المقاومة ، والوحدة الوطنية، هما السبيل لإنجاز الحقوق الوطنية ودحر الاحتلال الأحد 26 ذو الحجة 1430 ه الموافق 13 كانون الأول (ديسمبر) 2009 م
اثنان وعشرون عاما مرت على الانطلاقة المباركة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونحن على العهد الذي قطعناه على أنفسنا، متمسكين بحقوقنا الوطنية التاريخية، متشبثين بكل شبر من أرضنا الفلسطينية المباركة من البحر إلى النهر، ومتمسكين بخط الجهاد والمقاومة الأصيل الذي يعبر عن أصالة شعبنا الفلسطيني المؤمن، الذي ضحى ومازال يضحي من أجل تحرير أرضنا ومقدساتنا، ومن أجل العودة وتحقيق المشروع الوطني بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. شعبنا الفلسطيني البطل أمتنا العربية والإسلامية العزيزة تمرّ علينا ذكرى الانطلاقة المباركة، ونحن نعانق أرواح الشهداء من قادتنا وأبنائنا العظام الذين تقدموا الصفوف دفاعاً عن الوطن وفي مقدمتهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين، وصقر فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم مقادمة، ويحيى عياش، وجمال سليم، وجمال منصور، وسعيد صيام، ونزار الريان جنباً إلى جنب مع إخوانهم في فصائل المقاومة وقيادات شعبنا: ياسر عرفات، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى، وجهاد جبريل...، وقائمة طويلة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن، وأنبتوا بدمائهم جيلا وراء جيل من عشاق الشهادة... وصناع الكرامة والحرية. اثنان وعشرون عاماً لم تزدنا إلا إيماناً، وقوة، وعزيمة، وإصراراً على درب المقاومة والصمود... رغم وجع الاعتقال لعشرات الآلاف من إخواننا في سجون الاحتلال، ورغم عشرات آلاف الجرحى من الأهل والأحبة، ورغم تواصل وتصاعد القمع، والإرهاب، والتنكيل، والتجويع، والحصار، ومصادرة الأراضي، وإهلاك الزرع، ومحاولات تهويد القدس وتدنيس المقدسات وغيرها من أشكال الغطرسة والإرهاب الصهيوني. نعيش ذكرى الانطلاقة المجيدة، وقلوبنا وعيوننا ترنوا إلى غزة هاشم، غزة الصمود، التي انتزعت نصراً عزيزاً بجراحها، بكبريائها، بعزائم الرجال الأبطال، وصبر الأمهات الطيبات... والتفاف الشعب.. كل الشعب مع المقاومة الباسلة، ومع المجاهدين الأبطال الذين مرّغوا أنف الاحتلال في معركة "الفرقان"، فردّوه مدحورا يجر أذيال الخيبة والفشل. نأتي على الذكرى الثانية والعشرين، وقلوبنا ترفرف فوق جبال الضفة والقدس التي تتعرض للتهويد، ولتقطيع الأوصال، ولمصادرة الأراضي من قبل الاحتلال وقطعان المستوطنين، تحت سمع وبصر نفر من أبناء شعبنا الذين تنكّروا للنضال والكفاح، وتشبثوا بأوهام السلطة، فأخذوا على عاتقهم حماية الاحتلال وملاحقة المجاهدين ومصادرة سلاحهم. شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية: انطلاقاً من إيماننا بالله، وتأكيداً على حقنا في المقاومة، وبمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لانطلاق الحركة، فإننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لنؤكد على مايلي: أولاً: إننا في حركة حماس نعاهد الله أولا، ثمّ نعاهد شعبنا الوفي على التمسك بحقوقنا الوطنية كاملة غير منقوصة، وفي مقدمتها حق العودة، وعدم التفريط بها، وأن نبقى على العهد متمسكين بالمقاومة خياراً استراتيجياً في مواجهة المشروع الصهيوني حتى دحر الاحتلال عن كامل ترابنا الوطني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. ثانياً: سنبقى نحن أبناء حماس أوفياء للقدس والأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، سنحميها بمهج الأرواح وحدقات العيون، ونشدّ على أيدي أهلنا في القدس وفي أرضنا المحتلة عام 48 الذين حموا المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال، وقطعان المستوطنين بصدورهم العارية. ثالثاً: أسرانا في سجون الاحتلال أمانة في أعناقنا، ولن نتخلى عنهم طال الزمن أم قصر.. هذا عهدنا .. وهذا قسمنا.. أن لا يهدأ لنا بال حتى تحرير آخر أسير من سجون الاحتلال، ونؤكد أن الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" لن يرى النور إلا إذا استجاب الاحتلال لمطالب المقاومة بإطلاق سراح أسرانا البواسل. رابعاً: أيدينا كانت ومازلت ممدودة للمصالحة الوطنية على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، وحقنا المشروع في المقاومة، وبعيداً عن التدخلات الخارجية. خامساً: الحوار هو سبيلنا لحل الخلافات السياسية مع أشقائنا في الوطن، والانتخابات هي السبيل الوحيد لإدارة مؤسسات السياسة الوطنية في مواجهة الاحتلال، ولا انتخابات دون مصالحة أو توافق وطني. سادساً: ندعو السيد محمود عباس وحركة فتح، إلى إعادة النظر في خياراتهم السياسية بعد أن ثبت عبثية المفاوضات، وفشل الرهان على واشنطن وعلى إدارة الرئيس أوباما المنحاز للاحتلال، كما ندعوهم إلى وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال بإشراف الجنزال الأمريكي "كيث دايتون"، ووقف ملاحقة المجاهدين ووقف حملات الاعتقال والتعذيب بحق أبناء وأنصار حماس وقوى المقاومة. سابعاً: ندعوا الدول العربية والإسلامية إلى رفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال، كما ندعوا إلى إلغاء المبادرة العربية للسلام بعد أن رفضها الاحتلال الذي أثبت بأنه ليس شريكاً صالحاً لصناعة السلام.. والتوجه الحقيقي لبناء استراتيجية عربية وإسلامية جديدة ترتكز على تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال، ودعم المقاومة الفلسطينية كخيار لا بديل عنه لاستعادة الأرض والمقدسات. ثامناً: ندعو الدول العربية إلى المبادرة الفورية لرفع الحصر عن شعبنا في غزة استجابة لنداء الضمير والنخوة العربية، والتزاما بقرار وزراء الخارجية العرب، كما ندعوها إلى أخذ دورها في حماية القدس والمسجد الأقصى، وعدم الاكتفاء بتسجيل المواقف الإعلامية. تاسعاً: نحيي المواقف والجهود الشعبية العربية، والإسلامية، والدولية التي انتصرت للشعب الفلسطيني المظلوم، ومازالت تقوم بدور ريادي في اختراق الحصار على غزة، وفي الدفاع عن أهلنا في الضفة الغربية، في مواجهة جيش الاحتلال، وقطعان المستوطنين، كما ندعوها إلى مواصلة الجهود لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدولية، ومتابعة تقرير غولد ستون. عاشراً: ندعو الدول العربية، والولايات المتحدة إلى مراجعة سياساتهم المنحازة للعدو الصهيوني على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة، والتوقف عن إعطاء الغطاء والحماية لجرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة ضد شعبنا، ونؤكد أنه لا سبيل أمامهم إلا الاعتراف بحقوق شعبنا المشروعة.
المكتب الإعلامي الأحد 26 ذو الحجة 1430 ه الموافق 13 كانون الأول (ديسمبر) 2009 م