بن عروس : "كبارنا في اعيننا ..وبر الوالدين في قلوبنا" عنوان تظاهرة متعددة الفقرات لفائدة المسنين    الميناء التجاري بجرجيس مكسب مازال في حاجة للتطوير تجاريا و سياحيا    عاجل: قائمة المتفوقين في بكالوريا 2025... أرقام قياسية وأسماء لامعة!    نسبة النجاح في الدورة الرئيسية لبكالوريا 2025 تبلغ 37,08 بالمائة    نتائج بكالوريا 2025: نظرة على الدورة الرئيسية ونسبة المؤجلين    صفاقس: 100% نسبة نجاح التلاميذ المكفوفين في باكالوريا 2025    "نيويورك تايمز": المرشد الإيراني يتحسّب من اغتياله ويسمّي خلفاءه    مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط يحذر من المساس بمحطة بوشهر الإيرانية    بطولة برلين للتنس: انس جابر تنسحب رفقة باولا بادوسا من مواجهة نصف نهائي الزوجي    كأس العالم للأندية 2025: ريال مدريد يواجه باتشوكا المكسيكي والهلال يلتقي سالزبورغ النمساوي    عاجل: وزارة الفلاحة تحذّر التونسيين من سمك ''ميّت''    عاجل/ نفوق أسماك بشواطئ المنستير.. ووزارة الفلاحة تدعو إلى الحذر..    المهدية : تنفيذ عمليات رقابية بالمؤسسات السياحية للنهوض بجودة خدماتها وتأطير مسؤوليها    Titre    عاجل: بداية الإعلان عن نتائج الباكالوريا عبر الإرساليات القصيرة    الدورة 56 لمهرجان الساف بالهوارية ستكون دورة اطلاق مشروع ادراج فن البيزرة بالهوارية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو (مدير المهرجان)    المنستير: انطلاق المسابقة الدولية في التصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت الماء بعد تأجيلها بيوم بسبب الأحوال الجوية    النجم التونسي محمد مراد يُتوّج في الدار البيضاء عن دوره المؤثّر في فيلم "جاد"    مدنين: 56 مريضا ينتفعون من عمليات استئصال الماء الابيض من العيون في اليوم الاول لصحة العيون    باجة : إجراء 14 عملية جراحية مجانية على العين لفائدة ضعاف الدخل [صور + فيديو ]    محسن الطرابلسي رئيسا جديدا للنادي الإفريقي    قبلي: اجراء 37 عملية جراحية مجانية لازالة الماء الابيض في اطار اليوم الوطني الاول لصحة العيون    الزيت البيولوجي التونسي ينفذ إلى السوق الأمريكية والفرنسية بعلامة محلية من جرجيس    "هآرتس": تحرك قاذفات أمريكية قادرة على تدمير "فوردو" الإيرانية    تعمّيم منصة التسجيل عن بعد في 41 مكتبا للتشغيل بكامل تراب الجمهورية    الكاف: لأول مرة.. 20 عملية جراحية لمرضى العيون مجانا    جندوبة: وزير السياحة يتابع استعدادات الجهة للموسم السياحي ومدى تقدّم عدد من المشاريع السياحية والحرفية    فيديو من ميناء صيادة: نفوق كميات هامة من الأسماك بسبب التلوث    أردوغان: متفائلون بأن النصر سيكون إلى جانب إيران    قبلي: حادث مرور يودي بحياة جزائري وإصابة مرافقه    وزير السياحة: التكوين في المهن السياحية يشهد إقبالاً متزايداً    عاجل/ ترامب يمهل ايران أسبوع لتفادي الضربات الامريكية المحتملة..    جامعة تونس المنار تحرز تقدما ب40 مرتبة في تصنيف QS العالمي للجامعات لسنة 2026    اليوم: أطول نهار وأقصر ليل في السنة    توقيع اتفاقية قرض بقيمة 6,5 مليون أورو لإطلاق مشروع "تونس المهنية"    وزارة الثقافة تنعى فقيد الساحة الثقافية والإعلامية الدكتور محمد هشام بوقمرة    الفنان أحمد سعد يتعرض لحادث سير برفقة أولاده وزوجته    القصرين: بطاقات إيداع بالسجن في قضية غسيل أموال مرتبطة بالرهان الرياضي    طقس السبت.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    مدنين: اختصاصات جديدة في مهن سياحية وانفتاح على تكوين حاملي الإعاقة لأول مرة    اليوم: الإنقلاب الصيفي...ماذا يعني ذلك في تونس؟    