انتقد الأكاديمي الأمريكي البارز خوان كول الاهتمام الأمريكي بالأزمة الإنسانية في هاييتي مع تجاهل الأزمة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، كما انتقد ما وصفه بالتعتيم الإعلامي الأمريكي على الأخبار الخاصة بالحصار على قطاع غزة. وقال كول، الأستاذ المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا بجامعة ميتشجان الأمريكية، في مقال له بمجلة "صالون" الأمريكية المرموقة، إن "هاييتي ليست المكان الوحيد الذي يحتاج المساعدة، ففي غزة مازالت إسرائيل تُبعد المساعدات". وأضاف كول في مقاله الذي نُشر بعنوان "تجاهل الأزمة الإنسانية في غزة": "عندما لا تسمح السلطات العسكرية الأمريكية لطائرة إغاثة تابعة لمنظمة 'أطباء بلاء حدود‘ بالهبوط في مطار بورت أو برينس (عاصمة هاييتي) يحدث احتجاج شديد، في حين أن السلطات العسكرية الإسرائيلية لن تسمح لأي طائرات إغاثة على الإطلاق بالهبوط في قطاع غزة". وذكّر كول في مقاله بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت مطار غزة في عام 2001. وأضاف قائلا: "إننا نبتهج عندما يتم إنقاذ طفل هاييتي من الأنقاض، لكننا نتجاهل آلاف الأطفال الغزيين الذين يعانون من سوء التغذية، والذين تدفنهم السياسة الإسرائيلية، وهي سياسة تمثل جريمة حرب". وقال كول إنه ليس وحده "المصدوم" بسبب هذا التناقض، وأشار إلى أن 80 من منظمات الإغاثة الدولية طالبت الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني الجاري إسرائيل بتغيير سياسة الإغلاق التي تنتهجها ضد المدنيين في قطاع غزة، لما لها من "تأثيرات سلبية خطيرة" على صحة سكان غزة. وأضاف: "من المعترف به أن الوضع في غزة ليس بنفس السوء كما في هاييتي، لكنه سيء جدا جدا، وهو بفعل البشر؛ فالحكومة الإسرائيلية فرضت إغلاقا على قطاع غزة منذ 2007، وأبقت عليه منذ ذلك الحين، كما تقوم بتقييد واردات الوقود والسلع وتعاقب الشعب بأكمله". وتابع قائلا: "بما أن نصف سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون هم من الأطفال فإن الحصار الإسرائيلي للمنطقة الصغيرة يُعد من بين أكثر حالات الإساءة الهائلة للأطفال في العالم". وانتقد كول أيضا ما وصفه ب"التعتيم الإخباري" في وسائل الإعلام الأمريكية على الأخبار الخاصة بالحصار على قطاع غزة. وقال: "هناك تعتيم إخباري فعلي على هذا العمل الفظيع في وسائل الإعلام الأمريكية، حيث تجاهلت (وسائل الإعلام) إلى حد كبير محاولات مجموعتين من الناشطين خلال الأسابيع الماضية إدخال مساعدات إلى قطاع غزة". واشنطن، 23 يناير/كانون الثاني (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك)