مقترح قانون لتنقيح قانون الإبلاغ عن الفساد وحماية المبلّغين    وزير السياحة يؤدي زيارة إلى ولاية جندوبة    بطولة برلين للتنس: انس جابر تودع مسابقة الفردي بعد الهزيمة في ربع النهائي امام التشيكية ماركيتا فوندروسوفا 2-صفر    عاجل/ العامرة: إزالة خامس مخيّم للمهاجرين يضم 1500 شخصا    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    خبير يوضح: الأمطار تفرح الزياتين وتقلق الحصاد... هذا ما ينتظرنا في قادم الأيام    منتدى الحقوق الاقتصادية يطالب بإصلاح المنظومة القانونية وإيجاد بدائل إيواء آمنة تحفظ كرامة اللاجئين وطالبي اللجوء    بداية من 172 ألف دينار : Cupra Terramar أخيرا في تونس ....كل ما تريد معرفته    عاجل: القلق الإسرائيلي يتصاعد بسبب تأجيل القرار الأميركي بشأن الحرب على إيران    عاجل: اتحاد الشغل يطالب بفتح مفاوضات اجتماعية جديدة في القطاعين العام والوظيفة العمومية    البريمرليغ: "محمد صلاح" ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يختم تربصه بإيطاليا بهزيمة ضد المنتخب الايطالي الرديف 3-1    مواعيد كأس العالم للأندية اليوم بتوقيت تونس: مواجهات نارية وأمل كبير للترجي    وزير الإقتصاد في المنتدى الإقتصادى الدولي بسان بيترسبورغ.    الحماية المدنية: 552 تدخلا منها 98 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    عودة التقلّبات الجوّية في تونس في ''عزّ الصيف'': الأسباب    ''مرة الصباح مرة ظهر''.. كيف يتغيّر توقيت اعلان نتيجة الباكالوريا عبر السنوات وما المنتظر في 2025؟    "ليني أفريكو" لمروان لبيب يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    من مكة إلى المدينة... لماذا يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟    بلومبيرغ: إيران تخترق كاميرات المراقبة المنزلية للتجسّس داخل إسرائيل    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    روسيا تحذّر أمريكا: "لا تعبثوا بالنار النووية"    عامان سجناً لمعتمد سابق و15 سنة سجناً لنائب سابق بالبرلمان المنحل    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    صاروخ إيراني يضرب بئر السبع وفشل تام للقبة الحديدية...''شنو صار''؟    طقس اليوم: أمطار بهذه المناطق والحرارة في ارتفاع طفيف    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    عاجل/ طهران ترفض التفاوض مع واشنطن    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي يواجه الليلة لوس أنجلوس الأمريكي    ميسي يقود إنتر ميامي لفوز مثير على بورتو في كأس العالم للأندية    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    ما تستهينش ''بالذبانة''... أنواع تلدغ وتنقل جراثيم خطيرة    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة ( 19 جوان)    عاجل/ سعيّد يكشف: مسؤولون يعطلون تنفيذ عدد من المشاريع لتأجيج الأوضاع    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    إيران تطلق موجتين صاروخيتين جديدتين وارتفاع عدد المصابين بإسرائيل    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ينجح علماء موريتانيا في إنهاء هجمات القاعدة؟
نشر في الفجر نيوز يوم 06 - 02 - 2010

بعد «حوار السجن المركزي» وتبرؤ أغلب المعتقلين من التكفير وحمل السلاح
* العلماء المحاورون: نتائج الحوار مرضية جدا و90 % من الشباب أقروا بتصحيح مفاهيمهم
* ولد امباله: الغالبية وقعت على رفض التكفير وحمل السلاح والغلو
* السلفيون انقسموا إلى تيارين يميل أحدهما للاعتدال والآخر للتطرف
* ولد الشريقي: ضغوط غربية للإفراج عن الرهائن دفعت في اتجاه الحوار
* حكومة ولد عبد العزيز لجأت للعلماء لوضع حد للصراع مع القاعدة
* السجين ولد السبتي: تغيير المنكر من خلال الديمقراطية كما تريد جماعة «الإخوان» منكر يحتاج هو الآخر للتغيير.
