جامعة تونس المنار تحرز تقدما ب40 مرتبة في تصنيف QS العالمي للجامعات لسنة 2026    عاجل/ الاحتلال يعلن اغتيال قائدين بارزين في الحرس الثوري الإيراني..    عاجل/ ترامب يمهل ايران أسبوع لتفادي الضربات الامريكية المحتملة..    توقيع اتفاقية قرض بقيمة 6,5 مليون أورو لإطلاق مشروع "تونس المهنية"    وزير السياحة يؤكد ادماج جميع خريجي الوكالة الوطنية للتكوين في مهن السياحة    عاجل/ الداخلية الليبية تؤكد تعرض عناصرها الأمنية لهجوم مسلح داخل طرابلس..    هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟    اليوم: أطول نهار وأقصر ليل في السنة    القصرين: بطاقات إيداع بالسجن في قضية غسيل أموال مرتبطة بالرهان الرياضي    وفاة بريطانية بعد إصابتها بداء الكلب في المغرب    عاجل/ أول تعليق من المنصف المرزوقي على الحكم السجني الصادر ضده..    اليوم: عمليات جراحية مجانية لفائدة أكثر من 800 مريض تونسي    وزير الخارجية التركي يحذر من تداعيات التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران    رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق: الولايات المتحدة ستغرق إذا ضربت إيران    اكتمال النصاب القانوني وانطلاق أشغال الجلسة العامة الإنتخابية    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    وزارة الثقافة تنعى فقيد الساحة الثقافية والإعلامية الدكتور محمد هشام بوقمرة    الفنان أحمد سعد يتعرض لحادث سير برفقة أولاده وزوجته    الزيت البيولوجي التونسي ينفذ إلى السوق الأمريكية والفرنسية بعلامة محلية من جرجيس    مدنين: اختصاصات جديدة في مهن سياحية وانفتاح على تكوين حاملي الإعاقة لأول مرة    طقس السبت.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    الوجهة السياحية جربة جرجيس الأولى وطنيا وتوقعات بتسجيل أكثر من مليون زائر    كأس العالم للأندية: يوسف البلايلي أبرز المتغيبين عن مواجهة تشلسي    معركة شرسة بمحيط ترامب بين المؤيدين والمعارضين لضرب إيران    طقس اليوم السبت: أجواء صيفية مستقرة على كامل البلاد    ردّ فعل رسمي وعاجل من وزارة الخارجية بعد العثور على جثة عبد المجيد الحجري بستوكهولم    اليوم: الإنقلاب الصيفي...ماذا يعني ذلك في تونس؟    إغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري الإيراني    الانقلاب الصيفي يحل اليوم السبت 21 جوان 2025 في النصف الشمالي للكرة الأرضية    بايرن ميونخ يفوز على بوكا جونيور و يتأهّل إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية (فيديو)    أسرة عبد الحليم حافظ تُقاضي مهرجان "موازين" الدولي بالمغرب    كأس العالم للاندية.. الترجي ينتصر على لوس انجلوس الامريكي    وزير الاقتصاد.. رغم الصدمات تونس لا زالت جاذبة للاستثمارات    في اختتام مهرجان « Bhar Lazreg Hood» منطقة البحر الأزرق .. معرض مفتوح لفن «الغرافيتي»    بين طموح التميز وشبح الإقصاء .. النموذجي... «عقدة » التلاميذ !    "الستاغ" تعتذر من حرفائها..وهذه التفاصيل..    باجة: نسبة تقدم الحصاد بلغت 40%.    الأحد: فتح المتاحف العسكرية الأربعة مجانا للعموم بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث الجيش الوطني    السبت 21 جوان تاريخ الانقلاب الصيفي بالنصف الشمالي للكرة الأرضية    صحتك النفسية فى زمن الحروب.. .