ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوز تستضيف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي راسم عبيدات
نشر في الفجر نيوز يوم 09 - 11 - 2009

الفجرنيوز تحاورالكاتب الصحفي والمحلل السياسي راسم عبيدات
من هو الكاتب الصحفي راسم عبيدات:
هو أحد قادة العمل الوطني، المجتمعي والأهلي في مدينة القدس، ومن مواليد القدس/جبل المكبر عام 1958م، التحق بالعمل الوطني والجماهيري مبكراً، مع بدايات النصف الثاني من عقد السبعينيات، شغل عضوية مجلس إتحاد طلبة جامعة بيت لحم عام 1980م، وخلال وجوده في الجامعة،اعتقل مرتين على خلفية نشاطه الطلابي والوطني،وبعد تخرجه من الجامعة بدرجة بكالوريوس إدارة أعمال عام 1982،واصل نشاطه الوطني والجماهيري،وتولى رئاسة رابطة خريجي جامعة بيت لحم من عام 1982-1986م ومن ثم سكرتيراً لها لست سنوات أخرى.
أعتقل عام 1985م لمدة عامين على خلفية نشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي عام 2001م أعتقل لمدة عامين على خلفية نشاطه السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتهم بعضوية لجنتها المركزية العامة،وأعيد اعتقاله لمدة 17 عشر شهراً من 7/6/2005- 9/10/2006م على خلفية المشاركة في أنشطة اجتماعية وسياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضوية لجنتها المركزية والمشاركة في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية.
شغل عضوية الهيئة الإدارية لنادي جبل المكبر الرياضي أكثر من ثلاث دورات انتخابية،وشغل رئاسة لجنة أولياء مدارس جبل المكبر عدة مرات،ويترأس لجنة الدفاع عن الأراضي ومواجهة الاستيطان في جبل المكبر،كاتب مقالة صحفية أسبوعية في جريدة القدس الفلسطينية الأوسع انتشارا،وتنشر مقالاته على عشرات المواقع الالكترونية المحلية والعربية والدولية،وبلغ عدد زوار موقعه الالكتروني على موقع الحوار المتمدن ربع مليون زائر،يعمل في إدارة برنامج التأهيل المهني والنفسي /بيت ساحور، التابع لجمعية الشبان المسيحية، متزوج وأب لأربعة أبناء أكبرهم شادي سنة ثالثة إدارة أعمال.

والان الى نص الحوار:

*السيد المحترم راسم عبيدات بوصفكم اسير فلسطيني سابق و رغم انكم تحدثتم في كتابكم الاخير عن تجربة الاسر لو تحدثنا عن يوم من ايام الاسر كيف يمر داخل المعتقل؟
. بالنسبة ليوم الأسير الفلسطيني،فهو يبدأ مع بزوغ الفجر،حيث تبدأ سماعات السجن في الخامسة والنصف صباحاً بالإعلام عن بدء مرحلة العد الصباحي،حيث تحضر قوة مدججة بالهروات وأسطوانات الغاز،وتبدأ بعد الأسرى والذين عليهم الوقوف والرد عند سماع أسمائهم،ومن لا يصحو على العد الصباحي أو لا يقف،تتخذ بحقه عقوبات فورية بالعزل في الزنازين لمدة 14 يوماً،عدا الحرمان من زيارة الأهل والقمع،ومع نهاية العد الصباحي،يسمح بخروج العمال من غرفهم من أجل توزيع الأكل على الغرف،وفي الساعة السابعة صباحاً يسمح لمن يريد الخروج الى الرياضة في ساحة السجن بالخروج،ومن يصحو من الأسرى إما