بروكسل(كونا)الفجرنيوز:أثار حظر بناء المآذن في المساجد في سويسرا الذي وافق عليه الناخبون في 29 نوفمبر الماضي قلقا واستياء بالغين في أوساط الجالية المسلمة في جميع أنحاء أوروبا.وأعرب رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية في أوروبا شكيب بن مخلوف خشيته من دخول مسلمي أوروبا مرحلة جديدة من الاضطهاد تشبه التي تعرض لها اليهود في الحقبة النازية لكن بأساليب وأدوات مختلفة. وأكد في مقابلة مع (اسلام أون لاين) أن الحرب العنصرية التي يشنها المتطرفون اليمينيون ضد المسلمين في أوروبا تلتف بعباءة الديمقراطية. كما كشف طارق رمضان طارق رمضان وهو من أبرز المفكرين المسلمين في أوروبا عن أنه لا توجد سوى أربع مآذن فقط في سويسرا ما يدفع باتجاه التساؤل حول سبب اطلاق مبادرة حظر بنائها. وقال في مقال بصحيفة (غارديان) البريطانية ان كل بلد أوروبي يحدد رموزا أو موضوعات لاستهداف المسلمين الأوروبيين من خلالها مثل الحجاب أو البرقع في فرنسا والمساجد في ألمانيا والعنف في بريطانيا والرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك والمثلية الجنسية في هولندا. وأكد أنه من المهم النظر إلى ما هو أبعد من هذه الرموز وفهم حقيقة ما يحدث في أوروبا بصفة عامة في سويسرا وعلى وجه الخصوص موضحا أنه في الوقت الذي يمر فيه المواطنون والدول الأوروبية بأزمة هوية حقيقة وعميقة فان الصورة الجديدة للمسلمين تمثل مشكلة ومصدر خوف. ويصف محللون الاستفتاء السويسري بأنه تطور مقلق جدا لاسيما وأنه يأتي وسط حالات فردية مناهضة للاسلام أبرزها الرسوم الكاريكاتورية الدانمركية وفيلم (فتنة) الهولندي لكن الاستفتاء السويسري ركز على حشد السكان في موجة ضد الاسلام. لكن سؤالا يتردد بقوة في أذهان المسلمين في أوروبا حول المرحلة المقبلة وما يخفيه المستقبل من مفاجآت فيها. ويحذر علماء ومفكرون مسلمون من أن أجنحة اليمين المتطرف والحركات الفاشية في أوروبا لا شك بأنها ستعمل على الاستفادة من الحظر السويسري للمآذن من خلال محاولة نقل التجربة الى بلادها. ويقول الدكتور نديم الياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ان الحظر السويسري للمآذن سيشجع اليمينيين في الدول الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة. وأطلقت بالفعل دعوات في هولندا وبلجيكا وايطاليا لاجراء استفتاءات ممثالة لمنع بناء مآذن المساجد. وقال جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف الهولندي لصحيفة يومية محلية "سندعو الحكومة الى اجراء استفتاء مماثل في هولندا". لكن المراقبين يؤكدون أنه من السخف أن تطرح قضايا أساسية مثل حقوق الدين والحرية في استفتاء للتصويت عليها. ويقولون ان مجموعة يمينية متطرف في بلد أوروبي ربما تطرح في الغد فكرة جديدة باجراء استفتاء لمنع المسلمين من أداء الصلاة خمس مرات يوميا لأنه يشكل عقبة في عملية الاندماج بسحب رأيها. وخرج سياسي سويسري باعتذار عن دعوة الى فرض حظر على بناء مقابر اليهود والمسلمين. وقال زعيم حزب الشعب الديمقراطي المسيحي السويسري كريستوفر داربيلاي "أنا آسف لم أقصد هذا". وعارضت الحكومة السويسرية فرض حظر على بناء المآذن قائلة انه سيضر بصورة سويسرا في العالم الاسلامي فيما انتقد بعض الساسة في أوروبا الحظر أيضا. لكن مسؤولي الاتحاد الاوروبي امتنعوا عن التعليق بدعوى أن سويسرا ليست عضوا في التكتل الذي يضم 27 دولة. وشجب الفاتيكان الاستفتاء ووصفه بأنه بمثابة ضربة للحرية الدينية فيما أعرب زير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن صدمته ازاء الحظر التي قال انه يظهر "عدم تسامح". كما انتقدت وسائل الاعلام الأوروبية فرض حظر على بناء المآذن وحاولت شرح الأسباب التي تقف وراء ذلك. وكتبت صحيفة (لوتان) السويسرية أن المسلمين في سويسرا لا يستحقون هذا التصويت الاحتجاجي الجائر الذي جاء بدافع الخوف والأوهام والجهل معبرة عن قلقها من تسبب ذلك في الاضرار بشكل بالغ بصورة سويسرا عبر العالم لكنها أشارت الى أن الناخبين صوتوا ضد بناء المآذن وليس المساجد. وشددت على أن الناخبين ليس جميعهم ضد الاسلام ولكنهم ضد ما يعتبرونه المغالاة في الاسلام في الحياة اليومية السويسرية. وعلقت صحيفة (رزيتشبوسبوليتا) البولندية قائلة ان "نتيجة هذا الاستفتاء تشكل مفاجأة كبيرة". ودعا رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية في أوروبا بن مخلوف الى احتواء القضية معربا عن اعتقاده بأن المسلمين يشكلون جزءا من المجتمعات الأوروبية. وحث المسلمين على حل مشاكلهم داخليا. لكنه حذر من أن استهداف الجماعات المتطرفة في أوروبا للاسلام ومعتقداته المقدسة ربما يكون له عواقب سلبية على العلاقات بين العالم الاسلامي وأوروبا.