نواكشوط:في الوقت الذي يترقب فيه الموريتانيون باهتمام كبير النتائج النهائية للحوار المختتم مؤخرا داخل السجن المدني بالعاصمة الموريتانية نواكشوط بين لجنة من علماء موريتانيا ومجموعة المعتقلين السلفيين بتهم تتعلق بالإرهاب، والذي انطلق في الثامن عشر من يناير الماضي، تتضارب الآراء وتتعدد التصريحات وتتباين حول مجريات هذا الحوار واحتمالات نجاحه حيث يؤكد المتحدثون باسم مجموعة العلماء الموريتانيين أن هناك مؤشرات إيجابية تؤكد احتمال التوصل لنتائج جيدة بشأن اقتناع السجناء بالتخلي عن العنف، فيما عبر عدد من السجناء عن آراء مختلفة اعتبرها البعض دليلا كافيا على صعوبة الموقف الذي وجد فيه العلماء أنفسهم، وفي تصريحات له في ختام جولتين من الحوار أكد العلامة محمد المختار ولد امباله رئيس لجنة العلماء الموريتانيين المكلفة بالحوار مع السجناء السلفيين أن الحوار جرى في ظروف جيدة وساده جو التفاهم والتواصل بين الأطراف المتحاورة وتقبل الرأي والرأي الآخر. وأضاف أن "النتائج التي توصلنا اليها نتائج جيدة جدا، فالغالبية العظمى من الشباب تبرأت في النهاية من التكفير وحمل السلاح والتطرف والغلو وكتبت ذلك ووقعت عليه إما بصورة جماعية او بصورة انفرادية وهذه هي الغالبية العظمى من الشباب (ما بين80% و90 بالمئة) أقرت بأنها استفادت من هذا الحوار وأنها أيضا صححت لديها مفاهيم كان عندها فيها غبش, وهناك قلة جدا قد لا يتجاوز عددها الثلاثة لم تبد استعدادا للحوار، إما لظروف مرضية او ظروف خاصة، فهذه هي النتائج التي توصلنا اليها.
وأضاف ولد امباله أن العلماء كانوا يقومون فيه بما يتطلبه من عرض للقضايا المطروحة وجلب الدليل عليها وكان الشباب أيضا يتعاطى مع ذلك بطرق جيدة. مضيفا أن الحوار ليس مناسبة فقط وإنما هو خيار ومنهج واتجاه عندما تنتهجه الدولة، ومعنى ذلك أنها تختار أن يكون وسيلة للتعاطي مع القضايا المطروحة، لذلك نرجو أن يتجدد دائما كلما تجددت إليه الحاجة ولا نستطيع ان نحكم بأنه انتهى بالكلية لكن هذه المناسبة قد انتهت.
وأكد ولد امباله أنه تم التوصل إلى نتائج مرضية جدا في المسائل التي تم بحثها ومنها قضايا فكرية مهمة جدا تطرح على الساحة الإسلامية مثل قضية الولاء والبراء، وما هو محظور من ذلك وما هو مقبول مثل قضية الحاكمية التي نوقشت أيضا وبين فيها ما يقبل ومالا يقبل، وما يكون سببا للخروج من الملة وما ليس مسببا للخروج منها، وطرحت أيضا قضية الاستئمان والاعتداء على المؤمن من البلدان الغربية في البلاد الاسلامية، ونوقشت هذه القضية بإسهاب وصححت فيها مفاهيم كان بعض الشباب على خطأ فيها وأيقن من خطئه فيها، حتى أنه أوصل إلى انه يستغفر الله من ذلك وانه كان عنده غبش، وطرحت فيه قضايا الديمقراطية والقوانين الوضعية الى آخر ذلك.
