بيان للهيئة الوطنية للمحامين حول واقعة تعذيب تلميذ بسجن بنزرت    لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار لا تنقصه الصراحة مع د. الترابي تناول كافة الملفات وكل القضايا
نشر في الفجر نيوز يوم 16 - 03 - 2008

لاأحد يضمن دخول الجنة .. ومن قال أن اليهود والنصارى مشركون ؟؟
1.
نسعي لإنشاء قوي سياسية جامعة وتحريك اقتصادي لتوحيد السودان
2.
أدخلنا الجهاد إلي الجيش السوداني كي يعتدل ويتقي
3.
لا يوجد شيء في الإسلام اسمه الإجماع
4.
أنا مع حق تقرير المصير لجميع أقاليم السودان
5.
بوش الأب طلب من النميري أن يتخلص منا وهو ما حدث
6.
الكفر كلمة نسبية وبنص القران يمكن أن تطال المؤمنين
7.
مايجري فى موضوع الردة خطيئة كبرى .. فبنص القرآن (لاإكراه فى الدين)
حل الدكتور حسن الترابي المفكر الإسلامي وزعيم حزب المؤتمر الشعبي في السودان ضيفا علي أسرة تحرير الراية التي استضافته في حوار مثير ومتشعب تناول الهم السوداني الداخلي كما تناول الهموم الإسلامية.
وكان د. الترابي في جميع إجاباته علي أسئلة أسرة تحرير الراية، جدليا وردوده علي الأسئلة كانت مثار أخذ ورد..
وفيما استبعد الترابي أن يقوم انقلاب في السودان علي غرار العقود الفائتة، أكد نية حزب المؤتمر الشعبي المضي في إنشاء قوي سياسية جامعة، معتبرا أن الحل لتوحيد السودان يكمن في تحريك اقتصاد البلاد.
وبرر الترابي دعوته للجهاد إبان حرب الجنوب، بأنها دعوة هدفت إلي تعديل الجيش، وبث روح التقوي في صفوفه.. مطالبا في الوقت نفسه بضرورة أن تحصل كل أقاليم السودان علي حق تقرير المصير باعتبار أن المواطنة عقد يشترط الرضا.
# بداية.. ما رؤيتكم تجاه مستقبل السودان في ظل التجاذبات الكبيرة، والتحديات التي تهدد حاضره ومستقبله؟
السودان بلد تتقلب فيه الأمور.. وهو بلد يستدعي أن تتم صناعته كي يستقر، فهو ليس بلداً يتمتع بقومية ومنظومة واحدة.. ومنذ الاستقلال والحكم يتقلب كثيرا بين ثورة من الشعب، وانقلاب من العسكر.. والذي يسمي ثورة للدعاية.. والمجتمع مركب جدا وتخرج منه قوي ذات أصول ثقافية ودعوات مختلفة.. كما أن جيرة السودان عامرة ويأتي منها اللاجئون، والشر أو الخير.. لكن السودان في نهاية المطاف بلد حي فيه كل شيء من ثورات وانقلابات وصراعات سياسية، وغيرها.. ومهما بدا السودان معلولا، فالبشائر واسعة.. وإمكاناته كبيرة، لأنه بلد ضخم، ويجمع ثقافات مختلفة مثل الولايات المتحدة.. حيث يأتيه الناس من عرب أفارقة من شرق الأرض وغربها.. وهو بلد حي إن استقرت له معادلة.. كي يتقدم.. ومهما اشتدت بنا الأزمات يجب أن نأخذ بهذا الرجاء.. وهي ليست تمنيات بل قراءة للسودان.
مخاض سياسي
# هناك مخاض سياسي يحصل الآن في السودان.. وللمعارضة حصة فيه.. فهل أنتم جزء من هذا المشهد السياسي.. أم أنكم خارجه؟
أنا في معترك السياسة سواء سجنت أم خرجت.. لكني آثرت العمل الأكاديمي.. والمسألة الثانية أن مساقات الحياة مفتوحة أمامي من كتابة وفكر.. وإن زحت شيئا ما عن تراب الحياة في السودان، فمن الممكن أن أذهب شرقا أو غربا إلي أوروبا أو العالم العربي والآسيوي.. فلدي هناك صداقات وعلاقات وتاريخ.. وإن ذهبت إلي الفكر فالمجتمع السوداني بهمومه الاجتماعية يسمح لي بذلك.. وكل ذلك تجارب ونستطيع أن نجمل عظة للناس وعبرة لهم.. حتي لا يروي فقط شفاهة.. أم المعارضة فهي كلمة نأخذها من الغرب.. وهي بالنسبة لي كلمة فقط، ولا أقف موقفاً فقط لأن هناك آخر أريد معارضته.. فقد تصدر منه كلمة قد نوافقه عليها، أو نعارضه.. وإن بدر منه خطأ من الممكن أن نناصحه.. مع أن المناصحة في السودان قد تشتد في كل الدرجات، لكني لا أحب أن أسمي بمعارضة لحكومة.
