مكناس (المغرب)- قرر المجلس الحضري لمدينة مكناس المغربية الذي يشرف عليه أبو بكر بلكورة عضو حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المعارض تنظيم حفل سنوي ل"تذوق زيت الزيتون" في رد على "حفل تذوق الخمور" الذي نظم في المدنية برعاية السلطات المغربية وأثار ضجة كبرى في نوفمبر الماضي. وتشتهر المدينة المغربية بزراعة مختلف أنواع أشجار الزيتون، لدرجة أنها تلقب منذ قرون ب"مكناسة الزيتون". طالع: العدالة المغربي يندد بحفل "أم الخبائث" الوطني
ونظمت الدورة الأولى لحفل "تذوق زيت الزيتون يوم السبت الماضي مطلع مارس الجاري، وحضرته شخصيات رسمية منها محافظ المدينة حسن أوريد وممثلو عدد من البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية. "إعادة الأمور لنصابها" وقال بلكورة في تصريحات ليومية المساء المغربية: إن "حفل تذوق الخمور كان حادثا مؤسفا"،... وتم الإسراع بتنظيم هذه المظاهرة لتتم إعادة الأمور إلى نصابها". وأوضح الثلاثاء الماضي أن تنظيم حفل تذوق زيت الزيتون "جاء لتصنيف المدينة "كمدينة للزيتون وليس مدينة للخمور". وبالإضافة إلى كونه ردا على حفل تذوق الخمور الذي أطلق حزب العدالة والتنمية في وقت سابق عليه لقب "حفل أم الخبائث"، أعربت جمعية "اتحاد من أجل تنمية شجرة الزيتون بمكناس"، وهي إحدى الجهات المشرفة على تنظيم الحفل الجديد، عن أملها في أن يسهم هذا الحفل في ضمان تطوير زراعة الزيتون بالمدينة. ونقلت وكالة أنباء المغرب العربي عن عضو بالجمعية قوله: إن الحفل يمثل إستراتيجية تهدف إلى التعريف بالمنافع الغذائية لزيت الزيتون وحماية المستهلك وتحريك تجارة زيت الزيتون وتشجيع السياحة الجهوية عبر شجر الزيتون ومنتجاته. وعلى هامش الحفل أجريت مسابقة "جائزة مكناسة الزيتون" التي منحت لأفضل وأجود نوع زيت زيتون قدم في الحفل. وسبقت دعوة الفنان المغربي الساخر رشيد مسرور الشهير "بمسرور المراكشي" الشهر الماضي مبادرة بلكورة، حينما طالب إقامة حفل تذوق الشاي بالقاعة نفسها التي أقيم فيها حفل تذوق الخمور و"ذلك لإعادة الاعتبار لتاريخ مدينة مكناس وأصالة الشعب المغربي". وأوضح رشيد مسرور أن هذا الحفل سيختتم بتنظيم مسابقة "البراد الذهبي" (البراد هو الإبريق التقليدي الذي يقدم فيه الشاي بالمغرب)، مشيرا إلى ضرورة استغلال المناسبة لتسليط الضوء على التراث الشعبي بكل منطقة تنظم بها المسابقة. "أم الخبائث" وكانت عدة أحزاب وجمعيات أهلية بمدينة مكناس منها "العدالة والتنمية" قد عبرت عن رفضها عقد حفل لتذوق الخمور نهاية نوفمبر 2007، وبعثت برسائل احتجاج للسلطات. ونُظِّم حفل "أم الخبائث" بناء على اقتراح من طرف القنصل العام الفرنسي بالمغرب "لافازاري"، وهو اقتراح استحسنه "المجلس الجهوي للسياحة" بالمدينة الذي أكد أن تنظيم اللقاء كان بغرض تشجيع السياحة، حيث حضره أكثر من 12 سفيرا 10 منهم ينتمون إلى أوروبا. وأكد بلكورة وقتها في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت" أنه "كرئيس لمجلس المدينة فوجئت كباقي المواطنين بتنظيم الحفل، ولم أعرف به إلا بعد أن نشر خبره في الجرائد". وأضاف أن أحدا لم يستشره بشأن هذا الحفل، لافتا إلى أنه يشوه صورة مكناس والمغرب إلى جانب كونه يحث على الفساد والرذيلة. وذهبت أغلب الصحف المحلية ومنابر دولية إلى أن تنظيم الحفل في "مكناس الإسلامية" هو رسالة إلى حزب العدالة والتنمية الذي يشرف على تسيير الشأن المحلي للعاصمة الإسماعيلية. وتسمى مكناس بالعاصمة الإسماعيلية نسبة لمؤسسها الملك مولاي إسماعيل المتوفَّى عام 1727. وحضر الاحتفال أكثر من 15 شخصية دبلوماسية ومجموعة من رجال الأعمال والسياحة، تذوقوا الخمور على أنغام موسيقى "عيساوة"، الفرقة المتخصصة في الأمداح النبوية بالمدينة، والفرقة الإسبانية للفن والموسيقى "إلموندو دو مياعا فون". وهو ما تسبب في هجوم عنيف على فرقة عيساوة من الصحف المغربية.