عشقك الأبدي للنضال والتضحية في سبيل غد أفضل للتونسيين والتونسيات ولّدا عندك حسّا صحفيا ناجعا لتؤكد بأن الصحافة هي نقل حيّ للواقع ولكن منحاز لهموم الشعب وطموحاته في العيش الكريم. إلى أنيس بنفرج: دعاباتك وحسّك الفكاهي لم يخفيا إنحيازك لقضايا الطلاب. أردت دائما أن تسير على درب الشهداء من الفاضل ساسي إلى نبيل بركاتي. ربما زنزانتك باردة لكن قلبك الدافئ المشحون بالثورة يشعّ نورا على كل المقهورين المحرومين في وطننا المذبوح. إلى نبيل البلطي: أحببنا فيك نهمك بالكتب والدراسات الفلسفية وروايات أمريكا اللاتينية التي لم تغيّبك عن واقع الظلم والقهر. أردت أن تجسّد حقيقة المثقف "العضوي" في وطن تكاثرت فيه أشباح من المثقفين "المستقلين". اشتقنا إلى إندفاعك وعنفوان الشباب فيك… إلى ضمير بنعلية : نصوصك الشعرية المكتوبة بلغة "فولتير" جعلتك استثناء بين أبناء جيلك لتحمّلها أحلامك ورغباتك بتغيير الواقع. ربما زنزانتك ضيقة لكنها لن تضيق عن صدرك الممتلئ حبا وعشقا وشعرا. إشتقنا إلى هدوئك وحكمتك… إلى حسن بنعبدالله: كلامك قليل وفعلك كثير. كنت قائدا فذا ومناضلا وفيا لكل المقهورين في الجامعة وفي مدينتك الصامدة الرديف. إختاروا لك عشر سنوات من السجن واخترت الفرار. عودتك لأحضان الرديف ستكون عرسا… رسالة أخيرة إلى كل عشاق هذا الوطن : ستظلون دائما نبراسا لكل الرافضين، المتمردين، المعانقين لشمس الحرية… صامد المصدر: بريد الفجرنيوز ("البديل عاجل" (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 8 فيفري 2010)