ستة عشر شابا وفتاة من سبع دول عربية يستضيفهم الداعية عمرو خالد من اجل تأدية مهام صعبة تعالج اهم تحديات النهضة في عالمنا ، ضمن برنامج "مجددون" الذي سيبث في الثامن من كانون الثاني على قناة دبي الفضائية في تمام الساعة الثامنة والنصف بتوقيت المملكة الاردنية الهاشمية.حول هذا البرنامج وفكرته وتفاصيله كان ل"شباب الدستور" حوار مع الداعية عمرو خالد خاصة وان الاردن كان له نصيب الاسد من حيث التصوير وعدد الشباب المشاركين ، الذين أجرينا معهم اللقاءات التالية. المجددة سماح صافي وهي طالبة لغة انجليزية تطبيقية في الجامعة الاردنية ترى بان اهمية البرنامج تكمن بانه اسلوب جديد في حد ذاته وبقالب منظم وترفيهي ويحمل رسالة معينة ، فالمشاركة في هذا البرنامج اضافت لي الكثير من المهارات ، فالتعامل مع الجنسيات المختلفة وتأدية المهام يعمل على توسعة الافق ويضيف العديد من الخبرات لدينا. وبالرغم من اننا واجهنا بعض الصعوبات في التحاور كوننا نحمل لهجات مختلفة الا اننا استطعنا بكل نجاح تجاوز هذه الصعوبة كون الهدف والغاية الواحدة هي التي تجمعنا. وتضيف سماح: على الشباب ان يلعبوا الدور الاكبر في تغيير المجتمع كونهم الفئة الكبرى فيه وأن يسعوا الى عملية الاصلاح والتغيير ، ومن الصعوبات التي واجهناها ايضا هي كوننا فتيات فنحن نعيش في مجتمعات شرقية لديها الكثير من المفاهيم المغلوطة والعادات والتقاليد التي لا تمت للدين بصلة ، والنظرة القاصرة للمرأة ودورها في هذا المجتمع والذي ينحصر بالاعتناء ببيتها وأبنائها ، وهو دور راقي ومهم وأساسي لنا في هذه الحياة.. ولكن لنا أدوار أخرى وفي مجالات أوسع. ولا يزال المجتمع يتقبل عمل المرأة في بعض المجالات التقليدية كالتدريس ، ويرفض غيرها لمجرد عدم اعتياده على وجود المرأة فيها كالإعلام مثلا. ويضيف المجدد الدكتور رمزي العمري وهو طبيب أردنى عاش حياته بين عمّان والسعودية ومصر التى درس فيها الطب ، ثم عاد للأردن ليعمل فى مستشفى الجامعة ، الفكرة الاساسية القائمة على البرنامج هي فكرة الاصلاح بالاضافة الى اسلوب التشويق ، فهذا البرنامج يعتبر الاول من حيث اسلوبه في بلادنا ، فالبرنامج زودني بالعديد من المهارت كوني تعاملت وتعرفت على شباب من مختلف الدول ، وتعلمت الاصرار في تأدية الاهداف والنجاح بها ، فعندما نخضع لوقت محدد وقصير لتأدية مهمة معينة فاننا نتعلم تأدية المهام الاخرى ان كان الوقت متاح ، الاعمال التطوعية من اهم الاعمال التي يجب ان يشارك بها الفرد لنصل الى حالة الاصلاح والتغيير التي نريدها فهذه الاعمال تعتبر البذرة الاولى لعملية الاصلاح. وتبين المجددة هبة الرواشدة وهي طالبة ادب انجليزي في الجامعة الهاشمية: برنامج مجددون برنامج لم يحدث في الوطن العربي ، وبالتالي فهو جديد وهادف بنفس الفكرة ، في البرامج السابقة كانت تعتمد على الحوارات الا ان هذا البرنامج نقل الحوارات الى الصعيد العملي ، وهنا تكمن اهميته لقد تعلمت من "مجددون" كيف اكون قائدة ناجحة وان استطيع ان اصل الى هدف معين في وقت قصير والقدرة على ضبط نفسي والتفكير الصحيح. من الصعوبات التي واجهناها ان الوقت قصير لتأدية المهام الا ان ضيق الوقت هو ما اضاف للمهمة حالة التشويق والمنافسة ، انني فخورة جدا كونني مثلت الاردن فهذه اجمل تجربة في حياتي وانا ادعو الشباب الاردني المشاركة بمثل هذه البرامج من اجل الاصلاح. "شباب الدستور" كان له الحوار التالي مع الداعية عمرو خالد للاطلاع على تفاصيل البرنامج. الدستور: من اين جاءت فكرة برنامج "مجددون"؟. - جاءت الفكرة من الواقع الذي