لسنا حزبا سياسيا فقط
# علي كل حال لست الآن في الحكم.. وتصف نفسك بأنك لست كذلك في صفوف المعارضة.. فأين أنت من المسألة السياسية في السودان؟
أنا مع الجهة السياسية التي أنتمي إليها وهي ليست حزبا سياسيا فحسب.. تري أن كل أهداف الحياة سياسية والسلطان السياسي.. فهناك حركة ثقافية في البلد، وحركة اجتماعية يجب أن تجدد كلها.. ولا يمكن نسب كل شيء إلي الدولة.. وكلما صلح المجتمع اختصر دور الدولة، فوزير الزراعة لا يزرع، وزير الثقافة لا ينتج فلما.. لهذا نحن نقوم بكل تلك الأعمال.. ولا نخاطب الناس فقط بالسياسة والحكومة.. فقط لأني معارض.. بل أحدثهم عن واجباتهم.. وما يليهم.. لكننا نعمل كذلك في مجال السياسة، ونخاطب الناس ونقول لهم إن النظام الحالي لا يصلح لحكم السودان الذي يعتبر أوسع من أن يحكم مركزيا بسلطة متمركزة متخبطة ومحتكرة، ولابد أن تبسط السلطة والمال العام والتشريع والإدارة لتمتد علي مساحة السودان.
# هل تعتبر نفسك أنك تنور بمنهج جديد.. خاص بكم؟
# بالطبع فنحن حركة إسلام.. تتواصل كل حياتها من فنون ورياضة فضلا عن الاقتصاد والتجارة.. كلها أمور تحتاج إلي إصلاح في بلادنا..بما فيها الشعائر الدينية التي نرضاها نحن.. فهي صورة فقط.. وكذلك السياسة التي خرجت من الدين الإسلامي منذ قرون طويلة وقبل دخول الاستعمار.. فمنهجنا يقوم علي ذلك.
مصير دارفور
# هل تتنبأ بانفصال دارفور عن السودان.. وهل تؤيد حق الإقليم بتقرير المصير وإن كان ذلك يصب نحو الانفصال؟
واقعا وفكرا.. الوطن معاقدة.. ونحن نتواطن بعقد مثل الزواج، فهو ليس كرها، وإن أردت أن اخرج من السودان للذهاب إلي أمريكا أو بريطانيا بحثا عن الجنسية.. خاصة وأن البلاد العربية لا تستقبل الناس بيسر وإن تكلموا العربية.. فلي الحق في ذلك.. فلا أحد يستطيع أن يحبسك هنا كرها.. المواطنة معاقدة.. مثل الزواج.. والزواج تراض.. وحتي بالنسبة للجنوب كان كلما حاول الخروج، فإنه يضم للسودان بالقوة.. وكلما جنح تشهر القوة في وجهه.. وحين أدخلنا الثوب السياسي إلي الدين قلنا أن المواطنة بالرضا.. فالمهاجرون دخلوا في مواطنة المدينة بالرضا مع الأوس والخزرج واليهود.. كلهم مواطنة واحدة.. وأدخلنا تقرير المصير.. رغم أني أريد أن يظل جنوب السودان مع السودان.. ولكن بالرضا، لأنه لو بقي معنا كرها فسيكون مثار مشاكل.. ودارفور الشيء نفسه، بل إن دارفور كان دولة مستقلة فيما أن الجنوب لم يستقل علي مدي التاريخ.. ودارفور كانت نشطة عالميا، ولابد أن تبقي في السودان إن شاء الله ولكن بالرضا.. ولكن إن استمر النزاع بيننا وبينها، وواصلنا ضمها كرها، فمن الطبيعي أن يحصل ذلك.
# إذن أنت مع حق أهالي دارفور في تقرير المصير..؟
نعم لكل الشعب السوداني وكل الأقاليم في السودان حق في ذلك؟
# كيف ذلك؟
تفاصلا أو تزاوجا.. وحماسي بالنسبة لدارفور لا يعني أنني أريد طلاقا معها.. فدارفور متركبة في السودان وفي عمالة السودان وفي شرق السودان.. فهي متركبة في السودان.. لكن أي إقليم في السودان أراد أن ينفصل فلا أستطيع أن أقبضه بقوة.