الاحتلال يضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان    إغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري الإيراني    الانقلاب الصيفي يحل اليوم السبت 21 جوان 2025 في النصف الشمالي للكرة الأرضية    بايرن ميونخ يفوز على بوكا جونيور و يتأهّل إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية (فيديو)    بعد فوزه على لوس أنجلوس... الترجي الرياضي يدخل تاريخ كأس العالم    أسرة عبد الحليم حافظ تُقاضي مهرجان "موازين" الدولي بالمغرب    وزير الاقتصاد.. رغم الصدمات تونس لا زالت جاذبة للاستثمارات    في اختتام مهرجان « Bhar Lazreg Hood» منطقة البحر الأزرق .. معرض مفتوح لفن «الغرافيتي»    باجة: نسبة تقدم الحصاد بلغت 40%.    الأحد: فتح المتاحف العسكرية الأربعة مجانا للعموم بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث الجيش الوطني    السبت 21 جوان تاريخ الانقلاب الصيفي بالنصف الشمالي للكرة الأرضية    ارتفاع درجات الحرارة يسبب صداعًا مزمنًا لدى التونسيين    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    التشكيلة المحتملة للترجي أمام لوس أنجلوس    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    بطولة برلين : من هي منافسة أنس جابر اليوم الجمعة ؟    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرسان الثلاثة:د. أحمد محمد المزعنن
نشر في الفجر نيوز يوم 10 - 01 - 2010


قاعدة ذهبية :"الواحد للكلّ،والكلّ للواحد"
في رواية "الفرسان الثلاثة "للروائي المشهور الكسندر دوماس الكبير(1802م 1870م) المعروف بالكسندر دوماس الأب،ابتكر هذا الكاتب العبقري لفرسانه الثلاثة رابطة تستند إلى قاعدة سلوكية تقول "الواحد للكلّ،والكلّ للواحد"،وهذه قاعدة ذهبية من شأنها أن تؤسس لكيان اجتماعي أخلاقي المنطلق،واقعي التطبيق،يسوده التعاون وإنكار الذات،وهي جزء من فلسفة التنوير التي سادت الأوساط الثقافية في أوروبا بعد الثورة الفرنسية (1789م)وسقوط سجن الباستيل،الذي كان أعتى قلاع الاستبداد في القارة الأوروبية،وكان سقوطه رمزًا لانتهاء عصور الاستبداد التي عاثت خرابًا في الأمم الأوروبية تحت سيطرة التحالف بين الكاثوليكية والأباطرة،وكانت قاعدة الفرسان الثلاثة تلك تعبيرًا عن جانب من قواعد سلوك طبقة الفرسان التي كانت طبقة متميزة معترف بها في الثقافة الأوروبية.
الفرسان الثلاثة الذين سنتعرف عليهم،يحمل كل واحد منهم شيئًا من العروبة بمعناها الإثني والشكلي والثقافي،ولكنهم جميعًا جنود أمريكيون،وهم إفراز مراحل مختلفة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية،ومقدمة لحركة غزو لأقطار الأمة العربية التي كانت ولايات عثمانية تعاني مما تعاني منه الدولة العلية في مركز الخلافة في الأستانة،تلك المعاناة التي انتهت إلى هزيمتها مع حليفتها ألمانيا القيصرية،واستتبع ذلك اقتسام بريطانيا وفرنسا للأقطار العربية تمهيدًا لتأسيس الوطن اليهودي برعاية بريطانيا ،وسيطرة المستعمرين الذين احتلوا البلاد العربية تحت مسميات خادعة كالحماية والانتداب،وجاء مع هذه الأوضاع الغزو اليهودي الصهيوني لفلسطين بعد صدور وعد بلفور 1917م،ثم تتابعت سلسلة الهزائم أمام هذا الغزو،حتى انتهت إلى الحالة المأساة الحالية التي يسيطر فيها اليهود إستراتيجيًا على مقاليد الأمور في الوقت الراهن،وتركوا الأمة نهبًا لحالة من الوهن والهوان والتقاتل والصراع البيني الوظيفي الذي يخدم الأعداء الغزاة ،بعد أن تحولوا إلى حلفاء تحت مظلة دولة عظمى تطارد عدوًا هلاميًا صنعته بمواصفاتها،وفي كل يوم بل وكل ساعة تبتكر المعارك وتفتعل مواقع النزال بأساليبها المكشوفة التي تظهر تخبطها،وفشلها في إدراك حقيقة أن سر ضعف الإنسان الطاغية المتجبر المتكبر يكمن في قوته وشعوره الفج بالعنفوان والتفوق على من يصنفهم أعداء.
