عين الرئيس المصري حسني مبارك أمس الجمعة المفتي الأسبق الشيخ أحمد الطيب شيخا للأزهر الشريف خلفا للشيخ محمد سيد طنطاوي الذي توفي الأسبوع الماضي. وأعلن شيخ الأزهر الجديد أن أولوياته خلال المرحلة المقبلة ستركز على إعادة الاعتبار لمؤسسة الأزهر وتطوير مسيرتها كمرجعية للمسلمين في مصر وخارجها وفي الشرق والغرب . وعمل الطيب أستاذا بجامعة قطر وشارك في حوار الأديان بالدوحة .وقال شيخ الأزهر الجديد في تصريح خاص ل "الشرق" بعد صدور قرار تعيينه أمس أنه سيحرص على الحفاظ على المكاسب التي تحققت في فترة تولي الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي مشيخة الأزهر التي تزيد على 14 عاما وتنميتها والدفع بها إلى الأمام بما يسهم في رفعة شأن هذه المؤسسة والمرجعية الكبرى سواء في الداخل أو الخارج وفقا للوسطية الذي ظلت نهجا للأزهر منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام. ولفت فضيلة الدكتور الطيب إلى أنه سيولي أهمية لتكريس الوحدة الوطنية في مصر بما يحافظ على النسيج الاجتماعي للوطن وقال إنه سيعمل أيضا على مواصلة نهج التعاون مع الجامعات والمؤسسات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي بما يرفع من شأن هذه المؤسسات ويحقق مصالح المسلمين ويسهم في حل المشكلات ومواجهة التحديات التي تحيط بهم. وقال الطيب إنه سيسعى بكل قوة لتفعيل الحوار بين المؤمنين من أصحاب الديانات السماوية وكذلك الحوار بين الثقافات والحضارات على نحو يدفع أصحابها إلى التركيز على البناء والتنمية بديلا عن الصراع والتشاحن.وأشار الطيب إلى أنه سيواصل مسيرة تجديد الخطاب الديني بما ينقى الإسلام من كل الشوائب التي لحقت به في السنوات الأخيرة ويحافظ على جوهر رسالته وثوابته.وجاء القرار الجمهوري وفقا لما كان متوقعا من ترجيح كفة الدكتور الطيب لشغل المنصب والذي كانت معه شخصيتان أخريان وهما المفتي الحالي الدكتور علي جمعة ووزير الأوقاف، الدكتور محمود حمدي زقزوق في بورصة الترشيحات للمنصب الديني الكبير والهام في ذات الوقت.ورجحت كفة الطيب الذي عرف عنه الاعتدال وإلمامه بأمور المشيخة فضلا عن خلفيته التعليمية الأزهرية التي تتفوق على كل من جمعة الذي تخرج بالأساس في كلية التجارة جامعة عين شمس وزقزوق الذي خاض العمل الديني لسنوات وكان يعمل مستشارا لشيخ الأزهر السابق الراحل الدكتور جاد الحق على جاد الحق. كما أنه معروف عن الدكتور الطيب اعتداله الفكري والانفتاح على الآخر وإيمانه بفكرة الوسطية في الإسلام.