من جهته قال الشيخ عبداللَّه ولد أمينو عضو لجنة العلماء الموريتانيين المحاورة للسجناء السلفيين إن نتائج الحوار كانت طيبة وأنه يمكن القول إنه نجح بنسبة 90% مضيفا أنه سيكون له أثر طيب.
واجتمع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بنواكشوط مؤخرا مع وفد العلماء المفاوض للمرة الأولي منذ انطلاقة الحوار وسط آمال بحصول تقدم بخصوص الأوضاع الأمنية العالقة وبعد تقديم العلماء لمقترحات بشأن غالبية المعتقلين، ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية عن المتحدث باسم اللجنة عبد الله ولد أمينو أن العلماء "وجدوا لدى الرئيس تفهما لضرورة مواصلة نهج الحوار وحرصا عليه، وإنه وعد بالاستمرار فيه ومتابعة هذا النهج"، وأضاف ولد أمينو أن الحوار مع السجناء السلفيين "تميز بروح مسؤولة وبناءة".
وفي الجولة الاخيرة للحوار الأسبوع الماضي تم تقليص أعضاء لجنة الحوار مع المعتقلين السلفيين إلى ثلاثة علماء من أبرزهم الداعية المعروف العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو و العلامة محمد المختار ولد أمباله والفقيه أحمد مزيد ولد عبد الحق وقد تحاوروا على انفراد مع معتقلي التيار السلفي الذين يوصفون بالجناح المتشدد حول بعض المسائل المرتبطة بالعقيدة والتعامل مع الأنظمة وأحكام الردة وضوابط الجهاد في سبيل اللَّه.
وفيما لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من السجناء بشأن نتائج الحوار فإن قراءة المراقبين تختلف حول آلية الحوار والنتائج التي يفترض أن يصل إليها ويرى الصحفي الموريتاني والكاتب بيومية البديل الثالث الحسن ولد الشريقي أن الطريقة التي تم بها تنظيم هذا الحوار قد شابتها أخطاء من أكبرها فتح باب الحوار بشكل علني ودون مقدمات، والسماح لوسائل الإعلام بنقله، حيث كان يفترض أن يظل هذا الحوار سريا حتى تتضح الرؤية أكثر مع هؤلاء السجناء.
واعتبر الكاتب ولد الشريقي في تعليق أدلى به ل «الراية الأسبوعية» حول مجريات الحوار وآفاق نجاحه، أن الحوار الذي انطلق داخل السجن المدني بنواكشوط مع السلفيين المتشددين شكل بادرة حسن نية من لدن السلطات الموريتانية من أجل وضع حد للحرب المفتوحة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، مضيفا أن الطريقة التي تم بها هذا الحوار شابتها بعض الأخطاء، وفي مقدمتها فتح باب الحوار بشكل علني ودون مقدمات، والسماح لوسائل الإعلام بنقله، حيث كان يفترض أن يظل هذا الحوار سرياً حتى تتضح الرؤية أكثر حول توجهات ورؤى السجناء، خاصة إذا ما علمنا أن من بينهم متشددين، وآخرين معتدلين وهم الغالبية.
وقال ولد الشريقي إنه "كان ينبغي على السلطات عندما قررت محاورة هؤلاء ودفعت بالعلماء لذلك أن تعمل على وضع استيراتجية تأخذ في عين الاعتبار الوصول إلى نتائج أكثر إيجابية حتى ولو تطلب ذلك وقتا طويلا، وهي سياسة أثبتت نجاعتها مع مثل هذه التنظيمات في بعض البلدان.
وشكك الكاتب ولد الشريقي في إمكانية احتواء هؤلاء السجناء خاصة منهم من يوصوفون بالتطرف لكنه اعتبر "في المقابل أن النتيجة الوحيدة التي حققها هذا الحوار هي ظهور تيارين أساسيين أحدهما يميل إلى الحوار والاعتدال والآخر يدفع إلي الجدال والتعصب والتطرف، وهو ما يعني أن هذا الانقسام سيدفع في النهاية السلطات إلي مواصلة الحوار مع المعتدلين الذين أصبح يطلق على مجموعتهم ال47 والتي يقودها ولد سيديا، وعزل المجموعة الأخرى التي تميل إلى التطرف، والتي يتحدث باسمها ولد السمان القائد الميداني لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في موريتانيا، والتي لا تتجاوز 17 فردا.
