مخطوطات البحر الميت, المعروفة أيضاً باسم لفائف قمران, نسبةً إلى خربة قمران شمال غرب البحر الميت, حيث وجدت بعد حوالي ألفي عام من وضعها, تحولت في مستهل عام 2010 إلى عنوان رئيسي في وسائل الإعلام. وكان العدو الصهيوني قد صادرها من متحف روكفلر في القدسالشرقية عام ,1967 التي كانت مع الضفة الغربية تحت السيادة الأردنية وقتها, ولذلك يعتبرها الأردن إرثاً ثقافياً مسروقاً تحميه الاتفاقات الدولية وتمنع التصرف فيه. وقد نُقلت مخطوطات قمران إلى مزار الكتاب في متحف "إسرائيل" في القدسالغربية بعد احتلال القدسالشرقية, وهي معروضة حالياً في تورنتو في كندا. وقد رفضت الحكومة الكندية طلباً أردنياً رسمياً باسترجاعها بذريعة أن المخطوطات يجب أن تكون على جدول أعمال المفاوضات بين الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني. بالمقابل يعتبر الكيان الصهيوني أن مخطوطات قمران تمثل إرثاً يهودياً, وأن الأردن أعلن تخليه عن الضفة الغربية مع فك الارتباط في نهاية الثمانينيات, وبالتالي ليس له أن يطالب بها. سرقة الثقافة بالطبع عنصر أساسي من عناصر المشروع الصهيوني, ولذلك تجد اليهود يسرقون حتى الأكلات العربية, وتصاميم الأثواب الفلاحية المطرزة, وغيرها, وينسبونها لأنفسهم. كما أن هنالك جهداً منهجياً لإزالة الأسماء العربية عن معالم الأرض المحتلة عام ,48 لاستبدالها بأسماء يهودية. فاغتصاب الإرث الثقافي هو جزء لا يتجزأ من مشروع التهويد, إن لم نعتبره أحد أهم عناصره. وإذا كانت مشروعية دولة "إسرائيل" تقوم, فيما تقوم عليه, على مزاعم توراتية فارغة, فما بالك بمخطوطات قمران التي يفترض أنها تضم نسخاً قديمة جداً من أجزاء شبه كاملة من التوراة ووثائق أخرى تتعلق بحياة اليهود والمسيحيين في ذلك العهد?! ولذلك ثمة بنيان كامل في متحف "إسرائيل" يتمحور حول تلك المخطوطات. فاستعادة الإرث الثقافي المسروق لن يتم بمعزل عن استعادة الأرض وعروبتها, وهذا بدوره لا يتم بالمطالبة والمناشدة, كما تدلنا كل تجارب الشعوب, خاصة تجارب الشعب العربي.
كندا بدورها ما كان من الممكن أن تتعامل مع الطلب الأردني باسترجاع المخطوطات المسروقة بمثل هذا الاستخفاف لو: أ - لم يكن جزء كبير من تراث وآثار الوطن العربي مسروقاً في متاحف الغرب منذ الحقبة الاستعمارية, ب - لم يتعامل العرب بمثل تلك اللامبالاة مع تدمير ونهب محتويات المتحف الوطني العراقي في نيسان عام ,2003 وانتهاء كثير من مقتنياته في الكيان الصهيوني أو الغرب, ج - أتبع الأردن مطالبته بمخطوطات أو لفائف قمران بتصعيد إعلامي وسياسي وديبلوماسي وقانوني على الأقل.
ولا بد من التذكير هنا أن البند التاسع من معاهدة وادي عربة قد نص بالحرف على احترام الدور التاريخي الأردني في القدس, وبالتالي, كان يفترض بالأساس أن يتم استرجاع لفائف قمران, مع الأسرى الأردنيين في سجون العدو الصهيوني, قبل توقيع معاهدة وادي عربة! أما وقد وقعت المعاهدة, فإن احتفاظ الكيان الصهيوني باللفائف يمثل انتهاكاً فاضحاً لمعاهدة وادي عربة يمكن أن نضيفه إلى جملة الانتهاكات "الإسرائيلية" الأخرى لها من تلويث المياه إلى الترويج لطروحات ما يسمى "الوطن البديل".
