لجأت الفتيات المنتقبات في الجامعات المصرية، للتحايل على قرار وزير التعليم العالي، حرمانهن من دخول الإمتحانات بالنقاب، عبر الكمامات التي تستخدم للوقاية من العدوي بأنفلونزا الخنازير، خصوصا تلك الكبيرة الحجم منها التي تغطي جزءا كبيرا من الفم والأنف، ما أضطر إدارات الكليات للسماح لهن بأداء الامتحانات، التي بدأت السبت (9/1).وسبق لوزير التعليم العالي المصري هاني هلال، أن أصدر قرارا إداريا بمنع لبس النقاب في المدن الجامعية المصرية، وحرم المنقبات من دخولها، بيد أن محكمة القضاء الاداري ألغت هذا القرار بعدما أقامت طالبتان منتقبتان دعوى قضائية ضده، معتبره أن النقاب حرية شخصية، فلجأ الوزير إلى قرار منع ارتداء النقاب داخل الامتحانات، فقامت حوالي 55 طالبة برفع دعوي ضد قرار الوزير، ولكن محكمة القضاء الإداري أيدت في هذه الحالة القرار بحظر ارتداء النقاب أثناء تأدية الامتحانات، ما دفع الطالبات للتحايل علي القرار بلبس الكمامات كبديل للنقاب. وسبق هذا قيام الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، بحظر ارتداء النقاب في المعاهد الأزهرية للفتيات وفي المدن الجامعية الخاصة بهن، وأثار هذا القرار جدلا واسعا في الأوساط الدينية والشعبية، فبرغم تأكيدات شيخ الأزهر وعلمائه بأن النقاب مجرد عادة وليس عبادة، وليس من أصول الدين في شيء، وامتد الجدل ليشمل مؤسسات أخرى من بينها الجامعات، وسط مطالبات لتيارات علمانية وليبرالية بمنع النقاب أيضا داخل المؤسسات الحكومية. وفي هذا السياق أدت قرابة 200 فتاة منقبة اليوم السبت أمتحان منتصف العام الدراسي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وسمحت لهن إدارة الكلية بالكمامات خصوصا أ، وزارة الصحة تنصح بها في الأماكن المغلقة، وهو ما استقبله بعض الأساتذة بالابتسامات، لتحايل الطالبات على قرار منع النقاب في الامتحانات بلبس الكمامات، فى حين رفضت أخريات دخول الامتحان بدون النقاب بعد مناقشات حادة بينهن وبين المشرفين على الامتحان، ودعاء بعضهن على وزير التعليم العالي المسئول عن حرمانهن من الإمتحان، لإرتداءهن للنقاب وهن ينسحبن من لجان الإمتحانات باكيات. وشهدت كليات أخري مشادات خفيفة ومناقشات بين طلاب من التيار الاسلامي والمشرفين على الأمتحانات، بسبب حرمان الطالبات المنقبات- اللاتي لم يحضرن كمامات معهن - من أداء الامتحانات، ما دفع رؤساء الكليات لتحذير الطلاب من التدخل، وإلا يتم حرمانهم من الأمتحانات بتهم الشغب، فيما نجح أساتذة ومشرفات في بعض الكليات، باقناع طالبات بخلع النقاب داخل لجان الامتحانات، مؤقتا بدعوى أن "الضرورات تبيح المحظورات"، و"من أضطر فلا ذنب عليه".