وأضاف ولد الشريقي أن حوار السلطات الموريتانية مع السجناء السلفيين في الواقع، لم يأت من فراغ، فهنالك دول مثل اسبانيا وفرنسا وايطاليا طالبت بإطلاق سراح رهائنها بأي ثمن، وهذا الثمن في الحقيقة هو الإفراج عن بعض سجناء من نشطاء التنظيم في سجون موريتانيا ومالي.
وكانت مصادر صحفية موريتانية أكدت أن التقييم الأولي الذي أجرته لجنة العلماء للحوار كان مشجعا، وإن اللجنة قررت تمديد جلسات الحوار لأسبوعين بغية التوصل إلى نتيجة ايجابية من ورائه وذلك بعيد حصول تقدم في المفاوضات الجارية مع مجموعة "الخديم ولد السمان" المتهم الرئيسي في مواجهات نواكشوط الدموية والذي تقدمه القاعدة كأمير لها في موريتانيا،.
أما مستشار الرئيس الموريتاني للشؤون الإسلامية والناطق باسم لجنة العلماء محمد المختار ولد امباله فقد وصف الحوار الجاري بين مجموعة العلماء والشباب الموجودين بالسجن المركزي بنواكشوط بأنه يسير بخطى ثابتة وجيدة والمراحل التي مرت منه مراحل مشجعة جدا وستكون له نتائج طيبة تعود على الأمة بالخير وفق تعبيره ".
ونبه المتحدث باسم لجنة العلماء في تصريح صحفي أدلى به لوسائل الإعلام الرسمية بموريتانيا "إلى أن الحوار قضية فكرية لا يمكن فيها الاستعجال وليست لها نتيجة محسومة تحسم اليوم أو غدا، فلابد له من الوقت، فهي ليست مفاوضة وليست صلحا وإنما هي محاورة فكرية تتعلق ببعض الآراء وبعض المفاهيم التي تحتاج إلى قدر من التأمل والتصحيح ومناقشة الأدلة". ومن جانبه قال السجين السلفي محمد محمود ولد السبتي الملقب ب "دحود" إن السجناء السلفيين أحسوا برغبة صادقة لدى العلماء المحاورين لهم في إيجاد حلول شرعية لأزمة قال إن سببها حسب تعبيره عدم تطبيق شرع الله، وقال ولد السبتي في تصريح له من داخل السجن المدني بنواكشوط، إنه لم يحمل السلاح ولم يزر معسكرات تنظيم القاعدة في الصحراء، لكنه يعتبر إسلام أي حكومة مربوطا بتطبيقها لشرع الله، وأضاف ولد السبتي في بيانه الذي حصلت الأسبوعية على نسخة منه، "بالنسبة لي لم أحمل السلاح، ولم ألتحق بالجماعة في الصحراء.. مشكلتي هي أنني أرى السلبية اتجاه تعطيل الشريعة منكرا لا بد من تغييره، وأن تغيير هذا المنكر من خلال الديمقراطية كما تريد جماعة الإخوان منكر يحتاج هو الآخر إلى التغيير، ومشكلتي الكبرى هي انني أعتبر إسلام أي حكومة مشروطا بتطبيق شرع الله، وإذا كان هذا خطأ من الناحية الشرعية فأنا راجع عنه، واللَّه الموفق".