إن رفض الكيان الصهيوني المطلق لمجرد مناقشة إعادة اللفائف إلى العرب, من أردنيين وفلسطينيين, وإصراره العنيد على اعتبارها تراثاً حضارياً لمجموعة طارئة من الوافدين على المنطقة من أوروبا الشرقية وبقية أصقاع العالم, يمثل بدوره امتداداً طبيعياً للتعنت الصهيوني في كل علاقته بمحيطه, كما يمثل امتداداً لفهم الكيان الصهيوني لما يسمى عملية السلام.
أما موقف الحكومة الكندية الداعم فعلياً لموقف الكيان الصهيوني, فيكشف بدوره أن دول حلف الناتو, التي يدعم الأردن جهودها مثلاً في أفغانستان, لا يمكن أن تأخذ موقفاً متوازناً بيننا وبين الكيان الصهيوني مهما قدم الأردن لها, حتى في قضية غير رئيسية سياسياً مقارنة بالملفات الأخرى للصراع العربي-الصهيوني.
وبجميع الأحوال, لا بد من موقف أردني وفلسطيني وعربي أقوى بكثير فيما يتعلق بلفائف البحر الميت.
(ما يلي تم تجميعه من مواقع مختلفة على النت)
مخطوطات البحر الميت تظهر طريقة تحريف اليهود للتوراة:
وضع مؤسس بيت الذاكرة الفلسطينية في سورية المخرج الفلسطيني رامي السعيد اللمسات الأخيرة على فيلم ( لفائف قمران ).. وهو التسجيلي رقم 11 الذي يخرجه رامي السعيد ولصالح مؤسسته بيت الذاكرة الفلسطينية في سورية ولكن لهذا الفيلم أهمية بالغة من جميع النواحي حيث يتحدث عن تحريف اليهود الارثوذكس للتوراة الحقيقية التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام..
حيث يتطرق الفيلم لكيفية العثور على لفائف قمران أو ما يسمى بمخطوطات البحر الميت عام 1947 من خلال مشهد درامي تم تصويره في كهوف قرية العيس قرب مدينة حلب لتشابه المنطقة مع منطقة قمران المجاورة للبحر الميت كما يقدم المخرج شهادة أحد أهم الباحثين العرب وهو الباحث الفلسطيني حسن الباش حيث تحدث عن أهمية لفائف قمران... كما وضع المخرج في الفيلم صورا لتلك المخطوطات الموجودة والمفقودة التي أخفاها اليهود..
وعلى موقع CNN, اعتبرت باحثة إسرائيلية بأن الأسينيين, الذين يفترض بأنهم كتبوا نصوص مخطوطات البحر الميت, التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي وتعتبر أقدم الأدلة المدونة للكتاب المقدس, غير موجودين من الأساس, وهو الأمر الذي يناقض أساسيات التاريخ الديني بالعهد القديم المشترك لدى المسيحيين واليهود.
وقالت ريتشل إليور, أستاذة التصوف اليهودي في الجامعة العبرية بالقدس, إن المجموعة اليهودية المعروفة باسم الأسينيين, والتي يرى مؤرخون أن أفرادها قاموا بتدوين مخطوطات البحر الميت, ما هي إلا تلفيق من قبل المؤرخ الروماني اليهودي, فالفيوس جوسفوس, خلال القرن الأول الميلادي.
وأضافت إليور أن تقارير جوسفوس الخاطئة, التي رغب من خلالها المباهاة بوجود مجموعة يهودية تعادل من حيث قيمها وعاداتها سكان إسبارطة التاريخية, التي كان الرومان يجلون قيمها, انتقلت على مر القرون, مما أدى إلى تحولها إلى وقائع.
وأوضحت إليور أن المخطوطات, لم تذكر أي نوع من المعلومات عن المجموعة, لم يرد اسمها مطلقاً, وأضافت: لقد أضعنا 60 عاما في محاولة للعثور على معلومات عنهم.. إنها أساطير بنيت على أساطير, وفقاً لمجلة تايم.
واعتمدت إليور في موقفها الذي هز الأوساط الأكاديمية على مواصفات الأسينيين كما وردت في المصادر القديمة, ومنها امتناعهم عن التزاوج, فاعتبرت أنه من غير المعقول, وجود مجموعة يهودية تضم آلاف الأعضاء تمارس شعائر تناقض الدين اليهودي, (الذي يحض على الزواج والإنجاب) دون أن تشير الكتب اليهودية الصادرة في تلك الفترة إليها.