الجزائر:أدرج القضاء الجزائري ملفات «جهاديين» جزائريين رحّلتهم باكستان بطلب من أجهزة الأمن الجزائرية، لبدء محاكمتهم قريباً، بينهم بولغيثي بوبكر الذي يتهم بأنه «الوسيط التجاري» لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.ويتهم بوبكر الذي سلمته الاستخبارات الباكستانية بعلاقات مفترضة مع كبار رموز المقاتلين العرب الذين أسسوا «القاعدة»، وعلى رأسهم بن لادن. وسيحاكم في السادس من ايار (مايو) المقبل، على رغم تبرئته أمام محكمة جزائرية في العام 2007، إذ طعنت النيابة العامة لدى المحكمة العليا، فأعيد الملف مجدداً إلى القضاء. وسافر المتهم إلى السعودية عبر مالي العام 1986، وعمره 16 سنة، من دون أن تكون لديه نية للالتحاق بالمقاتلين العرب ضد القوات الروسية التي كانت على أبواب أفغانستان، بحسب أقواله في المحاكمة الماضية. ويؤكد أن هناك وقائع عدة في ملف إحالته «تثبت حسن نيته ورغبته في العودة إلى الجزائر، لكن ظروفاً حالت دون ذلك». ويشير إلى أنه بعد سفره إلى باكستان التحق بمعسكرات التدريب التي كانت تشرف عليها الحكومة، حيث تلقى «تدريباً نظرياً يتعلق بكيفية تسيير القوافل التي كانت تنقل مساعدات إنسانية، وليس حمل السلاح بسبب صغر سني». وعن علاقته المفترضة بتنظيم «القاعدة» العام 1989، قال إن «القاعدة لم تتأسس حينها، بل في نهاية التسعينات»، وإن أشار إلى بيانات وزعت في مدن باكستانية آنذاك «للالتحاق بتنظيمات جهادية يعتقد أن القاعدة انبثق منها». وأضاف أنه سأل المسؤولين عنه في مركز الإغاثة آنذاك عن هذه الإعلانات، «ونُصحت بعدم الانصياع وراءها، من دون أن تكون لدي نية للانضمام إليها». لكن ملف بوبكر يشير إلى أنه «نسج علاقات متشابكة مع أبو فرج الليبي المعروف بأنه كان الرجل الثالث في القاعدة (اعتقلته الاستخبارات الباكستانية وسلمته إلى الولاياتالمتحدة العام 2005)، ومع أبو طلحة السوداني المكلف تسيير أموال بن لادن في السودان، من أجل تغطية نفقات أسر وأبناء من تبقى من المقاتلين العرب هناك بعد خروج بن لادن في منتصف التسعينات». وبين الاتهامات الموجهة إليه أنه «تولى تسيير معاملات تجارية مكثفة لمصلحة أشخاص لهم علاقات مفترضة بالقاعدة، بهدف تمويل التنظيم وعائلات أفراده بمختلف التجهيزات والأدوات الطبية والزراعية وحتى الملابس». لكن المتهم أكد أنه أقام «تجارة خاصة وحرة»، وكان في بدايات ظهور «القاعدة» يعمل «في مركز إنساني جديد أسسته الحكومة الكويتية، في موازاة عملي بالتجارة». وحين سُئل عما إذا كانت له علاقات بجماعات إرهابية في الجزائر، قال: «كنت أتأسف لما نراه في الأخبار طيلة سنوات التسعينات، فلم أرتبط بأي علاقة مع أحد، ولم أكن في القاعدة ولا أي حزب سياسي، بل لم أشعر أبداً بأنني متعاطف مع من أثاروا العنف في الجزائر». وأكد أمام المحكمة أنه «بعد انسحاب الروس، تأزمت الأوضاع في بيشاور الحدودية مع أفغانستان، فعدت إلى مدينة لاهور التي تزوجت فيها... وفي العام 1992 تمكنت من جلب والدي إلى باكستان وأحضر معه وثائقي للتقدم بها إلى السفارة الجزائرية في باكستان من أجل تسوية وضعي والعودة إلى الجزائر، لكن الرد تأخر ما أزم وضعيتي أكثر». الحياة - عاطف قدادرة