أفاد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في الضفة الغربية بأن 16 أسيرا فلسطينيا يعانون السرطان في السجون الإسرائيلية، وطالب منظمتي الصحة العالمية وأطباء بلا حدود بالعمل الجاد لإطلاقهم.ويؤكد مختصون وجود 1500 مريض في سجون الاحتلال، بعضهم يقيم منذ سنوات في مستشفى سجن الرملة، وحذروا من وفاة بعضهم نتيجة تفاقم معاناتهم.ويقول راني دربية شقيق الأسير رائد (37 عاما) المعتقل منذ 2002 إن شقيقه أجرى ثماني عمليات جراحية أثناء اعتقاله، آخرها عمليتان في أقل من شهر.
وأضاف أن رائد، وهو من مخيم جباليا ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، مصاب بسرطان النخاع الشوكي الذي بدأ يظهر لديه داخل السجن بسبب حقنة مجهولة، وقال إن حالته تسوء لكن المؤسسات الدولية لا تبالي.
للتجارب وأضاف متحدثا للجزيرة نت أن شقيقه بدأ يعاني المرض في 2005 بسبب حصى في الكلى، ثم أبلغ بإجراء عملية من الظهر لإزالتها، وفشلت أربع عمليات كاملة، ما يعزز الشك باستغلاله للتجارب.
أما عماد الدين عطا زعرب (34 عاما)، وهو أسير من مدينة خان يونس معتقل منذ 1993، فيعاني سرطان الغدد اللمفاوية بعد أربع سنوات من اعتقاله، كما تقول شقيقته زينات الممنوعة من زيارته.
وتضيف زينات أن شقيقها موجود في مستشفى سجن الرملة، وكان مصدر معلوماتها الوحيد عنه لأكثر من عام نادي الأسير، قبل أن يفاجئها قبل أيام باتصال هاتفي بموجب قرار قضائي.
وقالت للجزيرة نت إنه أبلغها بتردي وضعه وبأنه لا يقوى على المشي، وينتظر الموت في أي لحطة.
سياسة مبرمجة وأكد الوكيل المساعد بوزارة الأسرى والمحررين في الحكومة المقالة محمد الكتري أن الإهمال الطبي سياسة مبرمجة تمارسها إدارات السجون الإسرائيلية لقتل الأسرى وتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة. وقال للجزيرة نت إن الإسرائيليين أنفسهم يعترفون بإجراء تجارب على الأسرى، لكنها عمليات لم تنجح، حسب قوله، وذلك دليل على أن الهدف استخدام المرضى فئران تجارب.
وتحدث عن مرضى أدخلوا عيادات المستشفى وهم يعانون أمراضا بسيطة وغادروها بعاهات مستديمة وأمراض خطيرة، أو بمرض استفحل لديهم بسبب تأخر التحاليل والفحوص المخبرية التي تكشف المرض مبكرا.
وحسب عبد الناصر فرزانة الباحث والناشط الحقوقي في قضايا الأسرى، يعاني 10% من 1500 أسير مريض أمراضا صعبة تتطلب جراحة عاجلة، ويحتاجون معاملة خاصة لا توفر لهم، 50 منهم في مستشفى سجن الرملة بينهم 28 أسيرا يقيمون بصورة دائمة.
واستشهد بحالة علي شلالادة الذي أفرج عنه مؤخرا بعد أن أقام في مستشفى سجن الرملة 12 عاما، ووصف المنشأة الاستشفائية ب"مقبرة للأحياء" تستخدم فيها بعض الأدوية وبعض الحبوب تجارب على هؤلاء. أحمد فياض-غزة