أن يقوم بالمطالعة أو الدراسة الفردية،وفي الساعة الثامنة والنصف يعلن عن بدء النزهة الصباحية للأسرى،لمدة ساعة ونصف،ويفتح الباب لمرة واحدة،وبعد ذلك لا يسمح لأحد بالخروج،وعند الساعة العاشرة تحضر قوة مدججة بالهروات،تقوم بإخراج الأسرى من غرفة إلى أخرى وتجري ما يسمى بعملية "الدق" على الأبواب والشبابيك والأرض والجدران،للتأكد من عدم وجود أي عمل من قبل الأسرى بقصد الهرب أو إخفاء مواد ممنوعة،ويقوموا كذلك بتفتيش حاجات الأسرى،وبعد ذلك يأتي العد الثاني عند الساعة الثانية عشر ظهراً،ولا يسمح بوجود أي أسير خارج الغرف حتى العاملين في توزيع الأكل،وبعد انتهاء العد،يخرج العمال لتوزيع الأكل على الأسرى،ومن بعد فترة الغداء إما يقوموا الأسرى بعقد جلسات ثقافية أو تنظيمية أو تعليمية،وعند الساعة الثانية والنصف،يخرج الأسرى مرة ثانية لمدة ساعة ونصف الى ساحة النزهة"الفورة" والتي هي أشبه ببركة سباحة محاطة بالجدران والأسلاك الشائكة براً وجواً،وفي الخامسة والنصف مساء يدخل عمال الأكل،ويبدأ العد المسائي ويكون بالمناداة على الأسماء والصور،وبعد ذلك تغلق الأبواب نهائياً،إلا إذا جاءت حملة تفتيش من قبل وحدة قمع السجن،والأسرى منهم من يحضر جلسات تنظيمية أو ثقافية أو ممارسة لعبة"الدمينو والشيش بيسش"،أو متابعة آخر المستجدات السياسية من خلال أجهزة الراديو أو التلفاز،ويحرص الأسرى على حضور حصاد اليوم في الجزيرة،وعند العاشرة تطفأ الأنوار في الغرف،ويركن الأسرى الى أسرتهم أو السهر بشكل ثنائي ...الخ
*ما هو العدد الحقيقي او التقريبي للاسرى الفلسطنيين والعرب وغيرهم واقدمهم واكبرهم سنا واكثر الحالات الصحية ترديا؟
العدد الحقيقي للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية 9200 أسيرا وأكبرهم سناً هو المناضل سامي يونس من قرية عاره في الداخل الفلسطيني(عرب 48) فهو من مواليد 14/11/1929،ومعتقل منذ 5/1/1983،وترتيبه الثامن على ما يطلق عليه عمداء الأسرى،أما أقدم هؤلاء الأسرى فهو المناضل نائل البرغوثي من قرية كوبر في رام الله ومعتقل منذ 4/4/1978،أما أكثر الحالات الصحية خطورة الآن فهي حالة الأسير أكرم منصور والذي مضى على وجوده في الأسر 30 عاماً.
*هل المعاناة والاهانة داخل المعتقل تفرق بين اسير واسير؟
الاحتلال في القمع والإهانات لا يفرق بين أسير وأسير هذا فتح أو حماس أو شعبية،فالجميع مستهدف،والاستهداف للأسير لفلسطينيته،وليس لحزبيته،والاحتلال يستغل أي خلاف بين أبناء الحركة الأسيرة ويستفيد منه لمصلحته لضرب وحدة الحركة الأسيرة والانقضاض على منجزاتها ومكتسباتها.
*هل صحيح انه هناك من هم منسيون من الاسرى العرب الذين لم تسعى دولهم قط لمحاولة اطلاق سراحهم ؟
نعم هناك أسرى عرب في السجون الإسرائيلية تخلت عنهم حكوماتهم،منهم مصريين وسودانيين وأردنيين وأسير سعودي واحد،فالمصريين لهم قضايا سياسية وأمنية،والسودانيين يتسللون من أجل العمل والأردنيون لهم علاقة بالإنتماء والعمل مع الفصائل الفلسطينية.
