثر سيئ على تنشئتهم اللغوية والدينية. العرب