قالت مصادر قريبة من هيئات حقوقية فرنسية انه سيتم اليوم رفع دعوى مدنية ضد فرنسا وذلك قصد ضمان اعتذار باريس عن جرائم الحرب التي ارتكبها المحتل زمن استعماره لشمال افريقيا. كما سيشهد قصر العدالة بباريس تقديم الملف القضائي ضد قتلة الزعيم النقابي فرحات حشاد وقالت مصادر من تونس «أن العميد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في باريس سيرفع شخصيا اليوم الدعوتين أمام المحاكم الفرنسية». ومن بين الهيئات الحقوقية الفرنسية التي ستشارك في القضية نذكر الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان وسيمثلها الأستاذ ميشال توبيانا الرئيس الفخري ل (LDH) والاتحاد الدولي لرابطة حقوق الإنسان ويمثلها المحامي باتريك بودوان الرئيس الفخري للاتحاد وجمعية الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد. وقد علمت «الصباح» أن ملف الدعوى سيتكون من جملة الحقائق والأدلة التي تثبت تورط المستعمر في عدد من القضايا المتعلقة بالاغتيالات السياسية والتي كان ضحيتها عدد من المناضلين التونسيين. وأفادنا السيد عبيد البريكي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم التكوين النقابي والمكلف بإعداد ملف محاكمة قاتلي فرحات حشاد أمس أن الاتحاد سيرفع قضية اخرى تسمى قضية «التباهي بجريمة» ضد شخص الضابط انطوان ميليور احد أفراد العناصر المؤسسة لمنظمة »اليد الحمراء« التي اغتالت حشاد في 5ديسمبر 1955 وتاتي هذه القضية كردة فعل على ما تضمنته مداخلة الضابط المذكور في احد البرامج الوثائقية حين قال» إن ما قمنا به عمل شرعي ولو كان ينبغي علي إعادته سأعيده دون تردد». و أكد انطوان ميليور في شريط وثائقي انه اغتال حشاد برصاصة في الرأس ولم تكن اعترافات الرجل المتلفزة وحدها دليل إدانة بل انه قدم في سنة 1997 كتابا له تحت عنوان: La Main Rouge Larmée Secrète De La République.. وقد هزت هذه الاعترافات الرأي العام الوطني وطرحت معها عدة تساؤلات حول مسالة محاسبة مرتكبي الجريمة والمحرضين عليها. الصباح خليل الحناشي اليوم بقصر العدالة بباريس دعوى قضائية ضد قتلة حشاد وأخرى تطالب فرنسا بالاعتذار عن جرائم الحرب