واشنطن – "نحن مجموعة من الشباب الذين لديهم الطموح والعزيمة لتغيير وجه الإسلام في الولاياتالمتحدة والعالم، وملء فراغ موجود في قيادات مجتمعات الأقليات المسلمة".. بهذه العبارة لخصت روشدا المجيد مدير مجموعة "قادة مسلمي جيل المستقبل" الأمريكية رسالة المجموعة. وقالت روشدا : "نحن الجيل الجديد من المسلمين نسعى إلى تحسين الصورة داخل وخارج الولاياتالمتحدة". وتأسست مجموعة "قادة مسلمي جيل المستقبل" في الولاياتالمتحدة في العام 2004، على يد مجموعة من الشباب المسلم الأمريكي من نشطاء المجتمع المدني، بهدف التصدي لحالة الفراغ الموجودة على مستوى القيادات في مجتمعات الأقليات المسلمة سواء في الولاياتالمتحدة أو في أوروبا، بحسب روشدا. وأوضحت الناشطة الأمريكية المسلمة ذات الأصول الهندية بالقول: "إن الهدف الأساسي الذي نسعى له هو تربية جيل جديد من القادة المسلمين"، مضيفة إن الهدف ليس ملء الفراغ الحادث في القيادات المسلمة، ولكن أيضا "لجعل هذه القيادات معروفة" إعلاميا وجماهيريا. وأشارت روشدا إلى أن المسلمين في أوروبا والولاياتالمتحدة "لديهم الكثير من النشاط في جميع ميادين الحياة، ولكن الناس لا يعرفون الكثير عن زعماء المسلمين ونشطائهم، وما تحاول المجموعة القيام به هو التعريف بهؤلاء وبأنشطتهم". وفي هذا الإطار توسعت المجموعة تدريجيا خلال السنوات الماضية، حتى تحولت إلى برنامج عالمي وحركة ذات طابع شعبي يضم المئات من المسلمين من مختلف أنحاء العالم. وعقدت المجموعة حتى الآن ثلاثة مؤتمرات، الأول كان في العاصمة الأمريكيةواشنطن في العام 2004، لدى الإعلان عن إطلاق المجموعة، والثاني في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في العام 2006، وشارك فيه حوالي 175 مسلما من 25 بلدا، بينما استضافت العاصمة القطرية الدوحة المؤتمر الثالث في العام 2009. وقالت روشدا إن مؤتمر الدوحة "شهد بالفعل تحول المجموعة إلى تجمع عالمي"؛ حيث شهد المؤتمر مشاركة 250 عضوا من 70 دولة، وأشارت الناشطة المسلمة إلى أن هذا العدد "جمع بين أيديولوجيات وخلفيات ثقافية ومهنية مختلفة". ولفتت روشدا إلى أن كل عضو من أعضاء المجموعة يعمل على خلف منبر إعلامي للتعريف بها وبأهدافها، وكذلك خلق إطار عمل حقيقي ومتنوع للنهوض بالأمة الإسلامية. وعن شروط الانضمام والعضوية إلى المجموعة أشارت روشدا إلى مجموعة من الاشتراطات ذات الطابع الرمزي، ومن بينها أن يؤمن العضو الجديد بقيم أساسية في الإسلام، وهي الحرية والعدالة والتعددية والتنمية الفكرية والإبداع والقيادة، بجانب ذلك فإن المجموعة تقبل المسلمين الذي تترواح أعمارهم ما بين 20 إلى 45 عاما. بناء الجسور وقالت روشدا الحاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كولومبيا، إن من أهداف المجموعة أيضا، العمل على بناء جسور الثقة بين مجتمعات الأقليات المسلمة والمجتمعات المحيطة بهم، ووصفت ذلك بأنه "التحدي الأكبر" أمام مسلمي الولاياتالمتحدة. وقالت إنها لاحظت أن المسلمين بعد هجمات سبتمبر 2001م، لم يكونوا على استعداد للرد على جميع الأسئلة التي توجه إليهم بشأن عقيدتهم، وأضافت: "هناك الكثير من نقص المعلومات والافتقار للمعرفة عن الإسلام لدى الأمريكيين". واتفق معها في الرأي حسين راشد، وهو طالب دكتوراه مسلم في جامعة هارفارد، ويعد رسالته في مجال حضارات ولغات الشرق الأدنى، حيث قال إنه بجانب مساعدة نشاط المجموعة على تحسين مستوى التواصل بين المسلمين وغير المسلمين في مجتمعاتهم، فإنها أيضا "تعمل على بناء الجسور ما بين المسلمين في جميع أنحاء العالم". وقال ل"إسلام أون لاين.نت": "أول مرة شاركت فيها بأنشطة مجموعة قادة مسلمي المستقبل، كانت خلال مؤتمر الدوحة في 2009، وعرفت خلالها أهمية الدور الذي تلعبه المجموعة في توسيع مدارك المشاركين، خصوصا أولئك القادمون من العالم الإسلامي". وأوضح بالقول: "الفكرة المأخوذة عن الولاياتالمتحدة والحياة فيها لدى العالم الإسلامي، هي أنها عبارة زجاجات خمور ونساء عاريات في الشوارع". وقال رشيد، الذي ولد ونشأ في الولاياتالمتحدة، ودرس الإسلام أكاديميا، إنه على الشباب المسلم الأمريكي، أيضا، النظر إلى التقدم الذي تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في أوضاع المسلمين، وقال إن هذا التقدم "يطرح مسئولية كبيرة على الشباب المسلم في تصحيح أخطائه وجعل نفسه يظهر بشكل أفضل". ويقطن بالولاياتالمتحدة ما بين 6 و7 ملايين مسلم، يُشكلون أقل من 3% من جملة السكان الأمريكيين البالغ عددهم 300 مليون نسمة. إسلام أون لاين.نت الجمعة. فبراير. 26, 2010