*هل الاسير في فلسطين وهو في الاسر يحتاج فقط الى الالمام باسرته اجتماعيا ام انه يحتاج الى اشياء اخرى ؟
الأسير لا يحتاج فقط إلى رعاية اجتماعية لأسرته ،وهذه مسألة على غاية من الأهمية،بل يحتاج الى متابعة متواصلة من قبل السلطة والفصائل لوضعه في آخر المستجدات السياسية،وأن يشرك في القرار السياسي،فهو ضحى وقدم من أجل الوطن ومن أجل أن يكون له كيان،وليس مجرد أن يكون رقم وعدد.
*لوحدثتنا قليلا عن معاناة وعذابات آلاف العائلات لاسرانا البواسل،والتي الكثير من أبناءها أفنوا أعمارهم وزهرات شبابهم في الاسر ؟
معاناة أهالي الأسرى على الزيارات كبيرة جداً،فعائلات الأسرى والتي تخرج من بيوتها في ساعات الفجر الأولى لزيارة أبنائها الأسرى في حافلات الصليب الأحمر برفقة سيارات الجيش الإسرائيلي،فهي تذوق الأمرين،حيث جولات التفتيش المتعددة الأشكال والألوان،ناهيك عن الفحص الالكتروني والذي ينتهك أدق الخصوصيات،والتعرية الجسدية والعبث بالمناطق الحساسة من الجسم دون مراعاة لامرأة أو شيخ او عجوز،والأهالي سعداء الحظ من ينجحون في زيارة أبنائهم الأسرى عليهم الانتظار لعدة ساعات بعد الزيارة،لأنه لا يسمح بالمغادرة إلا بشكل جماعي،حيث يعود أهالي الأسرى الى بيوتهم في ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي.
*تتحدث دائما عن الاسرى ولا يفوتك ان تذكر بأسرى الداخل والقدس ماذا يعني لك هذا؟
المقصود بأسرى الداخل(عرب الداخل) وأسرى القدس،الأسرى الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية والهوية الإسرائيلية قسراً،والذين تنازل الفريق الفلسطيني المفاوض عنهم طواعية في أوسلو وتخلى عنهم،وبالتالي فهم غير مشمولين في أي من صفقات الإفراج أحادية الجانب أو ما يسمى ببوادر حسن النية،بحجة أنهم إسرائيليون،وهم في حقيقة الأمر يتعرضون إلى عقوبات مضاعفة في سجون الاحتلال،وتشدد عليهم الأحكام في المحاكم الإسرائيلية ويعزلون في أقسام خاصة في السجون الإسرائيلية،وعددهم حوالي 500 أسير،ويشكلون حوالي 35% من قائمة عمداء الأسرى الذين قضوا عشرين عام فما فوق والبالغة 108 أسرى.
*أخر أخبار المناضل القائد احمد سعدات(ومع استمرار عزله ) وهل صحيح انه سيكون هو والمناضل مروان البرغوثي في صفقة التبادل "حماس" شليط مقابل الاسرى ؟
الرفيق القائد احمد سعدات،في 22/10/2009 تم تجديد عزله لمدة ستة شهور أخرى في سجن"ريمون" في صحراء النقب،وهو الآن يقبع في زنزانة انفرادية مع مناضل آخر هو المناضل حسن سلامة والمعزول منذ أكثر من إثني عشر عاماً،وسعدات عزل في 16/3/2009 من سجن"هدريم" الى عزل سجن عسقلان،وهناك أضرب احتجاجا على ظروف أسرى العزل وظروف عزله عن الطعام لمدة تسعة أيام متتالية،وهو يتعرض بسبب مواقفه وقناعاته ودوره القيادي إلى حملة تنكيل مستمرة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها.
أما حول شموله هو والقائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في صفقة التبادل،فما يرشح ويرد من معلومات تشير الى رضوخ إسرائيل لشروط حماس وقبول شمولهم في صفقة التبادل،وإذا ما جرت صفقة التبادل بالشروط التي طرحتها حماس،وتحرر هذان القائدان،فانا على قناعة بأن الساحة الفلسطينية ستغادر الانفصال والانقسام،وسيستعيد الشعب الفلسطيني وحدته ولحمته،وسينعكس ذلك إيجابا على العلاقات الوطنية والوضع الداخلي الفلسطيني.