الفرسان الثلاثة الذين عملوا على فترات تكاد تكون متقاربة ومتطابقة لبيع المنطقة العربية ومقدراتها لليهود،وإبطال مفعول قواها في مواجهتهم هم جزء من ظاهرة عربية صنعتها هجرة العقول والكفاءات والمواهب العربية،ولا تزال تضيف يومًا بعد يومًا سيلاً من النزف الإثني والثقافي والاجتماعي جعل الأمة تعاني من الشيخوخة قبل الأوان،وانفرد بها الطغاة والمستبدون والانتهازيون والشعوبيون الحاقدون الذين اندفعوا بكل وسائل السلوك الانتهازي لملء فراغ اجتماعي وفكري وسياسي واقتصادي صنعه سيل الهجرة الذي لم يتوقف.
جاءت مكونات هؤلاء الفرسان معهم من الشرق العريق ذي الثقافات ممتدة الجذور في عالم الفكر والمثل والأخلاق،ويجتمعون في نقطة الانطلاق تلك إما مباشرة أو بالواسطة،وفي قاسم ثقافي مشترك نتج عن مزيج من العبقرية الشخصية التي اكتسبوها من الأصول العريقة للشعب اللبناني العربي،فكلهم تجري في عروقهم دماء عربية وخصائص إثنية وثقافية حملوها من بستان الحضارة العبقرية على شاطىء المتوسط الشرقي،في تلك البقعة التي اختارتها القبائل الآرامية الأولى(ساكنة المرتفعات ومؤسسة الأبينة والمعابد العالية) لتأسيس واحدة من أعرق الحضارات في التاريخ الإنساني في أرض(فينيقس) أي النخيل الذي جلبوه معهم من موطنهم الأصلي في عُمان،ومنطقة الخليج العربي والعراق،وليكملوا قصة العبقرية العربية مع إخوانهم وأبناء عمومتهم الآراميين الجنوبيين(الكنعانيين) الذين (كنعوا،قنعوا،انخفضوا جنوبًا) بسكنى منخفضات فلسطين وسهولها وبطاحها.
واكتملت قصتهم بامتزاج أصولهم بمتغيرات الأوطان الجديدة التي هاجروا إليها فيما يعرف بنصف الكرة الغربي،وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية المفتونة إلى العظم بالعلم التجريبي،والبحث العلمي المنظم،والثقافات المنطلقة إلى الفضاء بتسخير المادة في بناء عالم من الحرية الجامحة،والتنظيم والتقسيم الرياضي للمادة والكون،عالم متميز بكل المقاييس،وتشبع فرساننا الثلاثة إلى النخاع بقواعد الفلسفة البراجماسية الذرائعية التي لا تعرف إلا المصلحة المادية التي تؤسس للفكر والثقافة،ولا تقيم وزنًا للقديم الموروث،أو الفكر الجاهز إلا بالقدر الذي يسهم في ضبط وتيرة البناء المادي،والمادي أولاً.
بدأت موجة من الغزو الاستعماري الغربي مع الفارس الأول الرحالة المؤرخ الكاتب الأديب الداعية الشاعر المسرحي الروائي الشاعر القومي العبقري(أمين الريحاني1876 1947م)في بداية القرن العشرين الميلادي،وفي أوج الضعف العربي تحت حكم تركيا في أواخر عهود الخلافة وسيطرة يهود الدونمة على مقاليد الأمور،ثم نجاح الانقلابيين في إلغاء الخلافة عام 1924م،بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ومعها حليفتها ألمانيا بعد أن طال انتظار الأوروبيين لسقوطها انتظارًا لاقتسام تركة(رجل أوروبا المريض)،كما كانوا يطلقون عليها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر،وأخذوا يحيكون المؤامرات،ويعقدون المؤتمرات انتظارًا لوفاته،واقتسام أملاكه،وتحقق ذلك بالسيطرة الاستعمارية البريطانية في أعقاب انتصار الحلفاء الغربيين بمساعدة أمريكا على الدولة العثمانية وحليفتها ألمانيا،وبناء عالم ما بعد الحرب على ضوء المبادىء الأربعة عشر التي وضعها الرئيس الأمريكي وودرو ولسون وقدمها إلى مؤتمر الصلح في المنعقد في قصر فرساي التاريخي بباريس العاصمة الفرنسية في 1920م.