قواعد المؤتمر الشعبي
# لقد قلت أن المؤتمر الشعبي لديه قواعد شعبية واسعة في دارفور، وأن أغلبية القوات المسلحة من دارفور.. فإلي ماذا تلمحون في هذا الصدد؟
لا.. لا ألمح.. طبعا الدولة حتي تصرف عن المقاومة أي مدد.. أو انعطاف من أوروبا، أو من أي مكان دائما ينسبونها إلي اسم معين وينسبون الاسم إلي اسم آخر يخيف العالم بالإرهاب.. الترابي وبن لادن.. حتي يستهدفونه.. لأننا ندعو إلي اللامركزية في السودان.. ودارفور تريد اللامركزية... لذلك هم أقرب إلينا انعطافا.. ومنهم من هو إسلامي النزعة، ويقولها بالإسلام.. وفيهم اليساري والقومي والقبلي الإقليمي والمنغلق إقليميا.. والنزعات كثيرة لكن نسبيا الإسلام في دارفور أقوي تاريخيا من بقية الأقاليم في السودان.. حتي لما قامت الثورة المهدية الإسلامية في السودان، كان أغلب جنودها من دارفور.
التغيير بالانقلابات
# هل تعتقد أن زمن التغيير بالانقلابات العسكرية في السودان قد انقضي أم أنه خيار مطروح.. ومشروع؟
المشروعية عموما.. اضطررنا إليها خاصة وأن الإسلام لا يعرف القوة، بل يعرف المبايعة والتراضي.. والرسول صلي الله عليه وسلم، دخل المدينة مرضيا عليه.. ولكن كلما نهض الإسلام ودخل السياسة، فإن الغرب لا يرضي ذلك، ويحاول أن يستخدم القوة.. مرة بعد مرة في السودان وكذلك في بلدان عربية.. لذلك نحن اضطررنا إلي ذلك بدفع القوة بالقوة.. ولكن أنا أؤثر أن تصنع الشعوب وتصنع بالرضا.. وأنا استبعد أن يقوم في السودان انقلاب جديد... لأن القوي السياسية أخذت درسا. فكل الأنظمة التي أقاموها بالانقلابات هي التي عذبتهم وشنقتهم.. كذلك الحركة الإسلامية قامت بانقلاب وأكثر الذين دخلوا السجون وتمت أذيتهم هم الحركة الإسلامية نفسها.. فكل الأحزاب السياسية تبين لها ضرورة تبني النهج السلمي للتغيير.. والكل يدرك أن الوصول إلي الحكم للديمقراطية أسلم لمن يريدون التغيير، والأنظمة التي نعارضها.
# إذن لن تدعم أي تغيير عسكري في السودان؟
كلا لن أدعمه.. ومن العسير أن يقوم انقلاب في السودان.. فالسودان لا يوجد فيه جيش واحد.. ففي السودان الآن عدد من الجيوش العالمية يحبسه في الجنوب ودارفور، والعدد يتزايد.. وهو عدد من جيوش فالجنوب له جيشه، والجيش القومي صار له جيش شمالي، وحركات المقاومة لها جيش.. بالإضافة إلي أن الميليشيات في السودان كذلك، والقبائل تحمل السلاح، فمن الصعب علي الجيش وحده أن يحدث انقلابا لأنه لن يؤيده أحد.. وإن قال إنه بعد يوم أو يومين سيرد الأمانة إلي أهلها نؤيد ذلك.. لكنا علي كل حال لا نؤيد الانقلاب.. كما فعل سوار الذهب، عندما ثار الشعب حتي قال سوف نرد الأمانة إلي أهلها.. وفعل وصدق، وقدره الشعب، ولم يمض عام حتي أسلم الأمانة إلي أهلها.
