الرباط (رويترز) الفجرنيوز: تستأنف المحادثات بشأن مستقبل الصحراء الغربية يوم الاحد ولا توجد احتمالات تذكر للخروج من الجمود المستمر منذ ثلاثة عقود الذي سمم العلاقات بين الجزائر والمغرب وتسبب في تأخر التنمية في المنطقة. ويتمسك كل من المغرب الذي ضم الاراضي الافريقية الواقعة في شمال غرب القارة في عام 1975 وجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الاراضي الصحراوية بمواقف لا يمكن التوفيق بينها منذ بدء المحادثات في يونيو حزيران مما اصاب مفاوضو الاممالمتحدة بالاحباط. وتبدد التفاؤل الذي لاح في بداية المحادثات بعد ان رفضت بوليساريو المدعومة من الجزائر عرض المغرب بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا محدودا واستبعد المغرب طلب جبهة بوليساريو اجراء استفتاء بشأن تقرير المصير. وقال جاكوب موندي وهو خبير في شؤون الصحراء الغربية بمؤسسة ابحاث ميريب التي تعني بشؤون الشرق الاوسط "انني لا اتوقع أي شيء من هذه المفاوضات لانهم يتحركون في اطار من النوايا السيئة." وقال "المغرب ليس لديه النية للسماح بتقرير المصير وبوليساريو ليس لديها النية لبحث الحكم الذاتي." وقال محللون ان انتخابات الرئاسة الامريكية تخيم على الجولة الرابعة من المحادثات التي تجري بالقرب من نيويورك واللاعبون الاساسيون سيرفضون أي التزام قبل معرفة السياسة الامريكية المستقبلية في المنطقة. ودخل المغرب الذي يطالب بالسيادة على الاراضي الصحراوية الى الصحراء الغربية بعد انسحاب اسبانيا التي كانت تستعمر الاراضي مما ادى الى اندلاع حرب مع جبهة بوليساريو استمرت حتى عام 1991 عندما تم التوصل الى اتفاق بوساطة من الولاياتالمتحدة. ويسيطر المغرب على 85 في المئة من الاراضي التي تضم شريطا ساحليا يحوي مصائد الاسماك الغنية والبلدات الرئيسية ومعظم موارد الثروة الطبيعية في المنطقة. وجمود المحادثات يسمح للمغرب بالمحافظة على الوضع القائم. ونزح عشرات الالاف من سكان الصحراء نتيجة للنزاع ويعيشون منذ منتصف السبعينات في مخيمات في صحراء الجزائر ويعتمدون على المعونات التي يأتي معظمها من الجزائر. ولا يعترف أحد بمطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. ووجدت هيئة استشارية لمحكمة العدل الدولية في عام 1975 ان هناك بعض العلاقات القانونية بين الصحراء المغربية والمغرب لكن هذا لا يشمل السيادة. لكن المغرب له حلفاء اقوياء هم فرنساواسبانياوالولاياتالمتحدة عبروا جميعهم عن تأييدهم لخطوة منح حكم ذاتي للاراضي وهم ينفون أي انحياز في النزاع. وترفض الجزائر عرض المغرب وهو موقف تقول الرباط انه يستهدف دعم دائرة نفوذ الجزائر ويزعزع الاستقرار في المنطقة. وينفي المغرب اساءة معاملة ناشطي الصحراء وقال ان تقرير الاممالمتحدة في عام 2006 الذي اتهم السلطات المغربية بانتهاك حقوقهم منحاز بوضوح لجبهة بوليساريو. وقالت جبهة بوليساريو في ديسمبر كانون الاول انها قد تستأنف الحرب لكن محللين قالوا انه من غير المحتمل ان تسمح الجزائر بحدوث ذلك والمخاطرة بأن تستدرج الى صراع جديد. وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرويترز انه واثق من ان الطرفين الحاليين المغرب وجبهة بوليسريو لم يستنفدا كل الاحتمالات التي توفرها المفاوضات والاستفادة من المحادثات المباشرة. من توم فايفر