تمزيق استدعاء امتحان الباكالوريا: بطاقة إيداع بالسجن في حق المعتدي ونداءات لإنصاف التلميذة    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    الأستاذ عامر بحببة يحذّر: تلوّث خطير في سواحل المنستير ووزارة البيئة مطالبة بالتدخل العاجل    صاروخ إيراني يضرب بئر السبع وفشل تام للقبة الحديدية...''شنو صار''؟    روسيا تحذّر أمريكا: "لا تعبثوا بالنار النووية"    عاجل/ طهران ترفض التفاوض مع واشنطن    إسرائيل – إيران: أسبوع من الحرب ومئات القتلى… والحصيلة البشرية في تصاعد    بطولة برلين للتنس: أنس جابر توانجه اليوم التشيكية "فوندروسوفا"    من هو فريق لوس أنجلوس الذي سيواجه الترجي اليوم؟    إنتقالات: بارما الإيطالي يكشف عن هوية مدربه الجديد    ميسي يقود إنتر ميامي لفوز مثير على بورتو في كأس العالم للأندية    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    طقس اليوم: أمطار بهذه المناطق والحرارة في ارتفاع طفيف    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    ما تستهينش ''بالذبانة''... أنواع تلدغ وتنقل جراثيم خطيرة    عبد المجيد العبدلي : الصواريخ الإيرانية أربكت إسرائيل وحيّرت أمريكا.. وما يحدث ليس حربًا بل عدوان مسلح    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة ( 19 جوان)    اتحاد الشغل يدعو إلى فتح جولة مفاوضات جديدة في القطاع العام والوظيفة العمومية    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    منظمة الأطباء الشبان تؤكد نجاح إضرابها الوطني ب5 أيام وتلوّح بالتصعيد    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    إيران: هاجمنا عاصمة إسرائيل السيبرانية    أول فريق يحجز بطاقة التأهل في كأس العالم للأندية    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    إيران تحبط مؤامرة اسرائيلية لاستهداف وزير الخارجية عباس عراقجي    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    رابع سبب للموت في العالم الخمول البدني يصيب 83 ٪ من التونسيين!    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    بطولة العالم لكرة اليد الشاطئية لأقل من 17 سنة: فوز للذكور وهزيمة للفتيات في مواجهة الأوروغواي    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    راج أن السبب لدغة حشرة: فتح بحث تحقيقي في وفاة فتاة في جندوبة    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    الدولار يتخطّى حاجز 3 دنانير والدينار التونسي يواصل الصمود    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    صابر الرباعي في افتتاح الدورة 25 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون وكريم الثليبي في الاختتام وتنظيم معرض الاسبو للتكنولوجيا وندوات حوارية بالحمامات    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    باجة: تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    اتحاد الفلاحين ينظم، اليوم الخميس، النسخة الرابعة لسوق الفلاح التونسي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    وزارة التجارة للتونسيين: فاتورة الشراء حقّك... والعقوبات تصل إلى 20 ألف دينار    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    عاجل/ الإطاحة بشبكة تستقطب القصّر عبر "تيك توك" وتقدّمهم للأجانب    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    بداية من العاشرة صباحا: إنطلاق التسجيل للحصول على نتائج البكالوريا عبر الSMS    النوفيام 2025: أكثر من 33 ألف تلميذ في سباق نحو المعاهد النموذجية اليوم    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنوب أفريقيا: * "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" شعار عالمي
نشر في الفجر نيوز يوم 23 - 02 - 2008