*اين يكمن الخلل حسب رأيكم في عدم نجاح المسلسل اللا متناهي للحوار والمصالحة الفلسطينية ؟
حول الخلل في عدم نجاح مسلسل الحوار والوحدة الوطنية،فهنا علينا التأكيد أن هناك خلاف سياسي بين نهجين أو مدرستين،نهج يرى في المفاوضات العبثية الطريق الوحيد من أجل التحرير واسترداد الحقوق،ونهج آخر يرى بأن المفاوضات العبثية وفق الأسس والآليات التي قامت عليها لن تفضي إلى التحرير واسترداد الحقوق الوطنية،بل أصبح العدو الإسرائيلي يستغلها من أجل مواصلة إجراءاته وممارساته من قمع وتكثيف للاستيطان وتهويد وأسرلة للقدس،وأنه بدون المقاومة فإن هذه المفاوضات لن تحقق أي شيء،وخصوصاً أن عدونا عنجهي ومتغطرس،وفي الجانب الآخر فالفشل مردة إلى تغليب طرفي المعادلة السياسية الفلسطينية الرئيسيين (فتح وحماس) لمصالحهما الفئوية والحزبية الضيقة على المصالح العليا للشعب الفلسطيني،ناهيك عن التصارع على سلطة وهمية،ليس لها من مظاهر السيادة أي شيء.وفي الجانب الموضوعي هناك تدخلات إقليمية ودولية متعددة تمنع وتضغط من أجل عدم إنهاء حالة الانقسام والانفصال الفلسطينية،وفي المقدمة منها إسرائيل وأوروبا الغربية وأمريكا وجزء من معسكر الاعتدال الرسمي العربي.
*بما انك الان تعمل في برنامج التأهيل المهني والنفسي هل يمكن ان نعتبر ان معاناة ما بعد الاسر اكثر ماساوية من الاسر ؟
معاناة الأسير الفلسطيني لا تتوقف على ما يعانيه في داخل الأسر،بل أن هذه المعاناة في ظل غياب المؤسسات الداعمة والحاضنة للأسير،والتي تعمل على إعادة دمجه وتأهيله في المجتمع،قد تخلق له معاناة مضاعفة،وخصوصاً في ظل عدم توفر فرص عمل لهؤلاء الأسرى،فهم ممنوعون من الوصول للقدس والداخل الفلسطيني والعمل هناك من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية،وأجهزة ومؤسسات السلطة غير قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من جيش الأسرى،ناهيك عن مؤسسات القطاع الخاص غير معنية بتوظيف مثل هؤلاء الأسرى،وبالتالي ينتاب الكثير من هؤلاء الأسرى شعوراً بأنهم أصبحوا عالة على أسرهم وأهاليهم.
*ناد بعضهم اخيرا الى ضرورة تنظيم رحلات للقدس لعرب ومسلمي اوروبا الحاصلين على جنسية دول الاقامة الا يعتبر هذا نوعا من التطبيع؟
نعم أي زيارة لوفود أو أفراد عرب ومسلمين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة،هو شكل من أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي،وكل زائر أو ضيف سيدخل تحت حراب الاحتلال،وختم الاحتلال سيوضع على جواز سفره،وأي محاولة لتصوير الأمر على أنه كسر لإجراءات الاحتلال فهذا وهم ومحاولة لتبرير عملية التطبيع،فالدخول عبر بوابة الاحتلال هو تطبيع ومهما حاول البعض تجميله،ومن يحاول تشبيه تلك الزيارات،بزيارات أهالي أسرانا لأبنائهم في سجون الإحتلال،فعدا أن المقارنة غير منطقية،حيث زيارة الأسير هي قسرية وليس بإرادة الأهل،أما من يأتي كضيف أو زائر فهو يأتي بمحض إرادته،وهو يأتي كمطبع عن سابق إصرار وترصد.