هكذا تحافظ عليها فى 5 خطوات    عاجل : أزمة جديدة تلاحق محمد رمضان    ارتفاع لافت في مداخيل السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج... مؤشرات إيجابية للاقتصاد الوطني    ارتفاع درجات الحرارة يسبب صداعًا مزمنًا لدى التونسيين    وزير السياحة: طلب كبير على طبرقة عين دراهم...التفاصيل    عاجل/ العامرة: إزالة خامس مخيّم للمهاجرين يضم 1500 شخصا    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    منتدى الحقوق الاقتصادية يطالب بإصلاح المنظومة القانونية وإيجاد بدائل إيواء آمنة تحفظ كرامة اللاجئين وطالبي اللجوء    التشكيلة المحتملة للترجي أمام لوس أنجلوس    "ليني أفريكو" لمروان لبيب يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يختم تربصه بإيطاليا بهزيمة ضد المنتخب الايطالي الرديف 3-1    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    بطولة برلين : من هي منافسة أنس جابر اليوم الجمعة ؟    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    أمل جديد لمرضى البروستات: علاج دون جراحة في مستشفى الرابطة.. #خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضياء السعدي: علي إيران معاملة العراق علي أساس وطني وليس طائفياً
نشر في الفجر نيوز يوم 19 - 03 - 2008

إشراف بن مراد -تونس ..لقاء الإخوة علي إيقاع الألم والجراح ذلك اللقاء الذي احتضنه حزب الوحدة الشعبية بدعوته إلي كل من ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين وثامر العبادي رئيس اللجنة القيادية لحزب الإصلاح العربي الديمقراطي العراقي للوقوف
علي الوضع العراقي بعد خمس سنوات من احتلال زعزع كيانه ودّمر مؤسساته وأسّس للفوضي والمعاناة .
لقاء جاشت فيه المشاعر الصادقة ،التي تؤكد أنّ حب العروبة مازال يسري في الدماء رغم أنف الكثيرين،إلي درجة أنّ الحضور رجالا ونساء شيبا وشبابا والضيوف معا لم يستطيعوا حبس دموعهم وهم يستمعون إلي فرقة الكرامة الموسيقية التونسية وهي تغني للعراق والوحدة ولفلسطين الأسيرة وغزة المحاصرة.
وقد افتتح الأستاذ ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين هذا اللقاء متحدثا عن الوضع في العراق قائلا:"إنّ الحديث عن الأوضاع الراهنة في العراق بعد خمس سنوات من الاحتلال يتطلب التطرق إلي عدة جوانب ذلك أن الاحتلال كان يزعم أنّ العراق له علاقة بتنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية وأنّه يمتلك أسلحة دمار شامل ثم تبّين اليوم عكس ذلك. ليتضح ويتأكد للجميع أنّ دافع غزوالعراق واحتلاله هوالسيطرة علي الثروة النفطية وإسقاط الدولة العراقية بكل مؤسساتها من أجل تعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة ضمن ما يعرف بمخطط الشرق الأوسط الكبير.لقد أراد الاحتلال من خلال العراق،باعتبار موقعه الاستراتيجي في المنطقة، توسيع سياسته لتشمل كامل الأنظمة العربية."
ويضيف نقيب المحامين العراقيين:"تهدف السياسة الأمريكية في العراق إلي اجتثاث البعث وإنهاء الوحدة الوطنية من خلال إشعال فتيل الصراعات الطائفية وإضفاء بعد إرهابي علي ما تقوم به المقاومة المشروعة التي تعمل من أجل طرد الاحتلال.فما يحدث اليوم في العراق يؤكد أنّه بلد موحد كما أنّ المقاومة تتسع لكل أطياف الشعب العراقي. لكن القيادات الطائفية هي التي أنتجت حالة من الصراع الطائفي في العراق.والحقيقة أنّ المخطط الأمريكي هوالذي أرسي هذا الصراع."
أما في ما يتعلق بالتدخل الإيراني في العراق، فيري الأستاذ ضياء السعدي أن إيران يفترض أن يكون تعاملها مع العراق علي أساس وطني وليس طائفياً هذا إذا أرادت أن تقف إلي جانب الشعب العراقي.