انفصال الجنوب
# بعض الزعماء السودانيين قالوا إن حدث استفتاء شعبي الآن.. فإن الشماليين والجنوبيين سوف يصوتون لانفصال الجنوب عن السودان.. ما تقول أنت؟
الشماليون لن يفعلوا، صحيح أن هناك نزعة، لكن كلهم يصرون علي الوحدة الوطنية ولو بالقوة.. فلا يمكن أن يرتدوا عن ذلك، ربما هناك أصوات خرجت بذلك.. لكن يصدق ما تقوله عن الجنوب، فهو خارج من قتال، وكانت هناك حركات تريد الانفصال.. والآن الغالب في الإرادة الحاكمة بشكل عام.. نحو الانفصال إذا استشيروا الآن، لكن لا أستطيع أن أخمن ذلك مع مرور الزمن.. وقد تكون اتفاقية السلام بابا لعقد الثقة بين الناس.. إلا أنه وبعد سنوات من الاتفاق ربما يكون هناك نزعة لدي الجنوبيين، لعدم وجود مصداقية مع ما ينادي به الاتفاق.. وربما سمعتم بالأزمة الأخيرة.. لكن العساكر عقدوا عقدا وأدخلوا المقاومين والمقاتلين وأظن أنهم ربما يسكرونهم بالوظائف، والرواتب وتنسيهم قضيتهم وفعلا فعلوا.. ولكن ظهر آخرون تبنوا القضية.. والقضية إذا لم تعالجها.. لن تعالجها بالمسح علي جسم الإنسان.
# إذن ماذا يحتاج الأمر الآن؟
يحتاج إلي أن تتصرف السلطة بنهج يزرع الثقة.. وزرع الثقة بعد حروب اهلية ليس أمرا يسيرا، ولدينا رصيد من حرب أهلية، وبعد كثرت الحروب فقدت الثقة.. المسألة الثانية.. الآن كل الأموال التي تذهب إلي الجنوب لم تحدث تطورا في حياة الجنوبيين.. ولتلمس هذا الأمر يجب إحداث ثمرات في التعليم وفي الخدمات، وفي حياتهم، والشرائح الحاكمة الآن تكاثرت جدا.. من مجالس نيابية ووزراء ومحافظون الذين تأتيهم أكثر الأموال، بالإضافة إلي الجنود الذين كانوا في الحركات المقاومة نفسها، صاروا يتقاضون رواتب عالية جدا.. خاصة وأن ثقافة الجنوب لا تعرف التجارة.. ولا يعرفوا غير أن يكونوا موظفين يتقاضون رواتب.. لهذا الجنوبيون غير راضين عن الثمرات.. ربما ارتاحوا في البداية من الحرب.. والتهجير والقنابل من الطرفين.. ومع ذلك لا يعني أن نيأس فهناك الكثير من الجنوبيين من يسكنون في الشمال، وغالب هؤلاء اتصلوا بالسودانيين وبدأت تنعقد بينهم علاقات، وهذه قواعد حقيقية بنيت علي مجتمع وليس دستور أو ورق.. خاصة وأن قاعدة الشعب في الجنوب، لا تكره الشمال هذه الكراهية، لكن قاعدة السياسيين والذين نفوا وحرضوا، هؤلاء مشحونون ومعبأون.. مع ذلك يجب ألا نيأس، فلدينا حزب، رغم أنه شمالي ولدينا قواعد في كل الجنوب، وثبتوا معنا.. والحركة الآن باعتبار أننا سبقنا الحكومة، في اتفاق مع الجنوب، فحل الحزب وأوقفت الجريدة.. وهم يعرفون أننا سجنا في سبيلهم رغم أننا شماليون.. نحن حتي في قيادة الحزب هناك جنوبيون في كل المواقع، ونريد أن ننشئ قوي سياسية رابطة وجامعة في السودان، وإلا لا يمكنك أن توحد السودان بالورق.. فالاقتصاد يتحرك.. نريد علاقات اقتصادية بمعزل عن المعونات التي تأتي من الخارج، حتي يتوفر للناس المعاش، ونريد للمواصلات أن تنفتح.. حتي يتحرك الجنوبيون.. الجنوبيون ليس لديهم طاقة إلا الطاقة الجسدية كعمال.. في الزراعة البناء.. من الممكن أن يرتبط البلد كلها.. هذه هي الوحدة التي نسعي إليها.
فكرة خيالية
# ألا تري أن فكرة القوي السياسية الشاملة، أو الحزب القومي الجامع.. فكرة خيالية بعض الشيء؟
بالنسبة لي ليست مثالا، بل حقيقة فالرجل الثاني في المؤتمر الشعبي من الجنوب، ومن المنطقة التي نشأ فيها جون قرنق.. فالدين الإسلامي ليس لقومية واحدة، بل للناس كافة.. والأحزاب من الممكن أن تكون كذلك.. وإن شاء ينعقد مؤتمرات في الجزء الشمالي والجنوبي من السودان.. وهذا أمر ليس بخيال... حتي لو تعثر بعض الشيء، فالبينونة بها مسافة تحاول أن تبحث عن شيء يجمع الناس.. وإذا لم نصل القواعد التي يقوم عليها البناء، فإن البناء سوف ينفلت.