*كيف يمكن لمن هم خارج فلسطين دعم القدس واهلها المرابطين والاسرى الفلسطنيين بغير الجانب المادي الذي هو اساسي ومطلوب؟
التضامن مع أسرى شعبنا يأخذ أكثر من شكل،عدا مسألة الدعم المادي،فبإمكان كل أبناء شعبنا العربي،بالقيام بأوسع فعاليات تضامنية مع أسرانا في سجون الاحتلال،عبر الكثير من الأنشطة التضامنية من مسيرات ومظاهرات وإعتصامات وإقامة أنشطة ومهرجانات تضامنية معهم وبالذات القدماء منهم،ومخاطبة الكثير من المؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية حول ظروف اعتقالهم ومما يتعرضون له من جرائم حرب في المعتقلات الإسرائيلية،ناهيك عن إثارة قضاياهم عبر ندوات ومحاضرات وأيام دراسية وورش عمل تعقد حول هؤلاء الأسرى ظروفهم وواقعهم وسبل دعمهم،ناهيك عن دعوة نخبة من الأسرى القدماء والمختصين لشرح معاناة هؤلاء الأسرى في المحافل العربية والدولية،وتوزيع الملصقات وتعليق اليافطات في قلب المدن العربية عن هؤلاء الأسرى.
*هل يمكن ان نعتبر قرار عباس عدم ترشحه للانتخابات القادمة هو عجزا و هروبا من مصير كمصير السادات ام هو اقتباس من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟
بالنسبة لاستقالة الرئيس الفلسطيني أبو مازن،فأكثر ما أخشاه أن تكون في إطارها التكتيكي،الموجه للداخل وكذلك للغرب وأمريكا لإيجاد نوع من الضغط على إسرائيل،لوقف ولو جزئي وشكلي للإستيطان،وبما يحفظ ماء وجه دعاة معسكر التفاوض والإعتدال العربي والفلسطيني،فرجل مثل أبو مازن هو من قادة نهج التفاوض من الصعب عليه التخلي عن هذا النهج،أما إذا وصل الرجل الى قناعة بأن هذا النهج العبثي والمدمر قد فشل فشلاً ذريعاً،فعلية أن يترجم هذه القناعات والرؤية الى أفعال،ويبادر الى الشروع في إجراء حوار فلسطيني جدي يفضي الى وحدة وطنية فلسطينية تنهي الإنقسام والإنفصال على أساس برنامج الصمود والمقاومة.وأنا أعتقد ان مقارنة أبو مازن بالقائد القومي الكبير الراحل جمال عبد الناصر فيه الكثير من الظلم والإجحاف لعبد الناصر وتاريخه ودوره،والرجل ربما مصيره وتاريخه سيكون أقرب إلى السادات،فإسرائيل وأمريكا،لن يعطوه شيئاً سوى الأوهام والأكاذيب والوعود الفارغة ،وهم يسعون إلى إدارة الأزمة لا حلها.
*وفي الاخير هل من كلمة اخيرة تودون توجيهها عبر جريدة الفجرنيوز ؟
بالنسبة لموقع جريدة الفجر نيوز،فهو من المواقع المتميزة والتي تتيح مساحة من الحرية للتعبير عن الرأي والرأي الآخر،ناهيك عن دورها التعبوي والتحريضي لخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية،وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية،ومن هنا لا يسعنا إلا أن أوجه التحية والتقدير لهذا الموقع الرائع إدارة وعاملين على ما يبذلوه من جهد وعطاء،من أجل حرية وديمقراطية الكلمة والرأي.

اسرة تحرير الفجرنيوز تتقدم بجزيل الشكر والتقدير للسيد راسم عبيدات لسعة صدره وتفضله باجراء الحوار معها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.