هكذا هي الأجواء داخل مكاتب التشغيل التي تشهد يوميا إقبالا منقطع النظير في صفوف أصحاب الشهادات العليا. ويبقى السؤال المطروح: «إلى أي مدى تلعب هذه المكاتب دورا فاعلا في توفير فرص عمل لأصحاب الشهائد العليا لا سيما مع اعتباربعض الطلبة أن هذه المكاتب لا تؤدي وظائفها على الوجه المطلوب من ذلك غياب التنسيق بين طالبي الشغل والمؤسسات إلى جانب نقص التوجيه والإرشاد؟..»وهل تمثل اليوم مكاتب التشغيل حلقة مفرغة بين حاملي الشهادات العليا والمؤسسات؟ رغم أن بطالة العديد امتدت لسنوات فان شعلة الأمل لا تزال قائمة داخلهم تيحث عن طريق للاندماج في الحياة العملية. ومع إصرار هذه المكاتب كما يزعم بعض طالبي الشغل على تغييب المعلومة وعدم قيامها بدورها على أكمل وجه كان إصرارهم على الحصول على عمل اكبر وأعمق, الأمر الذي تعبر عنه الانسة جيهان حفيظ اختصاص مالية , متخرجة منذ سنة2004 حيث تؤكد أن الخدمات التي تقدمها مكاتب التشغيل تشوبها نقائص عديدة من ذلك ان خدمات الإرساليات القصيرة التي ترسلها مكاتب التشغيل لإعلام الخريجين بعروض الشغل لا يتمتع بها جميع المرسمون بالمكتب متسائلة : «لماذا لا يقع تعميم هذه الخدمة على جميع المترشحين حتى لا نظل مطالبين بالتنقل بصفة دورية للإطلاع على عروض الشغل؟». ومع ذلك فهي تتردد دوما على مكتب التشغيل ويظل الامل قائما في الحصول على شغل رغم مرور عديد السنوات. اما منية متحصلة على شهادة الأستاذية في العربية سنة 2004 فطيلة ستة سنوات لم يساعدها مكتب التشغيل المرسمة فيه بالمرة على تيسير اندماجها في سوق الشغل مع أنها مرسمة في برنامج بطالة طويلة المدى منذ سنة 2007 فحتى فرصة التمتع بعقد لتربص يعد للحياة المهنية لم تتمتع به. غياب التوجيه يقتصر دور مكاتب التشغيل على توجيه الطلبة وتحديد طبيعة المؤسسات التي تتماشى مع اختصاصاتهم إلى جانب لعب دور الوسيط بين خريجي الجامعات والمؤسسات، غير ان بعض الطلبة يؤكدون إن الإطارات العاملة بهذه المكاتب تفتقر إلى الكفاءة اللازمة لتوجيههم وإرشادهم. ذلك ما يؤكده ايمن (اختصاص إعلامية) مركزا على غياب الشفافية والوضوح في الاجابات التي يتلقاها حاملو الشهادات العليا. استياء طالبي الشغل الواضح من أصحاب الشهادات العليا لعدم قدرة هذه المكاتب على تسيير اندماجهم في الحياة العملية حاولنا نقله إلى بعض رؤساء مكاتب التشغيل لمزيد التوضيح وفي ظل مماطلة بعض الأطراف المختصة في ازالة اللبس الذي يشوب خدمات هذه المكاتب يبدو ان لغة الأرقام توحي بتراجع مستوى خدمات هذه المكاتب. فقد شهد برنامج تربصات الإعداد للحياة المهنية تراجعا في نتائجه خلال سنة 2009 بنسبة تجاوزت 8 بالمائة حيث بلغ عدد المنتفعين حوالي 33600 شاب مقابل 36600 سنة 2008. وتعزو الهياكل المختصة أسباب التراجع إلى الإصلاحات الجديدة التي أدخلت على مستوى السياسات النشيطة لسوق الشغل والمتعلقة بتحديد فترة لا تقل عن ستة اشهر من تاريخ إحراز طالبي الشغل لأول مرة على الشهادة. ويبقى التساؤل المطروح حول الآليات التي ستتوخاها هذه المكاتب لاستعادة ثقة طالبي الشغل لا سيما ان عددا كبيرا منهم أصبح يقبل على مكاتب التشغيل الخاصة. الصباح الأحد 07 فيفري 2010