لم أعد أتذكر شيئا .. كان وكانت هي المهد الحقيقي لبناء الإنسان .. منارة الثقافة ... الأسكندرية ! وسيد درويش ! ظننت في البداية أنني احلم .. أرقص علي مزمار بلدي ... من فرط التفاؤل ... والأعجاب ... والكبرياء ! كل شئ يؤكد أنني ولدت من جديد ؟! أومأت برأسي قليلا .. كي استعيد حركة الزمان .. والمكان ... بعدما تنفست شهيقا وزفيرا صباحيا .. وأنا أقترب من صاحبة الوجه الملائكي .. شاهندة !! فجرت في كوامني طاقة الإبداع .. بعد توقف دام اعواما ... ربما لأنني من النوع الكسول .. كما كانت تصفني أمي رحمها الله ... منذ نعومة أظافري .. ولكن أعرف عن نفسي الكثير .. والغريب .. والعجيب ! أشتاق للهواء .. والطعام .. والورود .. بلا ضرائب باهظة ؟ أو فاتورة سداد مقدما بفائدة مهلكة ؟ هذه مشكلتي الأزلية .. التي لم تفهما أمي .. حتي رحلت عن عالمنا .. منذ بضع سنين !! مر لقاؤنا سريعا .. قدريا .. غير مرتبا .. تخلله فاصل موسيقي .. وقطع الكنافة الإسكندارني .. في بهو المركز الثقافي الفرنسي .. الذي وطئته قدمي .. صدفة .. ولأول مرة في حياتي .. كانت علامة استفهام ؟! إنني ولدت من جديد ؟! لكن شيئا ما .. أقبض صدري .. رويدا .. بعدما عرفت أنها تزوجت من قبل ... بحارا هنديا ... والمفا جأة الثانية تاجر أندونيسي في غصون عامين ؟ مرة هندي ! ومرة أندونيسي ! ربما لم تفكر في الزواج من أمثالي .. فأنا لا أملك غير راتبي المتواضع جدا ! ومكتبتي التي أعتز بها .. ووطنيتي .. وكبريائي .. صمام الأمن .. أما دعاوي الزيف ! اليتم ! القهر! نشر لي مقال عابر .. منذ أيام في .. صوت العروبة .. أندد فيه برموز الجهل .. والتاريخ ... وغياب القدس .. ونحر العراق .. وكل العابثين بضمير الحق .. وعلي رأسهم .. سادة التنجيم .. ومحترفي الأكاذيب ؟ مازالت أؤمن بالسلام حلا .. لكل مشكلة .. قضية .. ماعدا الصعود إلي سطح القمر ؟ تخطت سطور مقالي الحدث .. وأنا أرصد واقعنا المفتري عليه .. جملة .. وتفصيلا ؟ فهمت الآن أنهم دعاة مسرح .. وكتاب لايقرأ؟ هكذا كان يقرأ أحد الشباب الصغير .. مقالي المتواضع .. بالأمس ؟ سمعته يتمتم لرفاقه .. بمثل هذه العبارات .. وصلت رسالتي إذا .. لم أعد أشك في قدراتي ...مرة أخري .. لست ضعيفا .. كسولا .. منسيا ... وسط أصوات الذئاب ؟ أنا وهم نمضي معا .. حتي تتحق الرؤية من زاوية أخري ؟ وتعود شاهندة إلي حضن الوطن ؟ والمثير أنني حقا .. في رحلتي من القاهرة إلي الإسكندرية .. لم أهتد إلي بيت فنان الشعب .. سيد درويش .. ذلك العبقري الذي غني للوطن .. غني للحرية .. وربما تنبأ بزواج شاهندة من هندي .. وأندونيسي ... تحولت كوم الدكة إلي سوق .. مقهي .. عيون زائغة .. التواصل بالأنترنت .. الموبايل .. رسالة من رسائل فارغة ؟ هي عذابات النفس .. التي أضاعت شاهندة .. دفعتني .. كي أواصل رحلتي .. من القاهرة إلي الإسكندرية مرة ثانية ؟ ثالثة ؟ رابعة ؟ عسي أن يعود إلينا فنان الشعب .. بيته .. تراثه .. عوده العربي الأصيل ... وفاتنتها شاهندة ؟! قصة قصيرة عبدالواحد محمد