ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة على وضع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وتدني شعبية باراك أوباما والاحتجاجات التي رافقت استضافة بي بي سي لزعيم الحزب القومي البريطاني.صحيفة الإندبندنت تنفرد بنشر تقرير خاص عن اللاجئين الفلسطينيين تحت عنوان "لا طريق نحو الوطن: مأساة الشتات الفلسطيني" أعده الصحفيان الأمريكيان، جوديث ميلر وديفيد صامويلز.يذهب التقرير إلى أن القارئ قد يعتقد أن اللاجئين الفلسطينيين قد يكونون محل ترحيب من قبل البلدان العربية المجاورة لكن في حقيقة الأمر يُحرمون من أدنى الحقوق الأساسية والتجنيس في البلدان التي يعيشون فيها. ويمضي التقرير قائلا إن من المفارقات التي تميز العمل السياسي في منطقة الشرق الأوسط تركيز السياسيين على الأزمة السياسية والإنسانية التي يعيشها نحو 3.9 ملايين فلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة في حين يتجاهلون محنة نحو 4.6 ملايين لاجئ يعيشون في بلدان عربية معينة. ويواصل التقرير أن الحكومات العربية بررت قرارها بإبقاء ملايين الفلسطينيين دون تجنيس وفي ظروف معيشية صعبة في المخيمات على مدى عقود بأنه وسيلة لممارسة الضغوط على إسرائيل، مضيفة أن مشكلة اللاجئين ستحل إذا ما سمحت إسرائيل للفلسطينيين بإقامة دولة خاصة بهم. وتلاحظ الصحيفة أن لا أحد من اللاجئين الفلسطينيين عاد إلى إسرائيل خلال العقدين الماضيين منذ انتهاء الحرب الباردة ومرورا بحربي الخليج الأولى والثانية وتوقيع معاهدة أوسلو ثم تعثر عملية السلام، ما عدا قلة من الموظفين الفلسطينيين الكبار في السن سمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. إن فشل خطط السلام وتبدل الأولويات السياسية أدت إلى نكبة فلسطينية ثانية بعد نكبة عام 1948 لكن في هذه المرة على يد الحكومات العربية كما تلاحظ الصحيفة. وتنقل الصحيفة عن تقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية في لبنان قولها إن اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا يشكلون "قنبلة موقوتة لأنهم مهمشون ومحرومون من الحقوق السياسية والاقتصادية ويعيشون عالقين في المخيمات دون أي آفاق واقعية". ويمضي التقرير قائلا إن صمت القيادة السياسية الفلسطينية المنقسمة تجاه سوء معاملة اللاجئين من قبل الدول العربية لا يساعد في إدانة هذا السلوك. وفي هذا الإطار، طرد نحو 250 ألف فلسطيني من الكويت ودول خليجية أخرى عقابا للقيادة السياسية الفلسطينية بسبب دعمها لصدام حسين كما أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في العراق جردوا من ممتلكاتهم بعد حرب الخليج الثانية. لاجئون فلسطينيون صمت وانقسام القيادة السياسية الفلسطينية لا يساعد في إدانة المعاملة السيئة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون أما في لبنان، فقد حرم اللاجئون الفلسطينيون عام 2001 من حق تملك العقار أو نقل ملكية العقارات التي يملكونها أصلا إلى أبنائهم. وفي نفس السياق، صدرت قوانين تحظر عليهم العمل في عشرين مهنة من المهن منها مهنة الطب والمحاماة والصيدلة. بل وحتى الفلسطينيون الذين يعيشون في الأردن لهم أسبابهم الخاصة التي تدعوهم إلى عدم الشعور بالأمان في ظل التهديدات الرسمية بتجريد بعضهم من الجنسية الأردنية. وتواصل الصحيفة قائلة إن رفض الحكومات العربية بشكل منظم منح الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطيينيين الذين يعيشون على أراضيها إضافة إلى الطرد الجماعي من حين لآخر لمجموعات فلسطينية بأكملها يذكر بالمعاملة التي تعرض لها اليهود في أوروبا خلال العصور الوسطى. شعبية أوباما صحيفة الديلي تلجراف تنشر تقريرا لمراسلها في واشنطن، توبي هارندن، تحت عنوان ""شعبية باراك أوباما تشهد أسوأ تراجع لها في غضون خمسين سنة". تقول الصحيفة إن معهد جالوب المتخصص في إجراء استطلاعات