img height="75" alt="جنوب أفريقيا: * "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" شعار عالمي" src="/images/iupload/raed_salah_afrikdusud.jpg" width="75" align="right" border="4" style="WIDTH: 75px; HEIGHT: 75px" /*حافظ للقرآن في كل بيت *الهولنديون احضروا المسلمين عبيدا فنشروا الإسلام *نظام الابرتهايد ما يزال يحكم البلاد:كان ذلك يوم الخميس الموافق 31 1 2008 عندما حطت أقدامنا في مطار مدينة كيب تاون الدولي في جنوب أفريقيا ، وما أن اطل الوفد يتقدمه "شيخ الأقصى" كما
يناديه الناس - كل الناس - هنا في كيب تاون حتى تعالى النداء الذي أصبح شعارا عالميا "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" وإذ بصفين كبيرين من العلماء وطلبة المدارس والنساء اللواتي يمثلن مؤسسة مسلمات من اجل الأقصى في مدينة كيب تاون ويتقدم الجميع مولانا إحسان هندركس رئيس مجلس القضاء الإسلامي وعشرات وسائل الإعلام المحلية من تلفاز ومذياع وصحف وقفت في الوسط تسجل المنظر وتنتظر تصريح شيخ الأقصى ، منذ تلك اللحظة انتقل الشيخ رائد صلاح والوفد المرافق لمسؤولية رجال الأمن الذين أرسلتهم خصيصا وزارة الأمن في جنوب أفريقيا لتأمين زيارة الشيخ رائد وحراسته طيلة مكوثه ووفده المرافق في البلاد .

بالروح بالدم شعار عالمي

منذ حطت أقدامنا في جنوب أفريقيا لمسنا أن شعار "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" الذي انطلق عبر مهرجان الأقصى في خطر الأول عام 1996 وما يزال يتردد إلى الآن أصبح شعارا عالميا غير مقتصر على جمهور مهرجان الأقصى ولا على جمهور الداخل الفلسطيني ولا على جمهور مدينة القدس الشريف ، فخلال المحاضرات والدروس التي ألقاها فضيلة الشيخ رائد صلاح أو مولانا إحسان هندركس كان احد الأخوة الذين يتقنون العربية ويفهمون الحديث دون انتظار الترجمة يبدأ بكلمة "بالروح" فيتبعه الحضور كلهم - ولما نقول الحضور نقول مسجد كبير ومليئ بالمصلين - "بالدم نفديك يا اقصى" في تفاعل فطري عبر عنه مولانا إحسان هندركس في احد الدروس في المسجد الأول في كيب تاون عندما قال : "قضية المسجد الأقصى ليست قضية أهل غزة ولا هي قضية أهل الضفة ولا هي قضية أهل الداخل الفلسطيني ولا هي قضية كل الفلسطينيين بل إنها ليست قضية كل العرب ، إنها قضيتنا جميعا ، قضية كل المسلمين ولذلك لبينا نداء الأقصى يوم أن نادانا المنادي وقال أن الأقصى في خطر ، ولذلك لبينا نداء شيخه الشيخ رائد صلاح يوم أن قال "إن الأقصى في خطر" ، وهو ما تعبر عنه مآقي الرجال هنا في مدينة كيب تاون ذات الثلاثة ملايين نسمة والتي تضم التجمع الأكبر لمسلمي جنوب أفريقيا الذين يبلغ عددهم مليون ومائتي ألف شخص عندما يذكر الأقصى فهم بعد كل محاضرة يصطفون في سرب كبير ليصافحوا شيخ الأقصى ، بل إن بعضهم كان يحاول عبثا أن يقبل يد شيخ الأقصى ، في ايحاءة لقربه القلبي اللصيق بالمسجد الأقصى المبارك وهو ما لم يتمكن احد فعله .
حراسة لصيقة
التعامل الذي حظي به الشيخ رائد صلاح ووفده المرافق منذ حطت أقدامنا في جنوب أفريقيا هو تعامل مع كبار الزائرين للدولة من المسؤولين ورؤساء الدول ، فالحراسة حوله لصيقة جدا ومكثفة والتحرك منوط بتوجيهات قوات الأمن والحرس الشخصي الذين رافقوا الشيخ منذ وصوله إلى كيب تاون ، احد هؤلاء الحراس قال للشيخ بودي أن أرافقك إلى مدينة أم الفحم حتى أكون حارسك الشخصي كل الوقت ، ولما ودعنا يوم الأحد الأخير بكى ، الناس الذين يصطفون بالدور بعد كل محاضرة أو درس لمن تصفه وسائل الإعلام هنا في جوهنسبرغ أو كيب تاون أو دربن بصلاح الدين الجديد لالتصاق اسمه بالمسجد الأقصى المبارك الناس هنا كلهم يتفهمون هذه الترتيبات الأمنية المشددة وكلهم يقفون بالصف الذي يصل إلى المئات بهدوء وصمت حتى يأتي دورهم للمصافحة وتبادل جملة ادع لي للشيخ ثم لأحد أفراد الوفد .
حقيقة المساجد التي زرناها كلها والتي ألقى فيها الشيخ رائد صلاح محاضرات ودروس دينية كانت كلها ملأى بالمصلين حتى انه في بعض المساجد لم يتسع المكان لكل المصلين ومساجد جنوب أفريقيا المبنية حسب الفن المعماري الاندونيسي هي مساجد كبيرة جدا ، هؤلاء المصلون ما يميز المحاضرات في بلادهم أنهم لا يخرجون من المحاضرة أو من المسجد ما دام البرنامج قائما ، وهم أهل كرم لا يعرف الحدود ولا يعرف الفواصل ولا يعرف الاعتذار فأنت إن جلست إلى المائدة ولست تملك غير ذلك تجد كبير القوم وكبير البيت يخدمك أولا بأول ويعتبر ذلك شرفا أن يقدم لك الطعام بنفسه ، وهل يملك احد أن يكون غير كريم الاستجابة أمام مثل هذا الكرم .