الفارس الأول :أمين الريحاني
"الواحد للكلّ،والكلّ للواحد":التمهيد لنهب الثروات العربية
فارسنا الأول أمين الريحاني لم يقصر ظاهريًا في القيام بالواجب الوطني،ولكنه في الحقيقة كان في مهمة استخباراتية لصالح موطنه المهجري(الولايات المتحدة الأمريكية)مستثمرًا أصوله العربية،وثقافته وحماسه الظاهري لقضية الأمة في ذلك الوقت مع بداية الغزو اليهودي لفلسطين،وكان الهدف الوحيد لرحلته هو أن تحظى الولايات المتحدة الأمريكية بنصيب الأسد في الاستثمارات في موارد النفط،ويشترك معه في ذلك الجاسوس البريطاني جون فيلبي الذي اعتنق الإسلام وتسمى بعبد الله فيلبي،بعد أن حرمته دولته بريطانيا من الجنسية بسبب دوره في نقل امتيازات النفط من الشركات البريطانية إلى الشركات الأمريكية.
وبهذه الحقيقة اشترك الفارس ذو الأصول العربية أمين الريحاني(من حيث يدري أو لا يدري)وبشكل أو بآخر في التمكين للكيان الصهيوني في دور التأسيس تحت سلطة الإنتداب البريطاني الذي كان حارسًا لليهود في عمليات الهجرة،والتمكين لهم من بناء الكيان اليهودي الغازي،وهذه أول طعنة وجهها الفارس الأول ذي الأصول الفينيقية العربية للوطن الجار.
وهال هذا الفارس العربي أمين الريحاني ما يحدث من إجراءات متلاحقة لتأسيس الدولة اليهودية تنفيذًا لوعد بلفور،فقام في عام 1922م برحلته المشهورة إلى ملوك وحكام المنطقة العربية،وقابل فيها معظم مشاهير الحكام في الشرق الأوسط،في مهمة ظاهرها استنهاض الهمم العربية لمواجهة الغزو الصهيوني اليهودي.
ووقتها في بداية القرن العشرين بدأ ظهور العلامات الأولى على تدفق النفط تلقائيًا من باطن الأرض في المرتفعات والأراضي الفاصلة بين العراق العربي والعراق الفارسي،وكانت أمريكا قد اكتشفته قبل ذلك في أراضيها في ولايتي تكساس وكاليفورنيا،واستثمرته في بناء الحضارة الحديثةبالمقاييس المتقدمة لقهر الصعاب في القارة الشاسعة منذ سبعينيات القرن التاسع عشر،ودخلت الحرب العالمية الأولى إلى جانب الأنجلوسكسون واللاتين ضد الجرمان القريبيين عرقيًا من تركيا مدفوعة بالأطماع في النفط المتفجر الذي لم يعلم أحد حجم احتياطاته في المواقع المختلفة إلا بعد الحرب العالمية الثانية وتحقق التقدم العلمي والتقني منذ خمسينيات القرن العشرين الماضي.
الفارس الثاني:فيليب حبيب
"الواحد للكلّ،والكلّ للواحد"التوثيق لبيع القضية القومية لجواسيس أوسلو
الفارس الثاني ذو الأصول العربية اللبنانية هو:فيليب حبيب،وأقتبس من ويكيبيديا الموسوعة الحرة نبذة مختصرة معبرة عن هذا الفارس العربي بن العربي المغترب " فيليب حبيب (1920م 1992م) هو "دبلوماسي من الولايات المتحدة من أصول لبنانية مارونية برز اسمه عالميا لدوره في أحداث غزو لبنان 1982 م، حيث تمكن حبيب من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في يوليو 1981 م،وتمكن أيضا في 18 اغسطس 1982 م من إبرام وقف آخر لإطلاق النار بين الطرفين،اتسمت علاقاته بالتشنج من وزير الخارجية الأمريكية آنذاك ألكسندر هيج،حيث كان هيج يمثل تيارا يمينيا أثناء حصارِ بيروت داعما لإسرائيل في أثناء حرب لبنان 1982 م".(اقتباس من http://ar.wikipedia.org/wiki).
