مع اقتراب الذكرى ال17 لسقوط طائرة بوينغ 727 فوق منطقة سيدي السائح بضواحي العاصمة الليبية طرابلس, تعالت صيحات أهالي الضحايا للمطالبة بفتح ملف الحادث الذي لم تتوفر معلومات رسمية عن سببه.وتتهم منظمات حقوقية ليبية بالخارج طائرة تابعة لسرب خاص في السلاح الجوي بإطلاق قذيفة صاروخية على الطائرة المدنية، حين كانت تستعد للهبوط على ارتفاع 4000 قدم, ما أسفر عن سقوط 157 قتيلا. وأدى حل شركة الخطوط التابعة للطائرة المنكوبة إلى عدم حصول الجزيرة نت على تعليقات المسؤولين في الخطوط الليبية بحجة أن الأولى لم يعد لها أثر في الإجراءات الرسمية. وفي هذا السياق يؤكد أمين لجنة تأسيسية لجمعية أهلية تضم أسر الضحايا أن تصريحات المسؤولين الليبيين أبرزهم العقيد معمر القذافي تتهم الجيش الجمهوري الأيرلندي وحصار الأممالمتحدة ودول أميركا وبريطانيا بالحادث الذي تزامن مع توقيت تفجير طائرة البانام الأميركية فوق لوكربي عام 1989. ولوح فرج الترهوني وهو شقيق الركاب عياد وسعيد الترهوني باللجوء لمؤسسات دولية لمقاضاة الولاياتالمتحدة وبريطانيا، واستند في ذلك إلى روايات سلطات بلاده التي تؤكد أنها "مؤامرة خارجية". وقال أيضا إن الأهالي كانوا يتوقعون ظهور الحقيقة طيلة الأعوام الماضية دون جدوى. وتساءل "أين تقرير شركة البوينغ؟ وهل منحت ليبيا تأشيرة دخول لمندوب الشركة للمشاركة في التحقيقات؟ كما دعا ضابط مخابرات مقرب من العقيد القذافي الإفصاح عن معلوماته، وأضاف أن شهودا أكدوا تواجد الضابط الليبي يوم الحادث في مطار بنغازي. وكشف عن رفض الجهات المعنية إشهار جمعية تضم 285 عضوا من أقارب الضحايا دون أسباب واضحة. وتحدث شقيق الركاب عياد وسعيد الترهوني عن توقيت تحركهم، مؤكدا أن تضارب تصريحات المسؤولين شجع على المطالبة بفتح ملف القضية "احتراما لآدمية الأبرياء". وأوضح أن وزارة الداخلية وقبيل وفاة الوزير إبراهيم بكارفي حادث سير بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه شكلت عدة لجان تحقيق من بينها لجنة برئاسة ضابط عسكري قدم تقريرا لم يتسن للأهالي الاطلاع عليه، مؤكدا في الوقت نفسه أن جميع الروايات تثير شكوكا إضافية لدى العائلات. وتأسف على ظهور نتائج قال إنها سلبية وتحمل قدرا من الدهشة والتساؤل مشيرا إلى أن تحقيقات الدولة "غير المعلنة" عززت شكوك الأهالي في ملابسات الحادث. كما استغرب تجاهل سيف الإسلام القذافي ملف طائرة الركاب الليبية في أغسطس/آب 2008 عند إعلانه برنامج "الحقيقة"، وإشادته برئيس جهاز الأمن الداخلي التهامي خالد. وقد تعذر حصول الجزيرة نت على تصريحات وزارة الداخلية والإعلام الأمني والخارجي التابع لأمانة الخارجية رغم جهود مضنية. ودفعت شركة ليبيا للتأمين مبالغ مالية تراوحت بين 15 و40 ألف دينار ليبي، واتهمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء تفجير الطائرة. وقال عمر رجب الهمالي للجزيرة نت إنه وقع على مستندات استلام تعويضات في وفاة أمه وشقيقته وطفلتها وزوجها بحجة أن الطائرة لم تكن خاضعة للتأمين، وأشار إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول كشف الأهالي عن تأمين الطائرة لدى شركة لويدز البريطانية. كما يدعو شقيق الطيار صالح جعودة الدولة إلى مراعاة مشاعرهم بعد فقدان أقاربهم. وطالب شقيق الراكب عبد الله بوزعكوك بنشر نتائج التحقيقات، ورفض التعليق على الروايات المتداولة لغياب المعلومات الكافية.