واقع الحركة الإسلامية
# بالنسبة للحركة الإسلامية العالمية، وقد تعرضت لضربة قوية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. كما أنها لا تزال ملاحقة من جميع الاتجاهات.. ما هو واقع الحركة الإسلامية الحالي؟
الابتلاءات مهما تصيبك ليست بنقص ما كتب عليك أصلا.. وقد يصيبك مرض وإذا تعافيت منه تتشكل مناعة من هذه الأمراض.. وإن أخطأت في حياتك السياسية وتبت فإنك لن تمر بهذه الخطيئة التي مررت بها من قبل.. والحركة الإسلامية هي صحوة حديثة نسبيا.. وكان في العالم الإسلامي أحزاب يسارية تكره الغرب، وتجنح نحو الاشتراكية.. كما كانت هناك قوميات أخري عربية وغير عربية.. بالإضافة إلي حركات أرادت أن تقمع الاستعمار، ولا تدري ماذا تفعل بعد ذلك.. لكن الناس يقدرون لها كفاحها الوطني ويعطونها الثقة.. لكن الناس محتاجون مع تطور الأحوال إلي مناهج ورؤي وأصالة تدفع الناس وتضبط حياتهم.. والحركة الإسلامية الآن هي في العالم كله وليس في العالم العربي فقط.. لكن الأمر انقلب حتي في العالم الغربي.. والإسلام ينهض لكنها نهضة عاطفية قد تخرج طاقات إن لم تبرمج قد تدمر العالم، مثل الفيضان.. والماء إذا لم يسق من خلال جسور وقنوات إلي الزرع ممكن أن يكون فيضانا كاسحا.. والدفع الجهادي يشفي الغيظ ويفجر الطاقات.. لكن لا نريد أن نبدد هذه الطاقات ضد الآخرين، ولا إذا زال عنا الآخرون في أنفسنا كما فعل الأفغان.. لا يعلمون إلا الضرب، وهم لا يحسنون إلا هذا فهم لا يعرفون كيف يبنون.. ولا يعلم كيف يهدم.. والآن نحن بحاجة إلي صحوة فكرية أو تجديد فكري.. حتي يتم توجيه الطاقة إلي حياة ويتم ترجمة كل تلك الأفكار في مناهج وسياسات ونظم وغيرها.. وأظن أن ما حدث أن الحركة الإسلامية حوصرت حصارا شديدا.. فقد كنا نسافر إلي أمريكا والآن حظر علينا السفر.. وهم الآن لا يريدون التكلم حتي مع المعتدل.. ويظنون أن الإسلام كله خطر.. حتي المسلم الهادئ مثل المملكة العربية السعودية.. لكن خرج من تحتها صواريخ دمرت أمريكا.. ما لم تبلغه اليابان من قبل في الحرب العالمية الثانية.. لكن هناك أجيال جديدة في أوروبا تحرروا منها شيئا ما للحوار والعلاقات.
# نوافقك علي التأثير الخارجي علي الحركات الإسلامية.. لكن السؤال هو وبقياس التجارب الإسلامية في الجزائر والسودان وفلسطين، مقارنة بالتجربة الإسلامية التركية.. ألا تري أن الحركات الإسلامية قد فشلت؟
أنا لا أضع اللوم علي الخارج.. فهو حسب ضعفك.. فإذا ضعفت تنشط فيك الفيروسات من الداخل ومن الخارج وينزل عليك البلاء.. دائما نلقي اللوم علي الآخرين.. أوافقكم علي ذلك.. لكن مسألة الفشل تتعلق بقضية متي فارق الإسلام الحكم.. منذ 1400 سنة نهاية الخلافة الراشدة.. وأصبحت حكومة ليست من الإسلام.. وانسحب الفقه كله... فكتب الفقه لا يوجد بها حديث عن السلطة.. الصوفية ازدادوا بعدا.. فصار ديننا مثل الغرب.. لذلك كل تلك التجارب بدأت من لا شيء، فالإسلام في أساسه عند الناس معاشهم.. وعند الدولة نظمها وقوانينها، فإن تخرجت من الطب ولم تتدرب في الكلية، فإن أول عملية جراحية تجريها سوف تقتل عددا من الناس، لأنك سوف تتعلم بالتجارب..
صحيح أن الحركة الإسلامية في تركيا اكتسحت الانتخابات لكنها لا تستطيع أن تبدل شيئا.. فلا يستطيعون أن يبدلوا لباس الرأس للنساء.. وهم يحاولون بلطف.. وإن لم يفعلوا ذلك فإن الجيش سوف ينقلب عليهم الجيش والأطلسي والجميع.. فعلوها مرة وحصروهم تماما ثم جاءوا يتمسكنون.