كان دور فيليب حبيب الحقيقي عام 1982م هو أن يقتنص اعترافًا قطعيًا موثقًا بالصوت والصورة والحركة وأمام عدسات وفد إعلامي أمريكي من الفدائيين المحاصرين في الخنادق والمخيمات الفلسطينية،وصورته وكالات الأنباء ومصادر الأخبار وقتها بأنه كان منحازًا إلى منظمة التحرير الفلسطينية،وأنه يعاني مشكلة مع وزير الدفاع اليهودي إيريل شارون الذي احتل عاصمة عربية في سابقة تاريخية لإنقاذ حلفائه الموارنة،التي انهارت مقاومتهم أمام التحالف المعادي آنذاك في عمليات شارع الحوار ومنطقة البنوك ببيروت،وكانت الوسيلة للإنقاذ تصلب موقف الموارنة حلفاء اليهود،والإصرارعلى إخراج جميع حلفاء ياسر عرفات تمهيدًا لتفتيت وتفسيخ الموقف الفلسطيني،و(تخزينهم) مؤقتًا في بعض المواقع العربية التي قبلتهم،ثم التخلص من كل عنصر يبدي أي مظهر لمعارضة خط أوسلو اللعينة التي كانت آنذاك تسير في الخفاء بعدما تسلل إليها الجواسيس والسماسرة وعلى رأسهم محمود عباس؛تمهيدًا لتكوين قاعدة لهؤلاء الجواسيس في رام الله،يتم ربطها ربطًا عضويًا ووظيفيًا مع الكيان الصهيوني،ونحن نشاهد حاليًا أنموذجًا من التوحد الوظيفي الكامل بين هذين المكونين الغريبين المفروضين على الواقع العربي المتهالك،الذي احتال عليه محمود عباس مستغلا حالة التفتت والتفسخ والوهن القومي التظاهر بالضعف،واقتنص منهم في بيروت 2002م ما اعتبره أثمن وثيقة يناور بها،ويستخدمها في لعبة الأتاري كبقعة الهلام السابحة في فضاء شاشة الحاسوب يلمسها فيكتسب منها القوة والاندفاع نحو المزيد من الابتزاز الذي تجاوز به وزنه ودلالات وظيفته في العمالة.
كان دور فيليب حبيب في بعده الإستراتيجي الإقليمي نقل الصراع من قضية قومية إلى قضية صراع يهودي فلسطيني لتطبيق الأهداف البعيدة لوعد بلفور،إلى جانب التمهيد لنشأة سلطة أوسلو العميلة،وضمان القبول العربي للكيانين الوظيفيين(الكيان الصهيوني وكيان سلطة أوسلو العميلة) معًا تحت أي مسمًى كان،المهم هو أن كيان الجواسيس في رام الله يستمد قوته من الرابط الوظيفي الذي أحكم بداية مشروعه الفارس الثاني القادم من قلعة الشيطان:فيليب حبيب وفريقه،وقامت بتنفيذه بكل دقة والتزام سلسلة طويلة من (الفدائيين العائدين)،أولاً محمد عبد الرؤوف القدوة المعروف بِ(ياسر عرفات أو أبو عمار)،ثم مهندس اتفاقية عار أوسلو:محمود رضا عباس مرزا،المعروف اختصارًا بِ (عباس أو محمود عباس أو أبو مازن)ومعه سلسلة لا تزال تتنامى وتتزايد من فاسدي الذمم ناقصي الأهلية الانتهازيين المفلسين.