نعيشه ، فالامة العربية والاسلامية قدمت للعالم وما زالت تقدم نجاحات ورموزا واختراعات متنوعة ، وافكارا جديدة لكل مجالات الحياة فهنالك الفارابي الذي حقق نجاحا في الطب النفسي وابن خلدون في مجال علم الاجتماع والشافعي في اصول الفقه والكثير الكثير من هذه الرموز التي حققت نجاحا واضافت للعلم الكثير. فنحن امة متجددة وهي خير امة اخرجت للناس ولكن للاسف المئة سنة الاخيرة لم يعد هنالك تجديد وافكار متجددة وهذا نتيجة ما نعانيه من تراجع وبالتالي كان لابد من تحميس جيل جديد من الشباب ليعملوا على رفد اوطانهم ويعملوا على اصلاح امتهم ، فقد وجدنا ان المحاضرات النظرية لا تنفع ولا تترك الاثر الذي نريده في عملية الاصلاح في حين ان "مجددون" مسابقة تشويقية جذابة بشكل معاصر وما يميزه انه اول تلفزيون واقع له هدف ورسالة ومختص بثقافتنا ، فمن خلال السبع سنين الماضية لم تكن البرامج الا عبارة عن تقليد لثقافات اخرى مختلفة ، فهذا البرنامج يعكس ثقافتنا ويحمل هدفا وغاية باسلوب ترفيهي ومشوق ، فمن الصعب ان نجد برنامجا يحمل رسالة وهدف ويجمع بين اسلوب ايصال الهدف واسلوب التشويق والترفيه. الدستور: ما هي فكرة البرنامج؟. - البرنامج قائم على ستة عشر متسابقا ومتسابقة من بينهم ثمانية فتيان وثمانية شباب من سبع دول عربية ، وهنالك ثلاثة شباب من الاردن: الدكتور رمزي العمري وهو طبيب ناجح متجه لتحضير الزمالة في امريكا ، اما هبة الرواشدة فهي طالبة ادب لغة انجليزية في الجامعة الهاشمية ورسامة كاريكاتير بالاضافة الى سماح صافي وهي تدرس اللغة الانجليزية التطبيقية في الجامعة الاردنية. وفي كل اسبوع يتم طرح مهمة معينة على الشباب تحمل معنى التجديد ، ويطلب من الفريقين تنفيذ نفس المهمة في مكانين مختلفين وتتم متابعة كل تفاصيل عملهم من خلال الكاميرات وفي نهاية الاسبوع التقي بهم بالاضافة الى اثنين من المستشارين من اجل عملية تقييم اداء كل فريق وتحديد الايجابيات والسلبيات من خلال حوار ساخن ينتهي باعلان الفريق الناجح والخاسر ، ويطلب من قائد الفريق الخاسر اختيار الشخص الاسوأ في الاداء من اجل التوقف وعدم تكملة الرحلة مع الفريق ، وبالتالي في كل مهمة يتم خروج شخص واحد وهكذا الى ان نصل الى مرحلة التصفية التي يوجد بها شخصان من اجل المنافسة ، فالمنافسة قوية والجمهور يشجع ويختار الشخص الانسب. الدستور: ما هي الجائزة التي يحصل عليها الفائز؟. - يحصل الفائز على تمويل يقدر بمئة الف يورو من اجل استثماره في مشروع خيري معين ويتم تمويل المشروع بالكامل. الدستور: ماهي طبيعة المهمات التي يقومون بها؟. - المهمات ترتكز على مجالات اجتماعية وتنموية وتكنولوجية بالاضافة الى الرياضية والخيرية وغيرها ، كل مهمة تكون بفكرة جديدة قائمة على اهمية الاصلاح ، فهدفنا من هذه المهمات ان يدرك الشباب اهمية التجديد واهمية تأدية مثل هذه المهام في ثلاثة ايام ليصبح الشباب المتابع للبرنامج قادرا على تقليد مهمات اصلاحية وفي وقت مفتوح ومتاح بسهولة. الدستور: ما اهمية هذا البرنامج برأيك؟. - هذا البرنامج يحمي الشباب من المخدرات والتطرف من خلال توجيه طاقاتهم الى مجالات فعالة وبناءة ، فالمجددون الستة عشر سيتحولون الى نجوم وسيعملون على نشر ثقافة الخير والاصلاح بدءا من بلدهم ووصولا للامة اجمع. الدستور: كيف تم استقطاب الشباب على البرنامج؟. - في البداية عملنا لقاءات جماهرية كبرى في سبع دول الا وهي "الامارات ، السعودية ، مصر ، الجزائر ، الاردن ، اليمن ، والسعودية" ، ومن خلال هذه اللقاءات عرضنا فكرة "مجددون" وبدأنا بتوزيع الاستمارات