حكم رجال الدين
# ماذا عن حكم رجال الدين في إيران.. هل من الممكن أن تكون التجربة التركية أفضل من الحكم الإسلامي في إيران؟
العلة في إيران ليست في الحكم.. بل لأنهم كانوا أقلية.. ولأن الشيعة كانوا أقلية ولم يثقوا في خلفائنا.. وكانوا يريدون إمامة تكون في الميراث بين نسل فاطمة.. لهذا عندما جاءوا إلي الحكم، أوجدوا دولة منتخبة.. بجانب آية الله.. وبنفس المراتب الدينية.. ولكن أظن أنه إن طال بهم الزمن فإن الشعب سينقلب علي الآثار التاريخية لهذا.. وليس لدينا في السنة مثل هذا.
الدعوات الجهادية
# ألا تري أن الدعوة الجهادية أساءت إلي الإسلام.. أكثر مما نفعت.. وحملت أنت جريرة الدعوة الجهادية شخصيا في السودان، حيث ذهب ضحيتها الآلاف.. ومن ثم تغيرت دعوتك إلي تآخ مع الفريق الآخر.. ماذا تقول في هذا؟
الجهاد في العربية يعني المفاعلة مع الآخر.. وهي جهد في وجه جهد.. وهي مدافعة .. من أصل من عدا عليكم فاعتدوا عليه.. ولا تبدأوا العدوان.. لدينا الجهاد الكلمة بعمومها يظن الناس أنها عدوانية.. والآن العاطفة الجديدة التي حملت الشباب الإسلامي الذين لجأوا إلي الإسلام باعتباره أفضل طريقة تصادم بها.. أما في السودان.. صحيح أن القوات المسلحة هي التي كانت تضرب التمرد في الجنوب كما يطلقون عليه.. بعد ذلك دخل الجهاد كي يعتدل الجيش.. لأن كلمة جهاد مرتبط بالتقوي.
# لكن الجهاد الذي تتحدث عنه كان موجها ضد جزء من الشعب السودان؟
لكن كان يقف وراء هؤلاء مدد من الخارج، وليس من إفريقيا فقط، بل من أوروبا الغربية.. التي كانت تسعي إلي مصالحها.. نحن أدخلنا كلمة الجهاد إلي الجيش السوداني حين ذاك حتي يعتدل.. والشباب الذين كانوا في الحرب إذا أسروا لا يقتلوا، وإذا عالجوا لا يعالجون جرحاهم فقط، بل جرحي الخصم كذلك.. والحقيقة كانت شهادتي في الدكتواره عن الحروب.. والجيوش الأوروبية كانت إذا غضبت تسحق.. والقنبلة الذرية علي سبيل المثال كانت سحقا لكل البشر.. وليس العسكريين فقط.. وفي ألمانيا سحق لمدينة بالكامل كلها.. كانت إبادة كاملة.. والجيوش كلها صارت هكذا.. حتي في حرب الخليج، كانوا إذا وجدوا الأحياء في الخنادق كانوا يدفنونهم دفنا.. وكل الجيوش تصرفت هكذا.. أما لدينا كان هناك شباب ولا ينتمون للجيش، ويتلقون الأوامر كانوا أطباء ومهندسين وغيرهم.. يدفعون للقتال فقط.. وكانت أول اتفاقية سلام بينهم وبين الآخرين.. ولم يدخلوا فيها إفريقي أو أمريكي فقط من داخل السودان.. كل الجيوش كانت هكذا ولا أعيب الجيش السوداني فقط.
# الأحزاب التي كانت اشتراكية أو قومية أو حتي عقائدية لم نسمع أنها قامت بعمليات ذبح.. كما قامت بها الحركات الإسلامية..ألا تري المفارقة؟
الأحزاب الإسلامية كلمتها لها مدد وصدي.. والشيوعي المسكين في قطاع الصفوات، وهو قليل العدد.. ولا يستطيع أن يحرك.. والشيوعية قامت بقتل الملايين في عهد ستالين.. كما أن البعث قتل الكثيرين في العراق.. ولم يكن إسلاميا.
استهداف السودان
# إلي ماذا تعزو ما يحدث في السودان هل هو نتيجة لظواهر اجتماعية داخلية أم تدخلات خارجية؟
السودان بلد مستهدف مستهدف بإسلامه وعروبته وثرواته فالسودان غني بإمكاناته الذاتية وإذا قوي سيؤثر علي العالم من حوله.