الفارس الثالث :جورج ميتشيل
"الواحد للكلّ،والكلّ للواحد" الولايات المتحدة في خدمة الكيان اليهودي
الفارس الثالث الذي تجري في عروقه بعض الدماء العربية من جهة أمه المهاجرة اللبنانية، وأبيه المهاجر الإيرلندي حارس أحد المباني(http://ar.wikipedia.org/wiki)،إنه إنتاج إثني عبقري متميز من شعب عربي شرق أوسطي عريق،وشعب إيرلندي مشهور بالصلابة والعراقة والإنجاز والتميز من بين شعوب غرب أوروبا،والذي نال استقلاله من أعتى إمبراطورية استعمارية هي بريطانيا على يد البطل دوفاليرا في أوائل القرن العشرين.جورج ميتشيل شغل منصب رئيس الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات،وتولى رئاسة إمبراطورية(والت ديزني) المعروفة في أميركا والعالم حتى عام 2007م،وهو مستشار في جامعة بلفاست بإيرندا الشمالية،التي كان له الفضل الأكبرفي حل مشكلة الصراع المزمن فيها بين البروتستانت البريطانيين،والكاثوليك الذين كانوا يقاومون النفوذ الإنجليزي من خلال منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي.
في 22يناير 2009م تولى جورج ميشيل ملف الصراع (العربي اليهودي) بتكليف من رئيس الولايات المتحدة الجديد باراك أوباما،وقام بسلسلة زيارت وجولات من الاتصالات والاجتماعات من خلال تنقله طوال عام بين عواصم ومواقع التأثير في الشرق الأوسط،وقام باختزال عمدي للصراع مع الصهاينة إلى مجرد قضية مسائل مختلف عليها حول الاستيطان المتسارع في الضفة الغربية،وضرورة استئناف المفاوضات بين الكيانين الوظيفيين دون شروط مسبقة،تلك المفاوضات التي توقفت ظاهريًا بعد أن حولوها إلى ملهاة على طاولة مفاوضات عبثية،ومهد ذلك وبشكل مقصود لانقسام الموقف الرسمي الفلسطيني وتكريس ذلك الانقسامك بكل الوسائل الممكنة،وتغريب الصراع وإعادة تفسيره من صراع وتناقض مع اليهود المحتلين إلى صراع وحرب إعلامية وإجراءات أمنية بين فتح وحماس.
وفي الوقت الراهن مع مطلع العام الجديد يقدم جورج ميشيل إلى المنطقة بعد أن أشاع عن إنجازه خطة لحل ذيول الصراع،ويدعي أنه حدد لتحقيقها سنتين من الآن،وتنتهي بحل المشاكل المعلقة بين سلطة أوسلو تحديدًا والكيان اليهودي الصهيوني بإعلان دولة فلسطينية،بعد عزل حماس في غزة،وحصارها ومنعها من التأثير في مجريات أحداث الخطة التي قام برسمها بأسلوب رياضي،واختار أسلوب مسرح العرائس التي تتحرك بأيد خفية دون أن يكون لها أي دور فعلي في مجريات المسرحية.
جورج ميتشيل الفارس الثالث هو الأخطر من بين الفرسان الذين تجري في عروقهم دماء عربية،ويشتركون في الجذور اللبنانية المسيحية بشكل أو بآخر ممن تعرض للصراع بين الأمة العربية واليهود المدعومين من الصليبيين،وهو الأخطر من بين جميع المبعوثين الأمريكيين لأنه يمتلك ذخيرة علاقات واسعة من خلال عمله في الكونجرس،ومن خلال خبرته الطويلة في حل الصراع بين البروتستانت والكاثوليك في إيرلندا الشمالية،ويأتي إلى المنطقة وقد بلغ الوهن والتمزق في الأمة العربية حدًا تحولت معه إلى مناطق صراع وأطماع وحروب مستعرة في أكثر من موقع،وأعيد التركيز الشديد على نقل مفردات الصراع من اليهود المحتلين الغزاة إلى إيران،ولم يعد للأمة العربية من جدار حماية بعد الله إلا الشعوب التي تأصلت فيها مشاعر العداء لليهود الغزاة،والتي تتجذر لديها ثقافة رفض الكيان اليهودي الغريب،وترفض التطبيع معه،وتتنامى لديها يومًا بعد يومًا جبهات الرفض الشعبي للكيان اليهودي بمعدل يطَّرد باطراد عودة الأمة العربية إلى ثوابت حياتها،وإذا كان جورج ميتشيل قد نجح في تحطيم جدر الحماية الرسمية لدى مستويات عليا من طبقات القرار الوطني والقومي على المستوى القطري،فإنه لن يفلح في كسر جدر الحماية الدينية التي تمثل قدرًا لا فكاك منه يضع استحالات تاريخية وثقافية واجتماعية في وجه أي محاولة للتطبيع مع اليهود.