أما الناشط السلفي أحمد ولد هيين ولد مولود فقد طالب بأن يفسح المجال أمام أتباع التيار السلفي في موريتانيا ليعقدوا مؤتمرا خاصا بهم، ويخرجوا منه بتصورات وأفكار تقنع الجميع ويرضى بها، طالما أن الأمر يتعلق بحراك داخل هذا التيار،. ونقلت صحيفة "أخبار نواكشوط" الموريتانية المستقلة عن ولد هيين قوله "إنه كان من الأولى أن يسمح للسلفيين بالاجتماع دون تدخل ممن أسماهم بالفروعيين أو الصوفيين، وعقد مؤتمر مستقل خاص بهم "تناقش فيه المواضيع نقاشا علميا يشفي الغليل ويحقق المطلوب، فيخرج المؤتمر بنهج موحد لخدمة دين الله عز وجل في هذه البلاد، وسيكون أكثر تأثيرا ومصداقية، وإلزاما للجميع في الداخل والخارج".
واعتبر ولد هيين أن العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة في موريتانيا، وأدت إلى مقتل جنود موريتانيين، واختطاف الرعايا غربيين، هي اجتهاد خطأ، وأنه يرفض كل العمليات المسلحة في بلاد المسلمين ويعتبرها اجتهادا خطأ، مؤكدا أن المقارنة بين الوضع في الجزائر والوضع في موريتانيا التي ينطلق منها هؤلاء غير صائبة، إذن أن "جذور قضية صراع الإسلاميين في الجزائر مع الجيش والقوى العلمانية تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي، ..أما بالنسبة للواقع الموريتاني، فمع أن الشعب الموريتاني متدين بطبعه ويحب كل ما هو إسلامي، إلا أن الجماعات العاملة في الساحة الدعوية لم تستطع بعد اكتساح المجتمع بشكل مؤثر ويغير الخارطة السياسية، والتحالفات القائمة منذ نشأة الدولة الموريتانية الحديثة، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فمع أن أغلب الأنظمة المتعاقبة دخلت في صراع مع القوى الإسلامية بكل أطيافها وزجت بهم في السجون أكثر من مرة، إلا أنها لم تقتل شخصا واحدا بسبب انتمائه للتيار الإسلامي، بل وحتى لم تصدر أحكاما بالمؤبد في حقهم، مع أن الجيش الموريتاني في الصراعات الأخيرة ذبح ذبحا بقي يلعب دورا دفاعيا في كل المواجهات، مع أنه استدرج مرات ومرات، وطعن أكثر من مرة، إلا أنه بقي محجما غير متسرع في إعلان الحرب.
"كما انتقد ولد هيين عمليات الاختطاف التي تعرض لها عدد من الرعايا الغربيين على الأراضي الموريتانية قائلا " إن من دخل من غير المسلمين بلاد المسلمين كسائح عن طريق حصوله على الفيزا أو تأشيرة الدخول، أو غير ذلك من أنواع الدعوات التي توجه عادة من أهل البلد المسلمين لمن هم خارجها من غير المسلمين فهو آمن آمن آمن.. قد حَرُم دمه وماله و ترويعه أو التعرض له بشيء من أنواع الأذى والاعتداء، وأيما اعتداء عليه وعلى حرماته وإن قل فهو غدر بالأمان، ونقض للعهد".
من جهته قال الخديم ولد السمان قائد الجناح الذي يتمسك برأي "الجهاد والخروج على السلطة" ضمن مجموعة السجناء والمتهم بقيادة جناح القاعدة في المغرب الاسلامي بموريتانيا "ان العلماء لم يناقشوا مع السلفيين قضايا مثل الحاكمية التي تتمحور حول ما اذا كان الرئيس الذي يستبدل القوانين الوضعية بالشرع ويوالي الغربيين هو رئيس مسلم؟ واذا كان الاحتمال الأخير هو المرجح فهل يلزم الخروج عليه ام لا؟، وكذلك قضايا الجهاد وقتال "أعداء الله" الذين عاثوا فسادا في اراضي المسلمين" حسب قوله.