الآراء انتهى إلى أن شعبية أوباما بلغت في المتوسط نسبة 53 في المئة خلال الربع الثالت من السنة الجارية وذلك في هبوط حاد عن نسبة 62 في المئة التي سجلها في شهر أبريل/نيسان الماضي. وتواصل الديلي تلجراف قائلة إن متوسط شعبية أوباما الحالية التي بالكاد تتجاوز النسبة المطلوبة لضمان إعادة انتخاب الرئيس سيجعل المعركة حامية علما بأن شعبية أوباما بلغت نسبة 78 في المئة عندما دخل إلى البيت الأبيض في شهر يناير/كانون الثاني. باراك أوباما تخلص الديلي تلجراف إلى أن خسارة ولايتين يحكمهما الديمقراطيون ستكون بمثابة ضربة قاصمة لمكانة أوباما وتمضي الصحيفة قائلة إن تدني شعبية أوباما تأتي في ظل عودة حملاته الانتخابية المحمومة بهدف الحيلولة دون خسارة حزبه الديمقراطي منصبي حاكم ولايتين من الولاياتالمتحدة حيث سبق له أن هزم هنالك منافسه في الانتخابات الرئاسية، السيناتور جون ماكين، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتنقل الصحيفة عن أحد العاملين في معهد جالوب، جيفري جونز، قوله "إن الجانب السياسي الذي ركز عليه أوباما خلال الربع الثالث من السنة الحالية هو إصلاح نظام الرعاية الصحية بما في ذلك كلمته التي وجهها للكونجرس عبر شاشات التلفزيون في أوائل شهر سبتمبر/أيلول". ومضى قائلا "كان أوباما يأمل أن يصوت الكونجرس على قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية قبل عطلة شهر أغسطس/آب لكن هذا الهدف لم يتحقق". وتضيف الصحيفة أن حاكم ولاية نيوجيرسي، جون كورزين، الديمقراطي يواجه خطرا حقيقيا بفقدان منصبه في حين يفقد الديمقراطيون الآمال وبسرعة في إمكانية هزيمة الحاكم الديمقراطي لولاية فيرجينيا، كريج ديدس، منافسه الجمهوري. وتخلص الديلي تلجراف إلى أن خسارة ثنائية لولايتين يحكمهما الديمقراطيون ستكون بمثابة ضربة قاصمة لمكانة أوباما. وكذلك، يتعرض أوباما لانتقادات واسعة بسبب عدم اتخاذه قرارا بسرعة بشأن الخطوات المقبلة المطلوبة في أفغانستان. الحزب القومي البريطاني زعيم الحزب القومي البريطاني، نيك جريفين خلال استضافته في أحد برامج بي بي سي رافقت استضافة زعيم الحزب القومي البريطاني احتجاجات أمام مبنى تلفزيون بي بي سي في الشأن المحلي البريطاني، خصصت كل الصحف البريطانية تغطيات واسعة لقرار بي بي سي استضافة زعيم الحزب القومي البريطاني، نيك جريفين في برنامج كواشتين تايمز والذي عرضته قناة بي بي سي الأولى. في صحيفة الجارديان انتقاد لاستضافة الرجل من قبل بي بي سي التي يصفها مقال الرأي الرئيسي بأنها تبحث عن أعداد المشاهدين في برنامج يعتمد على الاصوات دون تمحيص. ولا يدعو المقال إلى اعادة ما جرى ابان فترة الهجمات التي شنها الجيش الجمهوري الايرلندي في ثمانينيات القرن الماضي عندما منع ناطقوه من الظهور عبر وسائل الاعلام وكان ممثلون يقومون بمحاكة أصوات الناطقين باسمه آنذاك. لكن المقال يتمنى أن يكتشف الناس حقيقة الحزب القومي البريطاني "المخيفة والبشعة" بعد أن أُعطي زعيمه فرصة ذهبية، وهي الفرصة التي يقول المقال إنه ما كان ينبغي ان يحصل عليها. في صحيفة التايمز رأي مؤيد لإعطاء جريفين منبرا إعلاميا للحديث عن حزبه وسياساته، فتاريخ الفاشيين في بريطانيا يؤكد انهم ينتعشون بسبب الدعاية والإهتمام والجدل الذي يثيرونه، والتاريخ السياسي في بريطانيا يظهر أيضا أنه بالقدر الذي يتاح للبريطانيين وضع الأحزاب المتطرفة تحت المجهر، فإن ردة فعلهم حيالها تكون رافضة تماما كما تقول الصحيفة. وتستعيد التايمز تجربة زعيم اليمين المتطرف في فرنسا جان ماري لوبن الذي كان شخصية سياسية غير معروفة في فرنسا حتى عام 1984 عندما استضيف في برنامج تلفزيوني منحه فيما بعد أرضية للإنتشار. وتقول التايمز إن المستقبل سيثبت ما اذا كان جريفين سيعيد تجربة لوبن في بريطانيا أم ان الأمر سينتهي به إلى النسيان كما هو الشأن بالنسبة إلى معظم فاشيي بريطانيا.