حافظ للقرآن في كل بيت

في مسجد بلال بن رباح التقينا بالشاب اليافع أبو بكر بن نتدوتا وهو شاب صغير في العمر حديث عهد بالإسلام وهو من السكان الأفارقة الأصليين ، ( بالمناسبة فان البلاد يسكنها أهلها الأصليون والبيض الذين استعمروا البلاد منذ ثلاثة إلى أربعة قرون والملونون وهم الذين أحضرهم الاستعمار كعبيد)، هذا الشاب هو الذي افتتح اللقاء في مركز فجر الإسلام بتلاوة قرآنية رائعة ولما استفسرنا عنه وإذ به حافظ للقرآن الكريم كاملا ، وقد أتم الحفظ في المركز ، ويدير المركز الشيخ سليمان سلامة، مصري الأصل وهو يعمل فقط في أوساط السكان المحليين الأفارقة ويقول أن الاستجابة للإسلام بينهم كبيرة جدا وتقبلهم لدين الله سريع ، وهم لما تدخل إلى بيوتهم - المتواضعة - وتبدأ تحدثهم عن الإسلام وسماحته وانه يساوي بين البشر ، فلا فرق بين ابيض ولا اسود ولا غني ولا فقير تجدهم يبكون ثم يعلنون اسلامهم مباشرة ، ويقول الشيخ سليمان سلامة انه اسلم على يديه في العام الماضي 150 محليا من السكان الأفارقة الأصليين ، والشيخ يدير مركز فجر الإسلام في مسجد بلال بن رباح وهناك يتم استقطاب كل المسلمين الجدد حيث يوجد في المسجد غرف خاصة لتدريس المسلمين الجدد أمور دينهم وتدريس القرآن الكريم .
وكذلك في مركز التوحيد الإسلامي الذي يديره الشيخ عبد السلام البسيوني، مصري الأصل افتتح الشاب عمر وهو من السكان الأصليين عمره 16 عاما اسلم وعمره تسعة أعوام افتتح اللقاء بتلاوة عطرة بصوت رخيم يميل إلى البكاء ككل أصوات المحليين ولما تبادلنا معه أطراف الحديث وإذ به يتقن العربية وقد حفظ القرآن كاملا وشارك حتى الآن في أربع مسابقات دولية للحفّاظ في مصر حصل على المرتبة العاشرة وفي الجزائر حصل على المرتبة السادسة وفي السعودية وفي الكويت ، ويدرس في المركز 235 طالبا في المراحل الابتدائية حتى الثانوية ويدرسهم مدرسون من أربع دول .