ويواصل نقيب المحامين العراقيين وصفه للأوضاع في العراق طيلة سنوات الاحتلال باعتبارها أوضاعا غير طبيعية نتيجة لانهيار الدولة بمختلف ركائزها وانتشار الفوضي نظرا لانتفاء سلطة القانون مما أسفر عن تتالي عمليات القتل وهوما يؤكد فشل العملية السياسية في العراق.
ويقول السعدي إنّ مصادر العنف متنوعة في العراق ولا يمكن حصرها في جهة معينة علي أنّ الاحتلال يتحمّل أغلبها.فسلطات الاحتلال تعتقل العراقيين في مراكز اعتقال معلنة وغير معلنة.وهذا ما يجعل دور المحامين العراقيين معطّلاً لأنهم لا يستطيعون معرفة مكان وجود موكليهم".
ومن أبرز ملامح حالة الفوضي التي يعيشها العراق أيضا يقول ضياء السعدي:" تفاقم العمليات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء وهذه الجثث مجهولة الهوية المنتشرة بأعداد هائلة في الشوارع العراقية. وأوضح نقيب المحامين العراقيين أن العنف في العراق يتّم إما من طرف تنظيم القاعدة أوالحكومة العراقية أوالموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية .والقصد من كل هذا تشويه المقاومة التي تعتبر حقا مشروعا لكل شعب محتل."
كما تطرق نقيب المحاميين العراقيين للحديث عن قانون اجتثاث البعث فقال:" يشكل هذا القانون آلية من الآليات التي يتبعها الاحتلال للانقضاض نهائيا علي العراق.ذلك أنّه لا يطبق علي البعثيين فقط وإنّما علي كل الوطنيين الذيّن لهم موقف من الاحتلال ويمارس من قبل أحزاب مرتبطة بالسياسة الأمريكية والمقصود منه محاربة الفكر القومي."
ويعتبر السعدي أنّ "هذا القانون يسقط الحقوق السياسية والفكرية للعراقيين .كما أنه يستهدف كوادر العراق وعلمائه.. مما يؤكد أنّه مؤامرة علي المقاومة العراقية كرّد فعل علي الاحتلال."
أما بالنسبة إلي مشروع قانون النفط والغاز، يقول :"إنّ أحد أبرز أهداف الاحتلال هوالسيطرة علي النفط العراقي..وتشير عديد الدراسات إلي حاجة الولايات المتحدة من النفط مما دفعها إلي غزو العراق قصد الهيمنة الكاملة علي مشاريع النفط العراقي بأن يصبح ملكا لدي الشركات الأمريكية لمدة قد تزيد علي 50 سنة . وفي شمال العراق عقدت الكثير من العقود في هذا الغرض.مما سيسفر عن تعطيل مسار التنمية في البلاد."
وتعرض ضياء السعدي إلي الحديث عن مدي مشروعية طلب الحكومة العراقية من القوات الأمريكية البقاء في العراق وهوما استدعي تحويل تسميتها إلي القوات متعددة الجنسيات.كما تناول في هذا اللقاء ما تقوم به الشركات الأمنية في العراق من نشر للفوضي والعنف وأكد أنّ هذه الشركات مؤلفة من عناصر من سي أي ايه والفاقدين للأخلاق.
وألّح نقيب المحاميين العراقيين في التأكيد علي مأساوية الأوضاع الإنسانية في العراق وهوما قاد إلي أكبر عملية تهجير في التاريخ الحديث ذلك أنّ أكثر من 6 ملايين عراقي مهاجر."
الأمل في المقاومة
في بداية حديثه عن الوضع في العراق، ذكّر الأستاذ ثامر العبادي رئيس اللجنة القيادية لحزب الإصلاح العربي الديمقراطي العراقي بالمسار الذي كان العراق يسير فيه قبل أن تتجه إليه الأنظار الطامعة التي لم يرق لها أن يكون العراق في بناء متصاعد ونمواقتصادي واجتماعي إذ كان يستعد لدخول بوتقة العالم الثاني. ويقول الأستاذ ثامر العبادي :"لقد رصدت القوي الدولية هذه التحولات التي كان العراق يعيشها فخططت لمنعه من هذا التطور وذلك بإدخاله في حروب عديدة واستنزاف خيراته.."
