هذيان في غير العمودي والحر.....او الاصحاح العاشر من سفر التعرية بقلم الحبيب بوعجيلة -1- أيام ويأتي الربيع على صهوة الحزن الذي سطرته دموع المطر ...وأنا لم افتح القلب لأسرق سر الخلق من رحاب الآلهة كي احرث حقل المحال .... يحدثني " أبو الموت صابر بن مهزوم" وكان راوية صادق الأحلام لم نقف له على كذبة قط قال : "رأيت البارحة رؤيا جاءتني كفلق الصبح ...فكأنني أصيح ولا صوت ...امشي أريد الإمام فيأتي الوراء" ... ثم غاب "أبو الموت " في أزقة المدينة يبغي عرافا أو من يعبر الرؤيا ...ولم يكن "يوسف" يؤول أحلام العزيز ويعبر كوابيس السجون .... -2- قال "أبو الفرج" ...المنسوب إليه كتاب "البكاء" ...(كان أغان) ...لما أعلن "أبو الموت" نفسه في الأعراب الرعاة الحفاة أميرا جاءه المرضى والعجزة ومن خاف النزال والأكمه والأبرص وما أكل السبع فقالوا له : "..إليك عنا بابن ال...فقد بحت حناجرنا وغاب فينا اقتدار العزم وهمة التقدم في المكان والزمان وضربت علينا الذلة والمسكنة وافتقدنا "الأيس" و "الكيف" و "الوضع" وأصبحنا كإعجاز نخل خاوية فاطلب لنفسك رعية أخرى" ...وعاودوا تعييره بأمه ...قال "أبو الفرج ":"..لم يثبت عندنا نطق العامة بعبارات الفلاسفة والمناطقة ولعله من وضع الرواة " . وجاءني البارحة كتاب البريد يعلن أن "أبا الموت" قد قضى نحبه كمدا أو حسرة وترك تابعه ينتظر ...وقد ذكر زنديق في "رحبة الرماد" من مدينة "صفاقس" المحروسة أن "أبرهة" دخل سرا من ثقب في السور الشرقي ولم تتفطن له الطير الأبابيل ...وهذا من وسوسة الشياطين والعياذ بالله ... -3- وجدت هذا الإعلان على باب احد الوراقين يعلم "المسعودي" صاحب "مروج الذهب" حرفاءه الكرام انه يعتذر عن جملة المزالق التي سقط فيها زورا وبهتانا والتي شوهت تاريخ الأمة العاطر وحولته مثل روض "النفزاوي" رحمه الله مسرحا للفاجرات ويقر ما يلي "...خلافا لما ذكره في المروج لم يصل "يزيد" رحمه الله الصبح أربعا وانه لم يذق رحمه الله طعم أم الخبائث ولم يرفس رأس حفيد النبي ...وان "زيادا" هو ابن أبيه "معاوية" وضعه نطفة كريمة في رحم إحدى شريفات الشام عكس ما ذكره سابقا في المروج من خبر أمه "سمية" ...وتأملت آخر الرقعة فلم أتبين ما فيها من تصحيحات وقيل إن "عبد الحميد الكاتب" رحمه الله نام على الرقعة فانسكب المداد على الرقعة ولم تنفذ تصحيحات "المسعودي" ... -4- أيام ويذهب الشتاء كما ذهب من زمان ويأتي ربيع نفرح بقدومه ليقذفنا في صيف لا نحصد فيه ولا نجد قمحا نذره في سنبله وتأتي البقرات العجاف فتأكل السمان ولا مائدة لنا تنزل ولا ثوم ولا قثاء ولا عدس ويبقى "السامري" ينفخ في مؤخرات ثيرانه -5- صممممممممممممممممممممممممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت -6- قال "عبد الله بن المقفع" أو جعلته أنا الممضي أعلاه يقول وقد كان من كتبة التاريخ السري على السنة البهائم "لو عشت في العشر الأوائل من الألف الثالث لحدثتكم عن رجال سمر ونساء في لون النحاس يقذفهم بحر الزمان في صحاري البدو الحيارى ويغني" سميح القاسم " : "...في الميناء زينات وتلويح بشائر /وزغاريد وبهجة / وهتافات وضجة /والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر/ وعلى الأفق شراع يتحدى الريح واللج ويجتاز المخاطر/ إنها عودة يوليسيز من بحر الضياع/ عودة الشمس وإنساني المهاجر"