فلسطين،غزة:لا تزال الجمعيات والمؤسسات الإنسانية في قطاع غزة عاجزة عن تلبية احتياجات الأيتام بعد تزايد أعدادهم بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل 16 شهرا.الطفلة علا ابنة الثمانية أعوام كأطفال كثيرين عاشت ويلات الحرب واليتم، بعد فقدانها والدها واثنين من إخوانها، وتعيش اليوم يكفلها فاعل خير من دولة خليجية تولى رعايتها بواسطة جمعية خيرية محلية.
تقول علا، التي التقتها الجزيرة نت رفقة والدتها التي اصطحبتها إلى الجمعية لاستلام قيمة الكفالة الشهرية، "لا أحد يمكنه سد فراغ والدي وإخواني، فأنا محرومة من حنان الأب وضحكات الإخوة الذين أتذكرهم كل ما رأيت أطفالا يلعبون".
لكن حال علا قد يكون أفضل من حال كثيرين فقدوا آباءهم ولا يجدون من يمد لهم يد العون في ظل ما تعيشه غزة من أوضاع متردية بسبب الحصار الإسرائيلي.
يقول مدير الإغاثة الإسلامية في فلسطين محمد السوسي، إن الحرب زادت بشكل ملحوظ أعداد الأيتام وألقت مزيدا من الأعباء على كاهل المؤسسات الخيرية. وذكر أن مؤسسته تكفل ما يزيد عن سبعة آلاف يتيم من كافة الأعمار في الضفة الغربية والقطاع، تقدم لهم كفالة مادية منتظمة وخدمات عديدة، ويشير إلى وجود طلبات جديدة يوميا لأيتام يبحثون عمن من يكفلهم. كسر الحرمان ويقول السنوسي إن الأيتام يحتاجون رعاية شاملة نفسية واجتماعية وصحية لكسر الحرمان الذي يسيطر عليهم ودمجهم مع الأطفال العاديين. وتشير آخر إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة والإغاثة الإسلامية، إلى أن عدد أيتام القطاع وحده بلغ 52 ألفا، بينهم 1900 يتّمتهم الحرب الأخيرة. ويقول نائب رئيس مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام حازم السراج إن المعهد يشهد تزايدا كبيراً في أعداد الأيتام، لاسيما بعد الحرب التي استشهد فيها نحو 1500 فلسطيني.
ويتحدث السراج عن 100 يتيم من الجنسين أعمارهم بين الخامسة والثامنة عشرة، يحتضنهم المعهد بشكل دائم، إضافة إلى 600 طفل في ساعات النهار، يوفر لهم جميعاً الرعاية الاجتماعية والتربوية والرياضية والثقافية والنفسية. ويقول وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة غزة أحمد الكرد إن القطاع يعاني ارتفاعا في أعداد الأيتام، بخلاف كافة دول العالم مقارنة بعدد سكانها، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة التي تركت آلاف الأسر بلا معيل.
وأضاف أن الحصار أثر كثيرا على خدمات الأيتام، إضافة إلى الحرب الأميركية الغربية على المؤسسات الأهلية الخيرية، وطلب من كافة المؤسسات العربية والإسلامية زيادة مساعداتها. أحمد فياض-غزة