ويضيف الأستاذ العبادي أنّ" الإدارة الأمريكية اختلفت إلي قسمين بشأن الحرب علي العراق ،رغم الاتفاق من حيث المبدأ علي إسقاط النظام العراقي .فكان قسم يري أن الحرب هي الطريقة المثلي وكان يقود هذا الفريق المحافظون الجدد .في حين كان القسم الثاني يري أنّ إسقاط النظام العراقي ضرورة لكن الحرب عملية محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تشعل لهيب كامل منطقة الشرق الأوسط مما سيعود بأضرار علي الادراة الأمريكية نفسها. وقد قال مدير المخابرات الأمريكية آنذاك أنّ الرئيس جورج بوش دخل البيت الأبيض وهويحمل قرار حرب العراق في جيبه ..وهوما يؤكد أنّ الحرب علي العراق كانت اختيارية."
وتحدث العبادي عن طبيعة المعارك في العراق مسلطا الضوء علي معركة سقوط بغداد التي شهدت تفوقا ملحوظا للقوات الجوية للمحتل وهوما أدي إلي انهيار النظام العراقي بالكامل. ويضيف قوله:" لكن الادراة الأمريكية عندما خططت لغزوالعراق لم تفكر في المقاومة لأنها كانت تعرف أن العراقيين جد متعبين بعد الحصار فضلا عن ضعف الاقتصاد. وقبل الحرب أصدرت إدارة الرئيس بوش قرار رقم 24 ينص علي أنّ ملكية العراق بالكامل تعود إلي وزارة الدفاع الأمريكي. عندها اتخذ بول برايمر قرار اجتثاث البعث وحلّ الجيش وبعد خروجه صرّح أنّ هذين القرارين اتخذا في إسرائيل."
ويري العبادي أنّ أمام تصاعد المقاومة غيّرت الولايات المتحدة وجودها من احتلال مباشر إلي احتلال غير مباشر عن طريق الحكومة العراقية فأعادت السيادة للعراق حفاظا علي جنودها لأنها أيقنت أنّها غير قادرة علي تجنيد الجنود العراقيين لأن ذلك يتعارض مع القانون الدولي. من هنا عملت علي تحويل المعركة لتكون بين العراقيين أنفسهم. فشكلت أربع وزارات ميزتها القتل المبرمج للكوادر العراقية وهدم المؤسسات بتخطيط من المحتل وبمباركة كاملة من الحكومة العراقية."
كما تحدث رئيس اللجنة القيادية لحزب الإصلاح العربي الديمقراطي العراقي عن الدستور العراقيفقال إنّه دستور مشوّه فهو يؤسس لتقسيم العراق ويشوّه هوية الشعب العراقي.
وبيّن أنّ قانون الأقاليم جعل لتأكيد التقسيم علي أرض الواقع .لكن رغم الجهد الذي يقوم به المحتل إلاّ أنّ هذا القرار فاز بفارق صوت واحد.
وتعرض العبادي في معرض حديثه عن الأوضاع في العراق إلي ما تقوم به الميلشيات من ترهيب وتقتيل .فضلا عن الفساد المالي والإداري فضلا عن بروز عناصر دربت في الولايات المتحدة تولت سرقة الآثار والبنك المركزي العراقي.
وأكد أن الحكومات المتعاقبة علي العراق لم تستطع توفير أي خدمات للعراقيين وأصابتهم بالتشتت والفوضي. وهوما جعل من نقابة المحامين ملاذا لتنظيم جهود المقاومة.
