يعتزم عدد من المحامين المغاربة تسجيل دعوى قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة من المحاكم المختصة بجرائم الحرب، ردا على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بقطاع غزة. وقال رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين المحامي خالد السفياني إنه هو وبعض زملائه يسعون لتكوين هيئة دفاع دولية تتولى تسجيل الدعوى. وانتقد السفياني مواقف الحكومات العربية التي اكتفت بالإدانة وأكد أن ذلك لا يكفي، داعيا إلى "مواقف عملية أكثر جرأة وشجاعة". وطالب بأن تكون "غزة المحاصرة والمحروقة" و"البوارج الأميركية المرسلة إلى السواحل اللبنانية لتهديد المقاومة" أولى قضايا القمة العربية المرتقبة في سوريا نهاية هذا الشهر. واتهم السفياني الحكومات العربية بأنها "تساهم بسكوتها وتخاذلها في إحكام الحصار على أهل غزة"، مطالبا الحكومة المغربية بإرسال معونات عاجلة إلى سكان غزة "بدل أن تكتفي ببيان الإدانة". وحث المتحدث نفسه برلمانيي المغرب على عقد جلسة طارئة لمناقشة سبل مساندة فلسطينيي غزة، كما اقترح على وزارة التربية الوطنية أن تخصص مؤسساتها الساعة الأولى من يوم الاثنين المقبل "للتعبير عن المساندة لفلسطين المنكوبة". وقد شهد المغرب نهاية الأسبوع الماضي وبداية الحالي وقفات تضامنية مع سكان قطاع غزة، حيث نظمت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني مساء الاثنين وقفة أمام مقر الأممالمتحدة بالعاصمة الرباط.
المحتجون بالرباط اتهموا الأممالمتحدة بالتواطؤ في مجزرة غزة (الفرنسية) وقف التطبيع وطالب المحتجون خلال الوقفة بإغلاق "كل السفارات الصهيونية ومكاتب الاتصال بأي بلد عربي وإيقاف كل أشكال التطبيع"، حسب بيان أصدروه وتلقت الجزيرة نت نسخة منه. واتهم المشاركون في الوقفة منظمة الأممالمتحدة بالتواطؤ والولايات المتحدة بتشجيع العدوان، مطالبين الدول العربية والإسلامية بإيقاف كل المفاوضات واللقاءات والاتصالات مع إسرائيل. وفي مدينة الدارالبيضاء منعت السلطات وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأميركية دعت إليها لجنة محلية لممثلي هيئات مختلفة بالمدينة، واستعملت الشرطة القوة لتفريق المشاركين فيها. وقال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد وعضو اللجنة المحلية بالدارالبيضاء عبد الإله المنصوري إن السلطات حشدت نحو ثلاثين سيارة وشاحنة لقوات التدخل، كما طوقت القنصلية ومنعت أي أحد من الاقتراب من الساحة القريبة منها. وكانت حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية قد دعوَا إلى وقفة احتجاجية الأحد الماضي تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية في غزة. وأصدرت الهيئتان بيانا دعتا فيه "الحكومة المغربية لاتخاذ مواقف وتدابير استعجالية لحماية الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف هذا العدوان الصهيوني الهمجي".
