قبل فترة تعرضنا في مقال سابق بعنوان (جهاز غريب) ولاحظنا كم يحاول الكيان الإسرائيلي النخر بمجتمعاتنا وبشتى السبل والأساليب وكيف عميل الموساد الإسرائيلي والذي ألقى "حزب الله" القبض عليه في مدينة النبطية بلبنان في عام 2009 , حيث كان العميل مروان فقيه يرتبط بأحد الأشخاص في فرنسا يقوم بتزويده بالسيارات الرباعية الدفع ، والذي كشف أمره تعطل إحدى السيارات وأثناء قيام الفنيين بإصلاحها اكتشفوا أن العطل سببه جسم لاعلاقة له بأجهزة السيارة , وبعد فحص كافة السيارات المستلمة من هذا المورد تبين أنها تحتوي على كاميرات تبث للفضاء الخارجي وما الى ذلك من أجهزة تجسس تنقل للأقمار الصناعية التجسسية لتحركات كل من يستخدم هذه السيارات . والذي أثار استغرابي آنذاك ولا زال , ليس قلة الأقمار الصناعية العربية أو عدمية الإستفادة منها إن وجدت أو فهمنا الضروري والملح لحاجتنا لها , بل كيفية العمل على تحقبق ما نريد لخدمة قضايانا المصيرية وأمننا القومي ولعلّي أركز على أمننا القومي وبالدرجة الأولى للشقيقة الكبرى مصر والتي فتحت أبوابها لكل من يخرق هذا الأمن على حد سواء برغبتها أو رغماً عنها , ونشاهد كيف أن الأمن القومي يُهدم لبنة لبنة أمام أعيننا وعلى مرأى ومسمع السياسيين والعسكريين وأصحاب القرار . وفي وضح النهار تدخل مجموعة أوروبية (من الموساد) في ظل التصريحات الأولية لحظة كتابة هذا المقال , وربما يكون هناك حقائق إضافية أكثر تعقيداً - لكنها في اعتقادي لا تغير من منهجية التحليل- وتمارس الأرهاب داخل دولة عربية ليست الأولى التي يُمارس على أرضها مثل هذا العمل الإجرامي وتقوم باغتيال المجاهد البطل محمود المبحوح وأعتقد أن هذا يمثل انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية وبحق دولة مثل الأمارات والتي تعيش أقصى حالات الانفتاح الإقتصادي ولكنها إسرائيل الكيان الغاصب لكل شيء , لا تسمح أن يقف في طريقها أحد . وهنا تظهر تساؤلات عدة وأظن حق لنا أن نسألها , فهل اسرائيل تحاول أن تنقل الصراع الواضح مع حماس الى خارج الأرض المحتلة , وهل هي ذاتها تحتمل تداعياته , وهل تقبل دول تزعُم وتتزعم مطاردة الإرهاب هذا العمل الإجرامي أيا كان موقعه وشكله , خاصة إن كان إرهاب دولة وأجهزة رسمية منغمسة به ايضاً مثل هذا الكيان الغاصب. وهل حماس ستعيد النظر بما أخذته من مواقف كي يبقى الصراع داخل الأرض المحتلة ؟ , وهل دولنا العربية الموقرة ستبقى مكتوفة الأيدي حيال ما يجري ؟ وهل الجامعة العربية الرصينة والتي أبقت قوتها رهينة للفكرة النظرية دون أي تطبيق بل لا بداية حتى تصل لنهاية , ويستثنى من ذلك النهاية غير المرغوب فيها لمن هو بكنفها , وبهذا الموقف تكون اسرائيل قد حققت الإرهاب قبل الإغتيال وليس الأولى أقل من الثانية . نستطيع أن نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار, وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة الرياض: د. منصور سلامة