نظرية المؤامرة
# أنت إذن تتبني نظرية المؤامرة فيما يجري للسودان؟
الله عز وجل يقول أن العالم يقوم علي التدافع ""ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" لا أريد أن أتحدث عن نفسي كثيرا لكن ما نسعي إليه تأسيس معادلة جديدة في السودان معادلة تكون محكومة بالضوابط ونحن لا نيأس فالنظام تحت الضغوط الداخلية وافق علي إجراء الانتخابات وتقاسم الثروة فنحن معنيون بالضغط أيضا من اجل تحسين علاقات السودان مع محيطه ومع أوروبا من اجل جعل السودان منطقة حرة وتحسين أوضاع الناس وإيجاد وظائف لهم.
فتاوي الترابي
# نود أن نسال في جانب أخر ذلك المتعلق بالفتاوي التي أصدرتها وأثارت ردود فعل واسعة في أوساط الشارع وفي أوساط العلماء حيث جري توجيه اتهام لك أن فتاواك المثيرة للجدل كانت لأغراض سياسية داخلية وخارجية ولمواجهة اتهامك بالإرهاب ونعني بها الفتاوي التي تتحدث عن جواز زواج المرأة المسلمة من الكتابي وإمامة المرأة وفتواك بعدم عودة السيد المسيح إلي الأرض وعدم جواز قتل المرتد.. حيث رد عليك العلماء بأنك خرجت في هذه الفتاوي عن إجماع الأمة؟
بالنسبة للفتوي المتعلقة بالمرأة هذه قضية قديمة تحدثنا فيها منذ سنوات طويلة وأساسها أن هناك نساء يعتنقن الإسلام ويكون زواجهن بنصرانيين ويكن مطالبات بالطلاق وما يترتب علي ذلك من حرمانهن من أبنائهن وحينما أصدرت هذه الفتوي قامت قائمة العلماء علي ومنهم من كفرني وبعد عشرين عاما اكتشفوا أن ابن القيم قال ذلك في كتاب له فقالوا هذا صواب ونحن حين نتكلم عن المرأة نتكلم عن نصف المجتمع وحينما اصدر هذا الرأي لا يوجد لي غرض سياسي من ورائه
- أما بالنسبة للفتاوي الأخري التي ذكرتها فأريد أن أقول انه لا يوجد حاجة اسمها الإجماع لأننا إذا اجمعنا علي شيء يجب أن يتحول إلي قانون والإسلام كما نفهمه كما جاء في القرآن وكما بينه الرسول صلي الله عليه وسلم في حياته ولا يوجد في الإسلام شيء اسمه إجماع ملزم بالرأي فالظروف تتغير ولابد من استنباط آراء تتكيف مع هذا التغيير حتي لا نقع في الجمود والكفر كلمة نسبية وحسب نص القران فقد يمسي أو يصبح أحدنا مؤمنا أو كافرا وأري في هذه المسائل وبالتحديد في مسالة الزواج أن القران ترك تقدير هذه المسائل لنا لكن المهم في الأمر أن القران ليس فيه شيء عن الإجماع.
النصاري واليهود هل يدخلون الجنة وهل هم مشركون؟
# لا احد يضمن دخول الجنة ومن قال أن اليهود والنصاري مشركون؟
العمليات الاستشهادية.
# في هذا الجانب أيضا نود أن نسال عن مايسمي بالعمليات الاستشهادية وما يسمه العالم بالعمليات الانتحارية حيث يجري توظيف هذه العمليات تحت شعار سياسي حيث يقوم شخص بقتل الآخرين من خلال قتل نفسه ومثال ذلك ما حدث في الأراضي الفلسطينية؟
بداية أنا لا أحب كلمة الفتوي وما أقوله هو رأيي وهنا ثمة اختلاط في المصطلحات والمفاهيم واستخدامها سواء بطريقة ايجابية أو طريقة سلبية هذه الظاهرة إذا استخدمت من اجل تغيير نظام مثلا فأنت لن تستطيع أن تغير شيئاً بالعكس علي منفذ العملية وعلي القائمين عليها ستقع الشبهات وسيلحق بالناس أذي بالغ.
# هناك من يحمل حزاماً ناسفاً ويفجر نفسه وسط الناس؟
هذا ما اقصده حين تحدثت في السابق لكن إذا كان هناك قتال بين طرفين وهناك طلائع تقوم بمثل هذه العمليات وتستهدف مراكز القوة في العدو من تخطيط واتصالات فهذه يمكن تفهمها ولا يمكن تصنيفها علي أنها عمليات انتحارية والمسلمين ليسوا وحدهم من قام بها فقد قام بمثل هذه العمليات الفرنسيون إبان الاحتلال النازي لبلادهم وكانوا يقاومون بهذه الطريقة في الإسلام هناك معايير للقتال فالمسلمون لا يقاتلون إلا من اعتدي عليهم"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا".
