لا شئ يكسرنا و تنكسر البلاد على أصابعنا كفخار - محمود درويش اليكم زهور هذا الوطن المغدور تسجنون لنحيا و يحيا هذا الوطن. لا شىء يغمرنا وسط هذا الهرج الكبير سوى أصواتكم تخترق ساحات البلاد و صمتهم. خلفكم "أطفأت كل الفوانيس و زنا بالمدينة حراسها". كم هو موجع هذا الغياب و ذئاب التل و ضباعهم تغزو المكان,رحيلكم أطفئ كل الشموع و أشعل في القلب حريق و شريان القلب فتيل.اليكم رفاقي و أحبتي,بأجسادكم النحيلة الخائرة, بجوعكم ببرد الزنزانة الخانقة بسياط الجلادين, بالصعقة القاتلة تعيدون رسم خريطة الوطن الضائعة. اليكم نعترف الآن...انكم ضوء البلاد.و ما عاد بعد رحيلكم متسع للابتسامة. و نعرف عن ظهر قلب,"رغم الشتاء و البرد و الرعد المخيف" أن لا شيء يكسركم و تنكسر عصا الجلاد على صمتكم و تنهزم "العاهرة". نعرف لا خوف أن جلجامش بين الضلع و الضلع مدسوس كالأدب الثوري و تسكنكم الملحمة. و نبيل ندري محفورة في القلب صورته بالمعول و المطرقة. و الفاضل بينكم, بالرصاصة تسكنه, بدم الشهيد يسري في عروقكم و تحسم المعركة. اليوم الساحة الحمراء تنتصر و تحتفل,و مشكاة الأنوار شامخة و تنتظر ابنا يهل و يجتمع و يعتصم,اليوم نعترف أن لا شيء يغمرنا غير هاماتكم تأتي و تنتصر. اليوم نعتذر, عن الأمس نعتذر,عن دمعة الأم نعتذر, عن حصة الدرس نعتذر,عن وجع الحبيبة نعتذر. سامحنا "سيد الجائعين" عذرا "رحالة الاتحاد". "بالأم" غوركي علمنا أن للأم طقوس أخرى تدركها غير البكاء و النحيب."بالقفة" و حواجز التفتيش تمنعها تدرك الأم أن لا شيء ينصفها غير تحطيم القيود. نقسم بالشرف,بدمع الأم,وعدا لا رجعة فيه,أن ينتفض القلم و المحبرة,أن نسقي الأرض عرقا,بالدم ان شاؤوا,و ان منعوا فسنزرع في الشارع قبر الشهيد.و في السجن ستنفلق الأرض من تحتهم و ستنبت في الجدار سنبلة و سنزرع في الزنزانة نخلة فيميد السقف و ينكسر,و لا شيء يكسركم و ينكسر السجن على أصابعكم كفخار-. الامضاء - صامد رغم الغياب