وأشار إلي أنّ المشروع التحرري يجب أن يرتكز علي جناح عسكري وآخر سياسي لذلك انطلقت المقاومة في شهر ابريل 2003 في كل المناطق العراقية بقوة وعنف كرد فعل علي المهانة التي يشعر بها العراقي .وقال إنّ المقاومة متماسكة رغم ما يسعي إليه العملاء والجواسيس الذين كانوا يحاولون تثبيط الهمم بإشاعة الأخبار الزائفة التي تعظم قدرات المحتل وتدعوإلي الاستسلام.وما يلفت الانتباه أنّ كل المقاومة رغم اختلافات توجهاتها الفكرية فإنّها اتخذت من الخيمة الإسلامية غطاء نظرا لما يمثله الإسلام لدي العراقيين فحتي البعثيين لما أسسوا جيشا سموه جيش محمد نسبة إلي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلّم.
وعن تطور نسق المقاومة قال إنّ المقاومة كانت في السنوات الأولي متفاوتة ومتشابكة كما أنّ المواطنين كانوا يمارسون المقاومة وإن كانوا غير منتسبين لها وهوما زاد من إصرار وقوة الفعل الجهادي.وقد أخذت أعداد المشاركين في المقاومة تتسع من أفراد إلي تشكيلات قتالية وتنوعت هجماتها من مجموعات صغيرة تطلق النار ببنادق وقناصات إلي قنابل وعبوات ناسفة وهاونات إلي اسقاط طائرات مروحية وإطلاق الصواريخ علي المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة وإدارة الاحتلال... ومن مزايا المقاومة العراقية تطورها النوعي حيث لم تكتف بالتعلم من تجارب الشعوب التي سبقتها في مقاومة الاحتلال واعتمادها علي التدرج وثقتها بالنصر الموعود كما أن العمق الشعبي الحاضن لها عزز من صمودها واندفاعها.. لقد حققت المقاومة العراقية نجاحات عديدة أهمها إفشال المشروع الأمريكي وإرباك العدو وتكبيده خسائر بشرية ومادية حيث كانت تنفق 10 ملايين دولار في الساعة الواحدة وان التقديرات الأولية تجعل خسائرها المادية ستكون بين 2000و3000 مليار دولار.هذا فضلا عن فقدانها لهيبتها كأقوي دولة في العالم وأساءت إلي سمعتها التي كانت تفتخر بها بأنها راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويري العبادي أنه نتيجة لغياب الأجهزة الأمنية علي الحدود دخل تنظيم القاعدة إلي العراق وقد كان في البداية لا يتعرض إلي العراقيين بل إلي المحتلين والعملاء مّما ساعد علي استنهاض الهمم من أجل المقاومة والتصدي للاحتلال. لكنها في ما بعد أصبحت تطال العراقيين الأبرياء مما أحرج المقاومة نفسها.
ولاحظ ثامر العبادي أنّ المقاومة تطورت بقوة بحيث كانت تؤدي 120 عملية في اليوم وهوما جعل الرئيس الأمريكي جورج بوش يصرح ذات مرة أنّ مستقبل الولايات المتحدة يعتمد علي ما يحدث في شوارع بغداد.مما استدعي تكاثف المقاومة وتأسيس إعلام يتميز بالصدق في بياناته فلا يدعي فصيل ما قام به فصيل آخر.وأكد الأستاذ العبادي أن المقاومة نجحت في تفتيت مجالس الصحوات التي تعاونت مع المحتل بتعلة محاربة تنظيم القاعدة وإيران.