# في قضية تحول المسلم عن دينه هناك مسلم أصبح مسيحيا هل تجري المطالبة بإعدامه وإقامة الحد عليه؟
هذه مفارقة وخطأ كبير ومن يطالب بالإعدام يستند إلي الحديث الذي يقول "من بدل دينه فاقتلوه" مع أن آيات القران في هذه القضية واضحة في هذا الشأن "لا إكراه في الدين ""اعملوا علي مكانتكم " ما يجري في هذا الشأن خطيئة كبري.
علاقات السودان مع مصر
# هناك التباس في علاقات السودان مع مصر وعلاقات الدكتور حسن الترابي مع مصر نريد أن توضح هذه المسألة؟
تاريخيا كان هناك علاقات بين مصر والسودان وقبل الاستقلال كان السوداني يسعي للاتحاد مع مصر اتحاد وادي النيل لمصر دورها التاريخي الكبير في السودان ولكن هذا الدور تراجع كثيرا وأصبح ضعيفا في الفترات الماضية نحن نريد حضوراً قوياً لمصرفي السودان البلد الشاسع المساحة هناك حركة استثمار مصري في السودان الآن وهناك وجود للأخوة المصريين الذين يعملون هناك كما أن هناك حضورا تراكميا لها في مجال التجارة فهناك شركات مصرية واستثمارات مصرية والعلاقات تتحسن بين البلدين عموما.
- بالنسبة لي ليس لدي مشكلة مع مصر لكن مصر لديها مشكلة مع الحركة الإسلامية وبالتحديد الاخوان المسلمين الذين لا يسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية هناك.
الاستقرار السياسي
# منذ نشوء السودان حتي الآن لم يشهد استقراراً سياسيا إلا في فترات قليلة فترة العسكر فهل ثمة تغيير قادم في السودان مختلف عن عقلية العسكر أم انك تري أن عقلية العسكر أفضل؟
العسكر في النهاية من البشر والناس العاديين نحن نريد منهم أن يردوا الأمانات إلي أهلها المطلوب أن يردوا السلطات إلي الشعب بحيث يجري انتخاب كل وال ووزراء كل ولاية نحن نسعي أن تكون هناك حرية ولا يكون هناك توتر أو ظلم.
ما أشرت إليه فترة عبود والنميري وقد سيطرا بالقوة والسودانيون يرفضون القوة والثورة أقالتهم في يوم واحد أنا لا أحب الثورات لكنك تضطر إليها أحيانا حتي الحكم المدني في السودان قامت عليه الثورات في عهد النميري الذي منع الخمرة والبنوك الربوية وشاركناه وعملنا معه مصالحة شملت كل القوي السياسية جاء بوش الأب وسأله "إيه الأصولية التي عندك إما أن تتخلص منهم أو نتصرف معك" فقام النميري بسجننا جميعا بدا من نائب رئيس الجمهورية ومع الصادق حصل نفس الشيء كنا معارضة له لكنه دخل معنا في حوار القوي الدولية قالت له هؤلاء لازم يخرجوا أو يمدوا جون قرنق بالسلاح ليكسح السودان حتي وادي حلفا فخرجنا نحن وهكذا في انتخابات ينتصر فيها الإسلاميون يكسروها انتخابات الجزائر كسروها.
السودان بلد مركب ليس سهلاً وتحقيق الأمن والاستقرار فيه ليس سهلا أيضا نحن بلد متنوع.
مفكر في السلطة
# كمفكر كنت في السلطة يوما ما الذي استطعت فعله وكنت دوما تطلب السلطة؟
من النادر أن يستند مفكر إلي القوة أو أن تكون بحوزته القوة أنا لست عسكريا لكن المقاتل يستعمل دائما القوة لكي ينتصر ما أقوله أفكار وليس تاريخاً نحن نريد الديمقراطية الغربية لكن كلما اقتربنا من الوصول للسلطة بموجبها يضربوننا هذا ما حصل في السودان وهذا ما حصل في الجزائر أيضا لم يكن من مناص للتغير إلا بالقوة فقلنا نغير بالجيش أفضل من الثورة الشعبية ولكن الجيش مجرد ما تمكن رفض حرية الصحافة ورفض التعددية الحزبية وحكم بمركزية "حاكم واحد يعين جميع الناس" لهذا اختلفنا معهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.