باريس (ا ف ب)الفجرنيوز:عهد بالاعتداء الذي تعرضت له كاتبة مسرحية من اصل جزائري تم رشها بالبنزين، الى دائرة مكافحة الارهاب في الشرطة الفرنسية التي تشتبه في ان تكون اوساط اسلامية وراء هذه الحادثة.ووضعت ريحانة (45 عاما) تحت حماية الشرطة منذ تعرضها مساء الثلاثاء لهذا الاعتداء اثناء توجهها الى مركز ثقافي في باريس تؤدي فيه مع ثماني ممثلات مسرحيتها بعنوان "ما زلت اختبىء لادخن في سني هذا". وفي هذه المسرحية التي تدور وقائعها في حمام تتبادل فيه تسع نساء اطراف الحديث عن حياتهن اليومية وصعوباتهن ومشاكلهن في المجتمع الجزائري. وقالت الممثلة "اتى رجلان من الخلف وسيطرا علي ثم سكبا على وجهي سائلا وادركت من الرائحة انها كان البنزين وشعرت بحرارة شعلة ثم ركضت". وكانت ريحانة قالت الخميس انها تلقت تهديدات شفهية في الخامس من كانون الثاني/يناير. واضافت بعد ان قدمت شكوى اثر هذه الحادثة "نعتني رجلان في الشارع بالعاهرة". وكلفت دائرة مكافحة الارهاب في الشرطة الفرنسية التحقيق في هذه القضية حسب ما علم الجمعة من مصدر قضائي. واضاف المصدر ان المحققين يشكون في ان ثمة رابطا بين الاعتداء والمسرحية التي تعرضها الممثلة. وكانت هذه الحادثة اثارت الجمعة موجة استنكار في فرنسا. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية "بشدة عملا حقيرا وفي غاية الخطورة". وقال المتحدث باسم الوزارة ان هذه المسرحية "تكشف بشجاعة ظروف عيش المرأة في الجزائر التي تتعرض للقمع تحت شعار الحفاظ على القيم التقليدية". ودانت الرابطة العالمية لحقوق المرأة وجمعية التضامن مع النساء بشدة الاعتداء ووصفت الاولى الهجوم بانه "عمل بربري" والثانية بانه "فظيع". وتساءلت آن سوجييه رئيسة الرابطة العالمية لحقوق المرأة في بيان "من كان يتصور انه في فرنسا في العام 2010 قد تتعرض امرأة لاعتداء لانها تعرض مسرحية لا تحظى بتأييد الاسلاميين الاصوليين". ودعت جمعية اخرى الى تجمع السبت امام المركز الثقافي. واعربت جمعية لمكافحة العنصرية "عن صدمتها" واكدت رابطة حقوق الانسان "حق الممثلة في التعبير بحرية عن مواقفها". من جهتها اعلنت ريحانة انها قررت مواصلة عرض مسرحيتها حتى النهاية لتثبت للمعتدين انها "لا تخاف" لانها في بلد "يحترم حرية التعبير". وذكرت ريحانة انها اختارت ان تدور وقائع مسرحيتها في حمام في الجزائر "لان ذلك جزء من ثقافتها". واضافت "اتحدث عن نساء اعرفهن جيدا وعن ثقافة اعرفها". وكتبت ريحانة المولودة في حي باب الواد الشعبي في الجزائر، اول مسرحية لها بالفرنسية التي تؤدي فيها دور مريم الحامل الذي هدد شقيقها بقتلها لانها دنست سمعة العائلة. ولجأت ريحانة الى فرنسا قبل سنوات. وكانت تؤدي ادوارا في فرقة بجاية الوطنية (شرق الجزائر) ثم اصبحت مخرجة وعملت ايضا في مجالي السينما والتلفزيون. وحصلت على جوائز عدة في مهرجانات في الجزائر.