وعن الصحوات يقول الاستاذ العبادي:"بعد أن فشلت قوات الاحتلال وأجهزة الحكومة في تحقيق الأمن في المناطق الساخنة شكلت مجالس الصحوة لتقاتل نيابة عن قوات الاحتلال ولتتفادي الضربات الموجهة لها فضلا عن الأهداف التي يتوخاها من كل ذلك هو استقطاب أكبر عدد من الشباب إلي هذه المجالس وتعطيل دورهم الوطني في مواجهة الاحتلال وتداعياته مستغلا الوضع المأساوي والمادي لسكان المناطق الساخنة ذات المستوي المعيشي المتدني بسبب الظروف الأمنية القاسية التي عطلت الحياة وكل ذلك من أجل هدف أساسي هو احتواء المقاومة وتحويل هدفها من مقاتلة العدو والمطالبة بخروجه إلي مقاومة التيارات المتطرفة الممثلة في تنظيم القاعدة وإن تشكيل ما يسمي بمجالس الصحوة ليس إلاّ شكلا من أشكال الإيهام والتضليل الذي تعتمده الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من ممارساتها وقناعا آخر لتمويل مخططاتها فالإرهاب الذي يدعو المحتل لمحاربته هو الذي جاء به ووجوده مرهون بوجود الاحتلال."
وأبرز الأستاذ العبادي أنّ المقاومة تسعي إلي تحرير العراق وإعادة السيادة المفقودة والمطالبة بتعويضات لما لحق بالعراقيين من عنف ودمار علي جميع المستويات. ويري أنّ المقاومة العسكرية مازالت في اتساع ممّا جعل الولايات المتحدة تفكر في استحالة تحقيق نصر عسكري لذلك بدأت في استشارة مراكز دراسات متخصصة عن كيفية الخروج من هذا المأزق كما أصبح الرأي العام الأمريكي يمارس نوعا من الضغط علي الإدراة الأمريكية لخروج قواتها من العراق. وقال:" لقد أفشلت المقاومة المشروع الأمريكي المتمثل في الشرق الأوسط الكبير لانّ الإدارة الأمريكية كانت تهيئ لاحتلال أنظمة أخري في المنطقة. وقد تكبدت الولايات المتحدة خسائر مادية جسيمة لم تكن تتوقعها. كما أفشلت المشروع الإقليمي الطائفي.. وهو ما يؤكد أنّ الولايات المتحدة لم تكن تعرف الشعب العراقي جيدا مما جعلها تعتمد علي أحزاب طائفية وعنصرية. وفي هذا الصدد، قامت الأحزاب الكردية بإدخال إسرائيل إلي العراق في حين أدخلت الأحزاب الطائفية إيران وهوما دفع البعض إلي القول إنّ النفوذ الإيراني أقوي من النفوذ الأمريكي في العراق."
وفيما يتعلق بالنفط العراقي، قال الأستاذ ثامر العبادي إنّ العراق بحوزته بحيرة نفطية ذلك أنّ الاحتياطي العراقي من النفط يفوق 130 مليار برميل إضافة إلي حقول واسعة من النفط والغاز مازالت غير مستغلة إلي اليوم. وهوما جعله يهتم بصناعة النفط إذ أدرك انه سلعة سياسية واستراتيجية وعسكرية هامة وجب استغلالها فقام سنة 1961 بتأسيس شركة نفط وطنية .وفي هذا الصدد ذكّر الأستاذ العبادي بالسياسة التي اتبعها الرئيس الراحل صدام حسين حيث كان يعمل علي اكتشاف آبار جديدة وتطوير الصناعة النفطية العراقية.لكن بفعل مطامع الإمبرياليين تحول النفط من نعمة إلي نقمة."
ويختتم الأستاذ العبادي حديثه معربا عن تفاؤله من انتصار المقاومة وعدم تقسيم العراق قائلا:" علي الرغم من أنّ الإدارة الأمريكية التي تسعي بدافع من الكيان الصهيوني إلي تقسيم العراق وهو مشروع تم اقتراحه منذ السبعينات. إلا أني واثق من أنّّ الشعب العراقي متمسك بوحدته وهو صعب المراس وأعتقد أنّ العراقيين قد استوعبوا المرحلة وأصبحوا يرفضون الفدرالية وهوما يؤكده آخر اجتماع ل600 شيخ عشيرة الذي انعقد مؤخرا حيث طالبوا برفض التقسيم لانّ العراقيين سنة وشيعة متصاهرون ففي نفس القبيلة نجد سنة وشيعة لذلك فانّ الحديث عن صراع طائفي في العراق ليس صحيحا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.