من مكملات الصورة: فُُوَيْرِسٌ (فلسطيني) عدوٌ لدود لشعبه
"الواحد للكلّ،والكلّ للواحد"(الكيان اليهودي وسلطة جواسيس أوسلو)
عباس عميل وجاسوس نموذجي فاق في فساد منهجه وأفعاله وأقواله كل النماذج الوطنية الانحرافية الهابطة،وتفوق على كل الجواسيس المشهورين في تاريخ القضايا الكبرى الذين خانوا أوطانهم وباعوا شعوبهم،ومارس من التخريب والعبث بمقادير الشعب،وإفساد مكوناته ونسقه الاجتماعية والثقافية،واشترك مع اليهود في حصار غزة،والتحريض عليها بكل هابط من القول والفعل،وتسربت الكثير من أنباء تواطئه مع اليهود في قتل الشعب في غزة،ولا يخجل من ترديد تأييده للنظام المصري الذي يشترك حاليًا في عملية إبادة جماعية مبرمجة ذات مراحل ببنائه الجدار الفولاذي أمام عدسات الكاميرات،وأمام شهود العيان،ويكذب عمدًا بإنكاره ما يشهد الجميع على حقيقة ما يحدث،محمود عباس شريك في كل عملية تصفية للمقاومة في الشعب الذي ينتسب إليه كذبًا وزورًا ونفاقًا،ويستدعي كل فاسد ذمة عديم الضمير ضحل الانتماء من المنتسبين إلى أجهزة الإعلام لكي يتبجح من خلالهم بأنه وصل إلى حالة من التعادلية المزعومة مع حماس في موضوع المقاومة،بمعنى أن محمود عباس لا يؤمن بالمقاومة المسلحة،وبل ويعتقل ويقتل أبطالها،وأن حماس تمنع المقاومة في قطاع غزة،فهما بذلك متعادلان ولا خلاف بينهما،ومن ثم فلا يوجد ما يبرر عدم توقيع حماس على ما يعرف بالورقة المصرية،والموافقة على برنامجه في إجراء الانتخابات،وسلسلة الأحلام والعبارات الاستفزازية الفاسدة التي تبجح بها في مقابلة أجراها مع الإعلامي المصري في قناة أوربت برام الله عمرو أديب،وفي المقابلة الأخرى مع قناة الجزيرة التي أجراها معه المذيع محمد كريشان،تفكير طفيلي وكلام يخجل الصبيان عن التفوه به.
قد يكون ميتشيل نجح في وضع المعادلات الرياضية التي تحلل وتبسط مكونات وعناصر ومتغيرات وثوابت قضية معقدة متداخلة العوامل كقضية إنشاء وتأمين الكيان اليهودي الخزري الغريب،فيما يتصور أنه آخر مرحلة من مراحله،وربما تخيل أو حتى أدرك أو حدد وبشكل نهائي الأدوار التي قام بتوزيعها على الأطراف الداخلة في المعادلات كأحجار لعبة الشطرنج،والتي قام بوضعها وإعدادها للتنفيذ بتحويلها إلى إجراءات،ولكنه ربما لم يضع في حسابه فعل المتغيرات والعوامل الكامنة التي تفاجىء أي مفكر أو مهندس أو مسؤول يستخدم التحليل العلمي لحل المشكلات على الطريقة الأمريكية التي افتتن أهلها بعبادة العلم التجريبي الرياضي،وغاب عنه أن المادة الإنسانية تستعصي على معادلات رياضية تقوم على التحليل والتركيب والتقسيم والتنبؤ والاحتمال،فالإنسان كائن ثقافي،وله في حادثة مركزالمخابرات الأمريكية في خوست قبل نهاية (عام ميتشيل 2009م بيوم)أكبر دليل على ما نقول.
ومهما حاول ميتشيل هذا أو عباس العميل أو عتاة اليهود أو المفرطون المتواطئون المنافقون في الأنظمة الرسمية العربية،فلن يعطلوا السنن الإلهية التي تسير على قاعدة إلهية بسيطة تعتمد على الأمر الرباني: كن فيكون.
والله أعلى وأعلم،وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 21)
دكتور أحمد محمد المزعنن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.