نواكشوط:ازداد تأجج قضية التعريب في موريتانيا أمس الاثنين بعد أن اعتذرت الحكومة يوم الأحد، على لسان وزير التعليم، ل'الزنوج' الفرانكفونيين عن تعريب الإدارة، مما أثار سخط معربي موريتانيا ودعاة تعميم تعريبها.وجاءت ردة الفعل الأولى على لسان حزب 'الصواب' (البعث الموريتاني) الذي أكد في بيان وزعه بعد اجتماع لقيادته ظهر أمس الإثنين أن تصريح وزير التعليم العالي والثانوي لبعض النقابات الطلابية 'إهانة للشعب الموريتاني وخيانة لقيمه واستهتار بالدستور وقوانين البلد ورضوخ لمطالب استعمارية'. وطالب الحزب بإقالة وزير التعليم العالي والثانوي، داعيا إلى 'هبة وطنية للدفاع عن الدستور'، وعن ما وصفه البيان ب'ثوابت الأمة التي يدوسها صغار الموظفين دون خوف أو وجل'. وكان وزير التعليم العالي والثانوي الموريتاني قد أعلن، حسبما نقلته مواقع موريتانية غير رسمية، أن اللغة الفرنسية هي 'لغة العمل والإدارة في المستقبل كما هي في الحاضر والماضي'، معتبرا أن ما قاله الوزير الأول في الأول من آذار/مارس الماضي لا يستهدف وضع اللغة العربية مكان الفرنسية كلغة العمل والإدارة. وأكد حزب 'الصواب' أن تصريح الوزير 'إهانة للشعب الموريتاني ورضوخ لمطالب استعمارية مذلة لم يرضخ لها أي طرف في التاريخ البشري مهما كان ضعفه ودرجة انسفال قيمه وتاريخه في وجدانه الجمعي، بالإضافة إلى أنه تصريح لا يعبر عن ضرورة الدفاع عن اللغات الوطنية التي يمثل الدفاع الحقيقي عنها دفاعا عن هوية البلاد وشخصيتها الحضارية المتنوعة'. وأضاف البيان قائلا إن 'أحفاد عمر الفوتي الذين وقفت مآذن مساجدهم وزواياهم طودا شامخا في مواجهة المشروع التغريبي - الصليبي لمدة قرون وأسسوا الرابطات الكثيرة لحماية الغرب الإفريقي، من نهر السنغال حتى جبال الكونغو، من خطره الديني والثقافي، وقدموا الشهداء والتضحيات، هم أول المستهدفين بهذا الخطاب الجارح، الموجه أساسا لإرضاء حفنة من الفرانكوفيليين (محبي الفرنسة) تمارس الإرهاب الثقافي والسياسي على سواد المجتمع الأعظم ومخزونه التاريخي والروحي ووعائه الوحيد: اللغة العربية'. وطالب حزب 'الصواب' ب'هبة وطنية للدفاع عن الدستور وعن ثوابت الأمة التي يدوسها المنتفعون من السلب الحضاري ويدوسها صغار الموظفين دون خوف أو وجل'. كما طالب الرئيس الموريتاني 'بوصفه حاميا للدستور'، أن يقيل هذا 'الموظف (الوزير) المارق على الدستور والقيم فورا كخطوة ضرورية لحماية المكتسبات الديمقراطية وتحريرا لإرادة الشعب الموريتاني'. وكان أحمد ولد باهية وزير التعليم قد قدم مساء الأحد رسميا اعتذارا للطلبة 'الزنوج' الأفارقة غير الناطقين بالعربية عن تصريحات سابقة للوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف، كان أعلن فيها نية الحكومة تعريب الإدارات الحكومية واعتماد اللغة العربية كلغة عمل. وقال وزير التعليم في لقاء باتحادات الطلاب ان موريتانيا لا تسعى لاحداث أي تغيير على نظامها التربوي، موضحا أن ما حصل 'سوء فهم رافق تصريحات الوزير الأول'. ونفى الوزير أي توجه لدى الحكومة بشأن تعريب الإدارة أو المساس بالوضع القائم'. وقال 'موريتانيا اليوم هي موريتانيا قبل الأول من أذار/مارس 2010' (يوم أدلى رئيس الوزراء بتصريحاته)، وإن الحكومة لا تنوي بأي حال من الأحوال المساس بالوضع القائم، في إشارة إلي الضجة حول التعريب، معتذرا باسم الحكومة للطلاب 'الزنوج' الذين واصلوا تظاهراتهم خلال الأسابيع الماضية. وفجرت تصريحات الوزير الأول تظاهرات في حرم جامعة نواكشوط نظمها الطلبة 'الزنوج' غير العرب الذين اتهموا الحكومة بالسعي الى تهميشهم وإقصائهم من الوظيفة العمومية. كما قام طلبة عرب بتظاهرات القدس العربي عبد الله بن مولود