وأضاف قائلاً: "هؤلاء العلماء لا يعرف كثير منهم اصول الدين ولا اساليب الحوار وليسو متبحرين في قضايا التوحيد والإيمان.. و"مشكلتهم هي انهم يحفظون بعض المتون الجامدة ويحاولون اسقاطها على قضايا لا علاقة لها بها، ويرفضون في كثير من الأحيان العودة الى الكتاب والسنة ويتحاشون مواجهة الحقيقة". وأضاف ولد السمان في تصريحات لموقع صحراء ميديا الإخباري الموريتاني إن "الحوار مع العلماء يسير في طريقه للفشل". وعلق ولد السمان على قضية الانقسام في صفوف السلفيين قائلا: (السلفيون الذين وقعوا على الحوار ضمن مجموعة ال 47 هم اشخاص يحق لهم ذلك او اغلبهم على الاقل وغالبيتهم لم تحمل السلاح في حياتها وانما زج بها في السجن، اما فيما يخصني شخصيا فالأمر يتعلق بعقيدة واقتناع).
ورفع ولد السمان في الجلسة الأولى للحوار شعار القاعدة وإلى جانبه صور لقنابل وأسلحة في رسومات على قميصه ودعا العلماء للتوبة في حال اقتناعهم بالحجج التي يسوقها تياره.
من جهة أخرى اعتبرالكاتب جبريل جللو في مقال له نشر مؤخرا أن سبب عقد الحوارات مع من سماهم "سفاكي الدماء" هو لأنهم يرهبون السلطان ويؤرقونه في مضجعه. وتساءل هل نحن "أمام صفقة رسمية ذات إخراج سيئ، يستغل فيها أهل العلم، للمرة الألف، "صفقة" لإنقاذ المختطفين الأسبان على مشارف العاصمة..و تأمين الكتائب الوديعة المسالمة والعاجزة.. وأين كان علماؤنا - قبل- أن ننسبهم لولد عبد العزيز حين اغتيل جنودنا في لمغيط وتوروين؟ وما هو نصيب الصحفي المعتقل حنفي- وغيره من الذين تنالهم يد الظلم - على رؤوس الأشهاد - من العدل والإنصاف و الوساطة والحوار؟"
أما الكاتب الموريتاني محفوظ الجيلاني فيرى أن الحوار الذي بدأته السلطات الموريتانية مع من وصفها ب "الجماعات الدينية المتشددة من داخل السجن المدني بالعاصمة نواكشوط أمر مثير للاهتمام وباعث للغرابة وعتبره استهدافا لكرامة الدولة وسيادتها ، مضيفا أنه أمر غريب ومثير حقا للشفقة هذا الوضع المربك الذي أصاب سياسة الدولة وغير منهجيتها،.
وقال محفوظ ولد الجيلاني "لقد كان أجدر بحكومة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن تشتبك مع هذه الجماعة سلميا بالحوار والمناصحة الجادة والصادقة لعلها تعمد إلى مراجعة فكرية حقيقية وجادة بعيدا عن أعين الإعلاميين والمراقبين، ومن خلال كوكبة من العلماء والمشايخ البارزين، لا أن تستدعي وسائل الإعلام "الملتيميديا" من كل حدب وصوب وتعلن عن بدء الحوار جهارا نهارا، ومن دون مقدمات، هذه المجموعة، ونتيح لها أن تقدم لنفسها وبشكل مجاني عروضا دعائية رخيصة، ولتلهم من وراء تلك العنتريات مشاعر أجيال الشباب في المستقبل المنظور".
واختتم ولد الجيلاني بقوله "لا يعني هذا أننا لا نؤيد الحوار ولا ندعو له سيّما إذا كان يستهدف إنقاذ فلذات أكبادنا... أو أننا لا نريد لهم الخلاص النهائي من هذه الورطة ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية بين الأهل والوطن، وإنما نريد لهذا الحوار أن يوضع على أسس استراتيجية واضحة تقضي على جذور التطرف والغلو بشكل لا رجعة فيه على الإطلاق.
- الراية القطرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.