في دار العلوم زكريا في جوهانسبرغ يدرس مئات الطلاب من مختلف الدول العربية والإسلامية ومن مختلف الجاليات الإسلامية في العالم ، وكلهم يحفظون القرآن إلى جانب دراساتهم القرآن الكريم، دخلنا قاعة التحفيظ وإذ بهم يتحلقون في عشرات الحلقات وفي كل حلقة أكثر من عشرة طلاب مع شيخهم يسمعون حفظهم وفي لحظة كلمح البصر وإذ بأصوات كحفيف الشجر بالقاعة بإشارة من مسؤولهم يجتمعون في صفوف متراصة أمام وفد الحركة الإسلامية يستمعون إلى كلمة الشيخ رائد صلاح ، تسأل من تصافح كم تحفظ وتأتيك الإجابات مختلفة فهذا الأردني يحفظ ستة أجزاء وهذا ماليزي يحفظ عشرة وهذا فلسطيني يحفظ سبعة وهذا هندي وهذا من جزر القمر وهذا من كشمير وهذا من أفغانستان وهذا من أمريكا هذا يحفظ القرآن كاملا وهذا يحفظ نصفه وهكذا .

في مدرسة سبرينكس قرب بريتوريا وهي مدرسة للجالية الإسلامية يتعلم فيها الطلاب في كل المراحل التعليمية من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر ، كان حب الأقصى وحب شيخه غامرا كما الأمر في عشرات المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية التي زرناها وحقيقة فان هناك عشرات المدارس الإسلامية في جنوب أفريقيا يتعلم فيها الطلاب مختلف العلوم ولا ينسون حفظ القرآن الكريم ، بعد مهرجان الاستقبال في المدرسة صلينا المغرب في مسجد الحي وطبعا كالعادة كان هناك برنامج مسائي حتى منتصف الليل أو قريبا منه عبارة عن محاضرة أو أكثر للشيخ رائد صلاح ولمولانا إحسان ولإمام المسجد وأحيانا محاضرة أخرى لأحد الأخوة المشايخ من الوفد الكريم حيث شارك كل من الشيخ رائد فتحي والشيخ حسام أبو ليل والشيخ سامي مصري والشيخ عبد الرحيم خليل والشيخ يوسف الباز في إلقاء الدروس وخطب الجمعة ، بعد أن صلينا المغرب في المسجد وافق خروجنا خروج والد من المضيفين مع ابنيه يحمل كل منهم نسخة من القرآن بالية من كثرة التصفح ولما سألنا عن حفظ ابنيه - وهم في المرحلة الإعدادية - وإذ بأحدهم يحفظ القرآن كاملا والثاني يحفظ أكثر من نصفه ، أما برنامجهم اليومي فيبدأ منذ صلاة الفجر في المسجد ثم مراجعة الحفظ حتى السابعة والنصف ثم التوجه إلى المدرسة النظامية وفي فترة العصر يتوجهون إلى حلقات التحفيظ ، ويقول الشيخ إبراهيم جبرائيل رئيس هيئة العلماء في جنوب أفريقيا انه لا يكاد يخلو بيت من بيوت جنوب أفريقيا من حافظ للقرآن الكريم ، أما في المدرسة المحمدية في سبرينكس فيدرس 130 طالبا القراءات العشر والعلوم الشرعية وهناك استقبل مديرها الشيخ رائد صلاح بكلمة ترحيبية قال فيها : نرحب بالشيخ الرائد الصالح ونحن معكم ونعتبر قضية المسجد الأقصى هي قضيتنا جميعا وهي ليست خاصة بأهل فلسطين".

