دخل إضراب جوع أساتذة التعليم الثّانوي،السّادة علي الجلّولي، معزّ الزغلامي ومحمّد المومني أسبوعه الرّابع على التّوالي. وتشير التقارير الطبيّة إلى تدهور خطير في وضعهم الصحّي خاصّة وأنّ بعضهم يعاني من أمراض مزمنة. وكعادتها، في التعامل مع مثل هذه الحالات، تواصل السلطات التونسيّة تجاهل المظلمة المرتكبة في حقّهم. فالأساتذة المذكورين أعلاه تمّ حرمانهم من حقّهم في مزاولة مهنة التدريس، وعدم تجديد عقود عملهم هذه السنة على خلفيّة نشاطاتهم النّقابية وانتماءاتهم الفكريّة والسياسيّة. وتؤكّد التقارير الرّسميّة الصّادرة عن السّادة؛ المرشدين البيداغوجيين، والمدراء، والأساتذة المشرفين، الّذين يعودون لهم بالنّظرعلى كفاءتهم العلميّة والبيداغوجيّة ، وأقرّت بجديتهم وحسن نتائجهم. و تندرج هذه المظلمة ضمن سياسة التعامل الأمني، مع ملفّات التشغيل في المؤسّسات العمومية وحتّى في بعض المؤسّسات الخاصّة، الّتي دأبت الإدارة التّونسيّة على ممارستها بهدف حرمان خصومها السياسيين من حقهم في الشّغل وبالتاّلي من حقّهم في حياة كريمة. لقد بات الحصول على شغل إمتيازا، ممّا زاد في تغذية مظاهر المحسوبيّة والرّشوة والزّبونيّة. وأضحى مصير المئات من خيرة بنات وأبناء تونس ، نتيجة إنسداد الأفاق وخنق الحريّات العامّة والفرديّة بالبلاد، البطالة والتهميش ، فاضطرّ العديد منهم للهجرة، ممّا تسبّب في نزيف متواصل لكوادر نوعيّة في كلّ الإختصاصات، دفعت المجموعة الوطنيّة الغالي والنّفيس من أجل تكوينها. أصبح ، في السنوات الأخيرة، "إضراب الجوع" تونسي الجنسيّة بامتياز،.فما أن ينتهي إضرابا حتى يبدأ آخرا هذا إن لم يتزامنا. وإنّنا في المهجر نتألّم كثيرا لسماع هذه الأخبار الواردة علينا من تونس، فالتونسيات والتونسيين جديرين بحياة أفضل، قوامها المواطنة والكرامة. معزّالزّغلامي ومحمّد المومني وعلي الجلّولي,مواطنون تونسيون أثبتوا كفاءتهم ومهنيتهم، من حقّهم المشروع التمتّع بعمل . وإجهاض أحلامهم هوّ في الحقيقة إجهاض لأحلام عائلاتهم الّتي ضحّت لأجلهم طيلة سنوات الدّراسة. نحن مناضلات ومناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس، السّابقين، المقيمين بالمهجر، إيمانا منّا، أنّ حقّ الشّغل هوّ من حقّ المواطنة، و المقياس الوحيد الّذي يجب إعتماده للإنتداب للشغل، هوّ الكفاءة ولا شيء غير الكفاءة. نطالب سلطة الإشراف بالتراجع عن قرارها التعسّفي واللاّقانوني، وإعادة الأساتذة المطرودين إلى مواقع عملهم دون قيد أو شرط. نعلن تضامننا المبدئي و المطلق مع الأساتذة المضربين عن الطّعام. ونعبّر عن إستعدادنا لمساندتهم إلى غاية رفع هذه المظلمة نهائيّا. نحمّل السّلطات التونسيّة، كلّما يمكن أن يحدث من إنعكاسات خطيرة على صحّة الأساتذة المضربين . نكبر وقوف، مناضلات ومناضلي الإتحاد العام التّونسي للشغل عموما، ونقابة التعليم الثانوي خصوصا، وكافّة مكوّنات المجتمع المدني؛ شخصيات ،جمعيّات وأحزابا، إلى جانب الأساتذة المضربين. الإمضاءات؛ إيمان الدرويش (كندا). رجاء شامخ (فرنسا). أنور الكنزاري(فرنسا). جوهر فقيه (فرنسا). سمير حمّودة (فرنسا). بشير عبيد (فرنسا). لطفي الهمّامي (فرنسا). إياد دهماني (فرنسا). مصطفى عمايدي (فرنسا). قيس الرياحي (فرنسا).