ووجدنا اقبالا من قبل مئتي وخمسين الف شاب وشابة ، بدأنا بعدها بعمل لجان متخصصة من اشخاص مختصين في مجال الاعلام والتنمية البشرية للتقييم ، ومن ثم تمت تصفيتهم الى الالف ، والالف الى مئة من خلال المقابلات والسيرة الذاتية تم تحديد الفريقين. الدستور: ما هي الاسس التي اعتمدوها في قبول الشباب؟. - ان يكون الشاب مطابقا للبيئة التي هو منها وان يكون ناجحا في حياته العملية بالاضافة الى مشاركته السابقة في العمل التطوعي والخيري بحيث تكون لديه خبرة. الدستور: اين تم تصوير البرنامج؟. - تم التصوير في خمس دول وهي "الاردن ولبنان ومصر والسودان ولندن" وفي الاردن تم تصوير اربع حلقات وبذلك يكون لها النصيب الاكبر بعد مصر ، فقد صورنا في قصر الحرانة والمدرج الروماني بالاضافة الى التصوير المباشر اثناء تأدية المهام وتصوير المواطنين. الدستور: ما هي الصعوبات التي واجهتكم؟. - من الصعوبات التي واجهتنا كوننا برنامجا قائما على التنقل وتأدية المهام في مناطق مختلفة الا وهي صعوبة الحركة والتنقل من مكان لاخروخاصة ان عددنا يصل الى خمسة واربعين شخصا ما بين منتج ومخرج والفريق وهي الصعوبة الاولى ، اما الثانية فهي تكمن بتصويرنا لمدة سبعة اشهر واننا لم نصور الحلقتين الاخيرتين خوفا من تسرب النتيجة. والصعوبة الثالثة الحركة بالشارع فنحن برنامج واقعي وينفذ مهامه على ارض الواقع مع استمرارية التصوير ، فهنالك من يرفض التصوير ولا يتقبله ، والصعوبة الخامسة وتتمثل في فريق الفتيات ومدى تقبل المجتمع لتنفيذ المهام من قبل الفتيات. الدستور: من الداعم الرسمي للبرنامج؟. - تعتبر قناة دبي الداعم الرسمي ل"مجددون" فقد عملت على تمويل البرنامج الذي احتاج الى تمويل كبير ، وسيتم البث الحصري على قناة دبي كونها الداعم الرسمي له ، وصاحب الفكرة المنتدى العالمي للوسطية بالاضافة الى مؤسسة رايت ستارت العالمية والعديد من الشركات العالمية. الدستور: في ظل معركة البرامج هل سيكون هنالك تحد من اجل بثه ومتابعته؟. - الاعلام من يحقق لهذه البرامج النجاح ، فنجاح البرنامج مرتبط بمدى دعم وسائل الاعلام المختلفة له. الدستور: على الصعيد الشخصي ماذا اضاف مجددون للداعية عمرو خالد؟. - قدمت برامج كثيرة تحمل رسالة وهدف معين الا ان هذا البرنامج مختلف كونه يقدم بطريقة تشويقية وينتهي بتأدية هدف معين ، ومن خلال الشباب العربي تعلمت التصميم والارادة والتحدي والاصرار وكيف لنا ان نقدم برنامجا يحمل رسالة معينة باسلوب مشوق. الدستور: من هو الرمز المجدد برأيك؟. - العالم العربي والاسلامي غني بالرموز يصلحوا ان يكونوا قدوات وهذا ما اثبته مشاركة العديد من العرب في قطاعات غربية اثبتوا جداراتهم ، فالرموز عديدة ومتنوعة. الدستور: ما هي امنيتك لهذا العام؟. - انني سعيد كون ان السنتين الهجرية والميلادية بدأتا بنفس الميقات واتمنى ان يترك البرنامج بصمته ويخلق جيلا من الشباب المجدد ويحمل هم بلاده ويعيش من اجلها ولها ، وان يكرس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الدستور: في الختام.. ما هي رسالتك للشعب الاردني؟. - اود ان اتقدم بالشكر للجهات التي عملت على دعمنا بمختلف الطرق من الشعب الى الحكومة ، لتيسير الطريق امامنا فاتقدم بالشكر لوزير الداخلية ووزيرة التنمية ووزيرة السياحة بالاضافة الى الاماكن التي تم فيها اللقاءات الجماهرية مثل جامعة الزرقاء الاهلية وستاد الامير حمزة ، واشكر مدارس الحصاد التربوي لمساعدتنا في عملية التسجيل ، اشكر الاردن شعبا وحكومة على هذا التعاون. عمان - شباب الدستور - ماجدة ابو طير