هذه بعض نماذج لعشرات المدارس ومراكز تحفيظ القرآن والمراكز الإسلامية في جنوب أفريقيا وهي كثيرة جدا ، فهناك مدارس إسلامية - تابعة للمسلمين - يبلغ عدد طلابها 500 طالب وهناك مدارس يبلغ عدد طلابها 1000 وهناك ما يبلغ عدد طلابها 1200 وهكذا .
المسجد الأول والمسلمون الأوائل
في العام 1652 احتل الهولنديون الجزر الاندونيسية وشبه جزيرة الملايو وكان المسلمون الذين يقاومون الاحتلال الهولندي يفرون إلى جنوب أفريقيا وكان منهم شقيق ملك جاوا الشيخ يوسف ومعه أربعون مقاوما قد فروا إلى جنوب أفريقيا كسجناء ، واستقر الشيخ يوسف بعد ذلك في قرية سميت فيما بعد على اسم قريته التي قدم منها مكاسا ، واليوم تعتبر قرية كرمات الملاصقة لمقام الشيخ يوسف تعتبر قرية إسلامية حيث إن 90 % من سكانها مسلمون ، الشيخ يوسف الذي نفي إلى جنوب أفريقيا عقابا له أصبح مؤسس الإسلام في البلاد، احضروه سجينا فانتهى احتلالهم وولوا وبقي تاريخ الشيخ يوسف مستقبلا للإسلام والمسلمين في البلاد ، وبعد ذلك استقدم الاحتلال البريطاني العمال من شبه القارة الهندية والباكستانية كعبيد له يعملون في حقول قصب السكر والذرة وغير ذلك ولكن هؤلاء العمال أصبحوا فيما بعد هم نواة الإسلام ونشروه في البلاد ، وعلى نفس الطريق كان الشيخ عبد الله قاضي عبد السلام الذي نفي إلى جزيرة روبين في وسط المحيط الهندي قرب كيب تاون وهي الجزيرة التي كان الاحتلال الهولندي وبعده البريطاني ينفي إليها من يريد عقابهم حتى الموت أو من يريد عقابهم عقابا شديدا ، الشيخ عبد الله قاضي وهو اندونيسي الأصل كان أميرا لمنطقة تدور في جزيرة "ترنيت" الاندونيسية سجنه الهولنديون في العام 1780 في جزيرة روبين لمدة ثلاث عشرة سنة وداخل السجن نسخ القرآن الكريم كاملا من ذاكرته بنسختين ما تزال إحداهما موضوعة في إطار زجاجي في المسجد الأول في كيب تاون كما وألف كتابا في العلوم الشرعية والتوحيد اسماه "معرفة الإسلام والإيمان" ولما خرج من المسجد انشأ مدرسة لتعليم القرآن والدراسات الإسلامية للأحرار والعبيد في بيت للسيد "سيلون" واعتبرت المدرسة مركزا للدعوة إلى الإسلام ، وفي العام 1843 عرضت امرأة اسمها "ساركي فن دي كاب" أرضا تملكها لاستخدامها مسجدا وعليها بني المسجد الأول في جنوب أفريقيا ومنه انطلقت الدعوة إلى الله .

د. ابراهيم ، الاخوة عبد القادر ، يونس والمحامي فاروق
لا شك أن الجهود الجبارة التي بذلها وما يزال الأخوة في مجلس القضاء الإسلامي وعلى رأسهم مولانا إحسان هندركس ثم الشيخ إبراهيم جبرائيل وكذلك الشيخ عرفان ، لا شك أن هذه الجهود الجبارة أثمرت علاقة متينة لمسلمي جنوب أفريقا مع المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف والقضية الفلسطينية عموما وقد نجح هذا الرجل أيما نجاح بربط مسلمي بلاده بالقضية الفلسطينية ارتباطا متينا حتى أصبح شعار "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" شعارا يتردد على كل لسان رغم أنهم لا يعرفون العربية ، ودائما لكل قائد ناجح هناك عدد من جنود الخفاء لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى .

