مثّل الصالون الدولي للبنوك والنقديات الملتئم بتونس من 3 إلى 6 ديسمبر 2009 فرصة لإكتشاف المولود الجديد في القطاع المصرفي التونسي، “مصرف الزيتونة” الذي جسد جناحه الممتد على 220 متر مربع أول فرصة لمصافحة الحرفاء وتعريفهم بصفة ملموسة على الخدمات والخصوصيات الجمالية التي سيكون عليها هذا المولود البنكي الجديد زمن إفتتاحه بعد بضع أسابيع. ويهدف “مصرف الزيتونة” من خلال مشاركته في الصالون الدولي للبنوك والنقديات إلى تمكين الحرفاء المستقبليين من التعرف على منتوجات وخدمات هذا البنك الإسلامي إلى جانب التعرف على قيم ومبادئ الصيرفة الإسلامية وذلك بحضور إستشاريين من البنك يقدمون المعلومة والنصيحة لطالبيها. ويشار إلى أن الصيرفة الإسلامية يقصد بها النظام أو النشاط المصرفي المتوافق مع المبادئ المالية الإسلامية والمرتكزة أساسا على تحريم الفائدة التي تأخذها البنوك على القروض أي الربا وعلى أساس ثان يتمثل في المسؤولية الجماعية التي يتحملها الحريف والمصرف في حالة الإستثمار المشترك. وتقوم الصيرفة الإسلامية على تقنيات خاصة بها موزعة على خدمات مصرفية لعمليات إئتمانية وخدمات مصرفية لعمليات غير إئتمانية ويمثل دخول هذه التقنيات المصرفية الجديدة تغييرا يميز منتجات مصرف الزيتونة الجديد. ومن أبرز هذه الخدمات: المرابحة، المشاركة، المضاربة، الإيجار والإستصناع وكلها تقنيات ومصطلحات مستمدة من الفقه الإسلامي يتم تنفيذها كعمليات إستثمارية بديلا للخدمات الإئتمانية المحسوبة بالفائدة في البنوك العادية، كما أن كل هذه الخدمات تتميز بطابعها العقدي الشراكي بين المصرفي والحريف الذي يكون تارة مشتريا وتارة أخرى مناولا وطورا آخر مزودا أو سائغا… مما يضفي تغييرات على الصورة الكلاسيكية للحريف البنكي الذي يتحول إلى شريك فعلي في العملية الصيرفية فالمرابحة مثلا هي عقد بيع بالتكلفة الشرائية يضاف إليها قيمة ربحية معلومة ومتفق عليها بين الشاري والبائع وهو ما يصطلح عليه ب”البيع بالربح المعلوم” وقد تتم العملية عبر بائع وسيط يجعل العملية ثلاثية الأطراف، أما المضاربة فهي علاقة شراكة بين المستثمر (البنك) والمناول (الحريف) هدفها تنفيذ مشروع إقتصادي حيث يوفر المصرف رؤوس الأموال الضرورية وينفذ المناول المشروع المتفق عليه… أما الإيجار بمعناه الصيرفي الإسلامي فهو ثلاثي الأطرف يجمع السائغ أو المكتري بالممول وهو البنك والمزود وهو صاحب موضوع التسويغ فإذا ما تعلق الأمر مثلا بعقار (قطعة أرض أو منزل…) فإن البنك هو الذي يشتري العقار من المزود ليسيغه لحريفه الذي يكتري هذا العقار مع حرية إشترائه نهائيا بنهاية عقد التسويغ أو الإيجار ويتوقع أن يقبل الكثيرون على هذا النوع من الخدمات المصرفية… ويصحب هذا التغيير على مستوى المنتجات المصرفية تغيير في العقلية البنكية حيث يركز هذا المولود الجديد “مصرف الزيتونة” على مفهوم التعاون بين صاحب المشروع والممول وتقاسم النتائج مع الحريف الذي يتحول إلى شريك. كما أن بنك الزيتونة، الذي أنشأه رئيسه المدير العام محمد صخر الماطري، سيقوم خلال السنوات الخمس المقبلة بتطوير شبكة من الفروع تغطي أهم المدن التونسية وعند إنطلاق البنك في 2010 ستصحبه قرابة العشر فروع. ويذكر أن مصرف الزيتونة الإسلامي يستند في تسميته إلى إسم جامع الزيتونة المعمور أول جامعة في العالم الإسلامي ومنارة الفكر الإسلامي الثاقب منذ ما يفوق 13 قرنا.