تضاربت مواقف الهيئات النسائية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في تقييم وضع المغربية في اليوم العالمي للمرأة بين متفائل بالتقدم المسجل ومتشائم بالتخلف المزري. وفي الوقت الذي سعت فيه مؤسسات اقتصادية ومالية لجلب زبونات جديدات، دشنت وزيرة الأسرة حملة أسبوع المساواة لتمكين النساء من ولوج مواقع القرار السياسي في الجماعات المحلية قبيل الانتخابات المقررة عام 2009. وبالمقابل اختار رجال تضربهم زوجاتهم بعنف يوم المرأة لإعلان ميلاد جمعية الأزواج ضحايا عنف النساء في بيوتهم. تسليع المرأة وامتلأت صفحات الجرائد والمجلات ولوحات الإعلانات الكبرى بالمدن الرئيسية بإعلانات متعددة ترغب النساء في امتلاك سيارة جديدة أو الحصول على قروض بتسهيلات مغرية أو اقتناء جيل جديد من الهواتف الخاصة بالنساء. "اتصالات المغرب" المهيمنة على ميدان الاتصالات، أعلنت عن منتوج جديد خاص بالنساء بمناسبة عيدهن لأنهن "سيدات الغد"، حسب لوحات إعلانية ضخمة. ولتقريب المنتوج من المغربيات زينت الشركة جسد المرأة بلباس تقليدي مغربي كما زينت يديها بالحناء. استعمال الشركات المرأة في الدعاية دفع عضوة لجنة المرأة في حزب العدالة والتنمية بثينة القروري إلى استنكار ما يعرف ب"تسليع" المرأة واستمرار استغلالها في المشاريع التجارية في مهرجان خطابي في الثامن من مارس/ آذار الجاري خصص لمناصرة المرأة الفلسطينية. القروري استنكرت أيضا استغلال وسائل الإعلام الأنثى وتشويه صورة المرأة بجعلها متهاتفة على كل شيء مقابل كشف المزيد من جسدها. عنف النساء ومن جهة أخرى، اختار رجال تضربهم زوجاتهم بعنف مناسبة يوم المرأة العالمي للإعلان عن ميلاد الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال وإحداث مركز للاستماع إلى شكاواهم. وأعلنت الشبكة أنها جمعت ملفات لعدد متزايد من الرجال ضحايا عنف زوجاتهم، وأوضحت أنها ليست "ذكورية النزعة ولا تعارض حقوق النساء" وليس في أجندتها قضايا سياسية أو حقوقية، بل غاية عملها التوعية بأوضاع الأسرة المغربية والاستماع بعدل إلى شكاوى الرجال والنساء معا. رئيسة جمعية النساء القانونيات بالمغرب المحامية نادية أولهري أوضحت للجزيرة نت أن مثل هذه الجمعيات موجودة في الغرب خاصة في كندا، وأشارت إلى أنه من الأفضل معالجة قضايا الأسرة بالإنصات إلى الطرفين واتباع وصفات علاجية للزوجين معا. وأبانت أولهري للجزيرة نت أن عدد حالات العنف في الأسرة المغربية تبقى ضعيفة بالمقارنة مع المجتمعات الغربية، لكنها تمنت أن تخلو المجتمعات الإسلامية من عنف الزوجين لأن الدين الإسلامي الحنيف كفيل بالقضاء على ظاهرة العنف لو تمسكت الأسرة بأهدابه. أسبوع المساواة من جهتها، دشنت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي حملة "أسبوع المساواة" من الثامن من مارس/آذار إلى ال15 منه. واختارت الوزيرة إعطاء الانطلاقة بندوة وطنية عن "المشاركة السياسية للنساء رافعة للتنمية الاجتماعية" في يوم المرأة بالرباط. الحكومة ساندت الوزيرة بحضور رسمي كبير على رأسه رئيس الوزراء عباس الفاسي. ودعمت هذه المبادرة وكالة التعاون الألماني وصندوق الأممالمتحدة للسكان وجمعيات نسائية مختلفة. وعبرت الوزيرة عن اعتزازها بتعيين سبع وزيرات في حكومة الفاسي الحالية. وتسعى المبادرة إلى رفع التمثيل النسائي في تدبير البلديات ومجالس المدن بتغيير القانون الانتخابي وإعطاء نسبة معينة من المناصب للنساء. لكن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني علق في مهرجان خاص بيوم المرأة قائلا "لا تسوقوا الأوهام للناس بسبع وزيرات في الحكومة فالملايين من النساء محرومات من حقوقهن وتعيسات في معيشتهن". وبالأرقام قال العثماني إن نسبة النساء اللواتي يلقين حتفهن أثناء الولادة ما زال مرتفعا بالمغرب، إذ تموت 277 امرأة في الحمل والولادة من بين كل مائة ألف حالة، وهو أعلى رقم مقارنة بين المغرب وأقرانه من الدول.