الجزائر:تجري قيادة حزب جبهة التحرير الوطني اجتماعات ماراطونية، قبل 48 ساعة من افتتاح المؤتمر التاسع للحزب، المقرر يوم الجمعة المقبل بالقاعة البيضوية، والذي يأتي في ظل موجة من الصراعات وحالة الغضب التي تعرفها قواعد الحزب والمقر المركزي، احتجاجا على طريقة اختيار مندوبين إلى المؤتمر، فيما أفيد أن تكلفة المؤتمر قد تتجاوز 10 ملايير سنتيم. نقلت لجنة تنظيم المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني مكان عملها إلى القاعة البيضوية، هروبا من الضغط والجو المكهرب الذي يعرفه المقر المركزي للحزب بحيدرة، والذي يتدافع إليه يوميا العشرات من مناضلي الحزب من كل الولايات، في محاولة للحصول على استمارة المشاركة في المؤتمر بعد إقصائهم في ولاياتهم. ويتودد المناضلون الذين تزدحم بهم قاعة الانتظار في الحزب وأروقة المقر والطريق المحاذي له، إلى كل النواب والوزراء والمسؤولين في الحزب الذين يحضرون بين الحين والآخر للنظر في مشكلتهم وتسويتها. واستدعت لجنة تنظيم المؤتمر عددا من الشخصيات الأفالانية السابقة التي غابت عن الساحة ولم نتعود رؤيتها في كواليس وأروقة الحزب منذ فترة، بينها الوزير السابق مصطفى شريف الذي أكد ل''الخبر'' أنه سيكون من بين المؤتمرين، إضافة إلى زبير زمزوم المدير العام السابق للتلفزيون الذي قال ل''الخبر'' إنه سعيد بتوجيه الدعوة إليه، مشيرا إلى أنه لم يعد إلى النشاط الحزبي منذ عام .1996 ويدفع إقرار المجلس الوطني للحزب المنعقد مؤخرا العودة إلى الهيئات التقليدية للحزب (اللجنة المركزية والمكتب السياسي)، عددا من الشخصيات التي ابتعدت قبل سنوات من الحزب إلى البحث عن طريقة للعودة إلى كواليسه. كما وجهت، أمس، الدعوات إلى كل الأمناء العامين السابقين للحزب، محمد الصالح يحياوي وبوعلام بن حمودة وعبد الحميد مهري، إضافة إلى الأمين العام السابق علي بن فليس، وتكفل صالح فوجيل العضو القيادي في الحزب المكلف بالعلاقات مع الجمعيات والأحزاب بتوجيه الدعوات إلى قادة الأحزاب السياسية والسفراء وممثلي المنظمات الوطنية. وبلغت التقديرات الأولية للتكلفة المالية للمؤتمر المقبل إلى أكثر من 11 مليار سنتيم، تتضمن تكاليف الإقامة في الفنادق والإطعام والنقل من وإلى القاعة البيضوية لما يقارب الخمسة آلاف مندوب يمثلون 48 ولاية، إضافة إلى مندوبين يمثلون الجالية في الخارج، وهو عدد قياسي مقارنة مع عدد المؤتمرين في المؤتمرات السابقة للحزب، وسيقع على عاتق المؤتمرين دفع مبلغ مالي كحقوق المشاركة في المؤتمر، حيث يدفع المندوبون من القسمات ثلاثة آلاف دينار، فيما يدفع أعضاء المجلس الوطني للحزب خمسة آلاف دينار، كما تقرر أن يدفع نواب الحزب في البرلمان بغرفتيه عشرة آلاف دينار للمساهمة في تغطية نفقات المؤتمر، فيما قررت لجنة التنظيم أن يدفع ممثلو الطلبة والشباب مبلغا ضئيلا لا يتجاوز الألف دينار. وقرر الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، نقل التسيير المالي للمؤتمر وسحبه من يد مسؤول الإدارة والوسائل في الحزب، عمار فريخة، وتمت إحالة الملف المالي للمؤتمر إلى رئيس ديوان وزير العمل والضمان الاجتماعي، السيد عليان عبد الواحد، تفاديا لأي مشكلات مالية قد تترتب عن انعقاد المؤتمر. وفي ذات السياق، وقع حزب جبهة التحرير الوطني على اتفاق مع وكالة محترفة متخصصة في تنظيم المؤتمرات، يقضي بإشرافها على تنظيم حفلي الافتتاح والاختتام خلال المؤتمر التاسع للحزب بالقاعة البيضوية، وحازت الوكالة التي استقدمها العضو القيادي في الحزب، عبد العزيز جوهري، على صفقة بتكلفة تقدر بأربعة ملايير سنتيم. وهي ذات الوكالة التي كانت نظمت الحفل الضخم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في أفريل .2009 وستتكفل الوكالة بكافة الجوانب التنظيمية والفنية ودعامات الصوت والتسجيلات الفنية المرئية والمسموعة للمؤتمر، عبر استحضار مسيرة الحزب والاعتماد على آليات الإبهار التقني والفني، إضافة إلى التكفل بكل الترتيبات التنظيمية داخل القاعة البيضوية التي شرع فيها العمل منذ أكثر من أسبوع تحضيرا للمؤتمر. وتسعى قيادة الحزب من خلال الاعتماد على وكالة محترفة في تنظيم المؤتمرات إلى تحويل المؤتمر التاسع إلى محطة ''استثنائية'' في تاريخ الحزب، وإعطائه بعدا تنظيميا يكون في مستوى مسيرته السياسية والتاريخية. وقال مسؤولون في لجنة تنظيم المؤتمر ل''الخبر'' إن قيادة الحزب حجزت تسعة فنادق لإقامة المندوبين، فيما تم حجز عدد من الغرف في فندق رفيع بالعاصمة لإقامة ضيوف الحزب من ممثلي أحزاب سياسية من المغرب وتونس وعدد من الدول، والتي دعيت لحضور حفل افتتاح المؤتمر. المصدرالخبر: الجزائر: عثمان لحياني