الدكتور إبراهيم اكوجي ( 60 عاما) والد لثلاثة أطباء كلهم متزوجون وهو يملك عيادة طبية متطورة ، الدكتور إبراهيم رافق وفد الحركة الإسلامية منذ لحظة وصوله إلى البلاد وحتى لحظة المغادرة ، التي ميزها اختناق عبرات الأخوة بل بكاؤهم للحظة الفراق ، د. إبراهيم كان يوميا بعد صلاة الفجر تراه يحمل بين يديه علبة القهوة وعلبة الشاي والسكر يبادر كل من يستيقظ من أعضاء الوفد بالتحية والسلام ثم يسأله ماذا يريد أن يشرب حتى يحضره له بيديه .

وكذلك الأمر مع الأخوة عبد القادر ويونس اللذين لم يفارقا الوفد لحظة واحدة وكانوا يسهرون على خدمته وتهيئة كل احتياجاته ، والمحامي فاروق الذي استضاف في بيته لمدة أسبوع نصف الوفد كان يسهر معنا يوميا حتى منتصف الليل يرافقنا في البرنامج في المساجد وفي الرابعة صباحا يوقظ ضيوفه لصلاة الفجر ويحضر لهم الإفطار ويرافقه إلى المسجد ودرس الفجر ويقوم بنفسه بغسل ملابس ضيوفه ، الأستاذ فاروق الذي قدر الله واختلست أنا وهو في الأيام الأخيرة ساعتين لحوار حول نظام الابرتهايد حيث كان احد المحامين ذوي الباع الطويل في مقاومته ، كان قد انتهز فرصة الحوار أيضا لتحضير السلطة لإفطار الصباح.

الحاج يونس - وهو رجل أعمال- جندي من جنود الخفاء، رافق الوفد منذ لحظة دخوله البلاد إلى لحظة المغادرة، كان مسؤولاً عن كلّ التحضيرات اللوجستية، وكان يسهر على حاجات الوفد، بالضبط كالأخ عبد القادر الذي رافق الوفد طيلة الوقت ولم يترك حاجة تنقصه.

الابرتهايد مستمر

مخطئ ذاك الذي يظن أن نظام الابرتهايد قد ولى من جنوب أفريقيا ، ومخطئ ذاك الذي يظن أن الوضع القائم من شأنه أن يبقى إلى اجل بعيد ، صحيح أن أهل البلاد من السود هم الذين يحكمون البلاد رسميا ، لكنهم هم في نفس الوقت فقراء البلاد ومظلوموها ، صحيح أن البلاد تنعم بقدر كبير من الحرية لا تنعم به دولة أخرى في العالم ، لكن سكانها الأصليين لا يزالون كالعبيد ، وما يزال الرجل الأبيض يتحكم بالبلاد من خلف الكواليس فهو قبل أن يخضع للثورة على نظام الابرتهايد ويستجيب لتغيير نظام الحكم ويلغي نظام الابرتهايد قبل ذلك كان قد استحضر كل خبراء العالم واستكشف كل الثروات الطبيعية في البلاد من المناجم إلى الزراعة إلى العناصر الطبيعية كالحديد واليورانيوم وغير ذلك واشترى كل هذه الأراضي ووضعها في ملكيته ، ولما جلس إلى الطاولة المستديرة في المفاوضات مع السود اشترط لإلغاء نظام الابرتهايد عدم تأميم الملكيات الخاصة وبهذا بقيت السيطرة الاقتصادية له وبالضرورة فان الهيمنة السياسية بحاجة إلى سيطرة اقتصادية وبالتالي ما يزال الأسود فقيرا مظلوما وان كان حاكما وما يزال الأبيض ظالما مسيطرا على مقاليد الحكم من خلف الكواليس وان كان محكوما.
توفيق محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.