هذا زمن القدس , فالقدس هي التي تؤسس , والقدس هي التي تخط الطريق , والقدس هي التي تنادي , والقدس هي التي تُجَمِّع , والقدس هي التي تَجْمَعْ , وعلى القدس وللقدس نلتقي , وعلى القدس قد نفترق . لا يختلف اثنان على ضياع قضية فلسطين مرات ومرات , من بين ايدينا نحن العرب , وهنا عندما أذكرالضياع لعله وصف لضياع فرصة التحرير أكثر من ممارسة التفريط مع كثرة الأخيرة مؤخراً ولكن الذي اختلط على القادة تأكد للبعض دون جهد وعناء لان الزمن لا يقف , وبمروره اتضحت جل الحقيقة ان لم يكن كلها , فكشفت سوءاتٍ وسوءات . لماذا يا أمة العرب ... لماذا يا قادتنا ... لماذا يا وزراء الخارجية العرب ... تعقدون مؤتمركم كي تشرعنوا لسياسة مضت بفكر المحتل وأصبحت من الماضي , صرّحتم بالقاهرة قبل ساعات , بقراركم أن تعطوا فرصة للسلام مرة أخرى ونحن في بداية شهر مارس من عام 2010 وكأن عجلة السلام قد بدأت من جديد والأربعة شهور قد تمر وتصل أربعين ولا حسيب ولا رقيب , كان الأجدى أن تصرخوا لا أن تصَرِّحوا , فالى متى يبقى الإنحدار. فالقدس تُذبح والضفة تَُقطّع وغزة تُنحَرْ , كل هذا وتريدون فرصة لسلام يصفه أقل من وَعَى أو أدرَك ما يجري على الأرض بأنه سلامٌ مذلٌ أكثر من أي وقت مضى . وأحسب عندما لجأ الفلسطينيون الرسميون اليكم كانوا سيقبلون منكم , ان قلتم لا , ولكنها عزّت عن القول كعزة نعم عن الصمت , لمَ لا يستقيم الحال بصمتِ لا , وصمتِ نعم , فالصمت أعظم وأجل عند حاجته , ولست هنا بصدد محاسبة هؤلاء الذين لهثوا وراء السلام دون جدوى وبعد مرور سنين عديدة , كي يأخذوا اسنادا ودعماً بغض النظر عن تأخرهم ستة عشرة عاماً في دهاليز حبائل الكيان الصهيوني . حيث نازعهم في عيشهم وطرقاتهم وانتقالهم وما الى ذلك من وسائل وآليات للمحتل , صنع كل شيء تحت مسمى السلام فهو يأخذ من أجل أن يفاوض , ويعتقل من أجل أن يفاوض , ويمنع الضرائب المقتطعة من الشعب من أجل أن يفاوض , ويمنع زيارة القدس من أجل أن يفاوض , يضرب بيد من حديد لمن يخافه دون وعيد من أجل أن يفاوض , وعندما يعي ذلك الفلسطيني المقهور – وأحسب أن الشعب وعِيَ ذلك – ستتغير ممارسة هذا المحتل , فالجرح ينزف , فكيف نصنع سلاماً ونحن ننزف , بل كيف نعطي فرصة ولا نملك البديل . أهون علينا أن تصمتوا مثل صمت مدافعكم وطائراتكم من أن نراكم وانتم تُجَرّون الى السلام مرة تلو المرة بلا عبرة مما مضى , فإذا كنا نلوم الفلسطيني اللاهث وراء السلام على ما يصنع , وهو تحت الحراب وتحت الإحتلال الذي لم تجربوه وأسأل الله أن لا تراه شعوبكم , فماذا نقول لكم يا عرب وقد فرطتم بأغلى أرض , سواء بعلم أو بغير , فالقدس الجريحة تئن تحت وطأة الإحتلال المجرم , ولا من مجيب ..... فهل من مجيب ... لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة