بوزيد النصيري ..تعداد السكن والسكنى المقبل سيعتمد كليّا على السجلات الإدارية    شربان: بعد فرز وعدّ الأصوات أوّليا...التّصويت على رفض سحب الوكالة من نائب محلّي بالقواسم الغربية    رئيس البرلمان يؤدي زيارة الى الجزائر    البيت الأبيض يكشف تفاصيل خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة    قتيلان بجيش الاحتلال و أكثر من 11 مصابا في كمين للمقاومة في غزة    ميناء رادس: تستهدف التلاميذ والأحياء الشعبية ...حجز 572 كلغ من «الزطلة»    طقس الليلة    الباحث في الجغرافيا الفيزيائية رياض بوعزيز...هذا ما يتهدّد قرقنة مناخيا    المربي حبيب الزاوي ..رجل تعليم شغوف بالثقافة وتنمية السياحة في منطقة بوهلال    صورة وذكرى : صورة عمرها 86 عاما من المدرسة القرآنية الأدبيّة بصفاقس    بين المخدرات والتوظيف الإيديولوجي وتفكيك الوعي: حتى لا يكون التلميذ في مهبّ الصراعات السياسية    وزيرة الصناعة تلتقي المديرة العامة الجديدة لشركة "طوطال انرجي تونس    الجامعة التونسية لكرة القدم تستقطب الثنائي وسيم سلامة ونجد عجرود    عشاق القهوة... هذا هو التوقيت الأمثل لشربها لصحة القلب!    بنزرت: الشركة الجهوية للنقل تتسلم 05 حافلات جديدة    أين وصلت أشغال مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة؟    سيدي حسين : إيقاف مروج مخدرات بالوسط المدرسي محكوم ب240 سنة سجنا ومحل 101 منشور تفتيش    الاجتماع الإقليمي الأول لبرنامج اليونسكو الهيدرولوجي الحكومي بمنطقة المغرب العربي ينعقد بتونس    استعدادات تونسية للمؤتمر الوزاري للفرنكفونية ومحادثات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة    المسرح البلدي يستهل أنشطته يوم 8 أكتوبر بسهرة "دروب السلام" لأوركستر قرطاج السمفوني    اتصالات تونس توقّع اتفاقية شراكة مع البطل العالمي أحمد الجوادي    4.5 بالمائة من الأطفال خارج المنظومة التربوية في تونس (المعهد الوطني للإحصاء)    تونس تحتضن الدورة الدولية لكرة الطاولة شبان من 8 الى 11 اكتوبر بمشاركة 145 لاعبا من 20 دولة    إستعدادا لتصفيات المونديال: الناخب الوطني سامي الطرابلسي يعقد ندوة صحفية    مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تفتتح الموسم الثقافي لمؤسّسة المسرح الوطني التونسي    عاجل: إيقاف المرأة التي نشرت صورها بالزيّ الأمني    عاجل/ وسط توقعات باعتراضه بداية من الليلة: هذا موعد وصول أسطول الصمود الى غزة    عاجل/ بلاغ هام للمشاركين في هذه المناظرة..    ينتقل عبر الحيوانات: تسجيل أول حالة وفاة بهذا الفيروس في موريتانيا.. #خبر_عاجل    عاجل - يهم ''التوانسة '': الأسبوع الأخير لتسوية وضعية التجنيد    شنوّا صاير في المغرب؟ و شكونوا جيل Z 212 اللي حرّك الشارع؟    عاجل : 150 ألف تونسي غادروا البلاد في الخمس سنوات الأخيرة    سعيد السايبي مدربا جديدا لنادي الصداقة الليبي    إجلاء ركاب سفينة ضمن "أسطول الصمود"بعد تعرضها لعطل    بطولة العالم "نيودلهي": محمد نضال الخليفي في نهائي سباق 400 متر    اطار بنكي يستولى على أموال الحرفاء..!!    وزارة الفلاحة: خطة عاجلة للتوقي من الحشرة القرمزية في نابل والقصرين    الدورة الثانية للصالون المهني في الصناعات التقليدية تنعقد من 6 الى 12 اكتوبر 2025    مفزع بالأرقام..ارتفاع معدّلات الطلاق في تونس..    الجمعية التونسية لطب العائلة تنظّم المؤتمر الطبي العائلي يومي 4 و 5 أكتوبر القادم بالعاصمة    الرابطة الأولى: برنامج الدفعة الثالثة من مواجهات الجولة الثامنة ذهابا    الدورة الخامسة لصالون التشغيل في تونس يومي 2 و3 اكتوبر المقبل    عاجل وهام للتوانسة: الوكالة التونسية للإنترنت تفتح باب الترشح ل 11 وظيفة    طفل ال14 سنة يتعرض لمحاولة "براكاج"..وهذه التفاصيل..    الدورة العاشرة من    عاجل/ رئيس الغُرفة الوطنيّة للقصّابين يحسمها ويكشف حقيقة التخفيض في سعر لحم العلوش الى 40 دينار..    البطولة الإيطالية : ميلان يتغلب على نابولي بهدفين لهدف ويقفز للصدارة    Titre    عاجل/ أسطول الصمود يقترب من غزة .. وهذه الدولة ترسل سفينة حربية لمرافقته..    إيران تعدم أحد أبرز جواسيس الموساد: خفايا اختراق قواعد البيانات الحساسة    18 شهيدا برصاص وقصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة..#خبر_عاجل    أنفلونزا أم كورونا.. كيف أفرّق عند الإصابة بالفيروسات المتشابهة؟    فنان عربي مشهور ينجو من حادث سير... وهذا ما قاله..    النِّسرُ والحَيّةُ    سامي بن عامر يعرض 35 لوحة من أعماله الجديدة في قصر خير الدين    في تعاونهما الأول: درة زروق تشارك أحمد العوضي بدراما رمضان    انطلاق التسجيل في البرنامج العلمي للجمعية التونسية للعلوم الشرعية – فرع المرسى    قبل ما تبدا خدمتك.. هذا الدعاء يجيبلك التوفيق والرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غنيسات فلسطينية : توفيق أبو شومر
نشر في الفجر نيوز يوم 24 - 04 - 2010

منذ مدة وأنا أتابع الأرقام (الغينسية) الفلسطينية ( نسبة لكتاب غينس في الأرقام القياسية) وهي إحدى البدع الغريبة والعجيبة التي تحدث عندنا، في وطننا المنهوب والمحتل والمنكوب في أبنائه ، وفي محتليه، وفي ظروفه الشاذة.
فهو يشكو من الفقر والإغلاق والمطاردة وضيق ذات اليد ، وهو في الوقت نفسه يُصر على أن يدخل في موسوعة غينس للأرقام القياسية ، ليس في عدد سجنائه ،وليس في عدد الحواجز والسجون، ولا في النساء اللاتي وضعن مواليدهن على الحواجز ، ولا في عدد البيوت التي دُمرت في يوم واحد، ولا في الطلاب الذين يدرسون فوق أنقاض بيوتهم !
ولم يدخل أرقام غينس في عدد العاطلين عن العمل ، أو عدد الخريجين الباحثين عن وظائف ، ولم يدخل الموسوعة، في عدد الشباب المهاجرين منه، ولم تسجِّل له الموسوعة القياسية عدد أيام الحصار ، وحتى أنه لم يُسجل كأول أمة في التاريخ تعتاش على أنفاق تحفرها تحت الأرض، ولم ندخل التاريخ، أو يسجل لنا التاريخ براءات اختراعات الحصار ، كصنع مواقد تعمل على الوقود الرديء أو على النار ، أو على استقطار الغازات والكحول من النفايات!
وحتى أننا أغفلنا الميزة النادرة لنا ، وهي حكومتان بوزارتين مختلفتين لوطن بلا بوطن ، وبلد بلا حدود، ودولة نصفها محتل ، والآخر أيضا محاصر ومحتل
وإنما دخلنا موسوعة غينس من أوسع أبوابها، فقد سجلنا أروع الإنجازات بعد أن أعددنا أكبر (صواني الكنافة النابلسية) ثم فُتِحتْ شهيتنا بعد على الموسوعة الأكلية ، فتفوقنا في أكبر صحون الحمص في العالم ، وها نحن نستعد لصنع أكبر رغيف مسخن لنحتكره باسمنا لنصبح من أكبر منتجي أطباق الطعام ، ونحن في الوقت نفسه نشتكي الفقر والعوز والحصار والجوع!
وما أزال أذكر في بداية الألفية أننا تعرضنا لإغلاق وحصار طويل، فتوقفت المرتبات، وقد قرأت خبرا في صحيفة فلسطينية ترصد تجارة المصوغات الذهبية ، فقد رصدت يومها طنا من المصوغات الذهبية خلال شهور كمصوغات للعرائس في ثنايا وطننا الذهبي الغالي !
علّق أحد الساخرين على استغرابي السابق قائلا:
إنه التحدي يا صديق فنحن نتحدى الجوع بالإسراف في إعداد الطعام ، وسوف نتحدى الحصار بصنع أكبر وأطول كوفية في العالم أيضا، ثم نتدرج لنصنع أكبر عقال وأضخم جلابية، وأغلى عباءة من الذهب الخالص .
وأضاف: إن الوطن مليء بما يمكننا أن نفعله ، فما دمنا عاجزين عن الإبداع في فنون الاختراعات، وتكنولوجيا العصر، فليس أمامنا سوى التفوق فيما نملكه ونستطيعه ، وأنا أقترح أن تكون المسابقات التالية والتي لا يمكن لأحد أن يتفوق فيها غيرنا مثل:
مسابقة قياسية في استهلاك الفلفل الحار بأنواعه، والفسيخ بأنواعه، وإعداد أسمن رغيف، يصل طوله من معبر رفح إلى معبر بيت حانون.
أليست الأسرة التي سمعتُ عنها في مخيمات غزة تقتات على أكياس حليب البودرة طوال أسبوع، هي الجديرة بأن تدخل الأرقام القياسية، فالأسرة تلك مكونة من ستة أفراد، تصنع من الحليب كل المشتقات، لأنها لا تملك غيره، وتقتات على هذه المشتقات معظم أيام الأسبوع!
ولماذا لم يتقدم أصحاب مزارع الزيتون ممن اقتلعت أشجارهم ، أو رؤساء البلديات التي تُقتلع فيها الأشجار، ليسجلوا عدد الأشجار التي تقتلع يوميا في كتاب غينس الشهير كأندر حالة عالمية، يقوم فيها محتلون بسلخ جلد الطبيعة وطبقة الخضرة التي يسعى العالم كله لزيادة رقعتها؟
أم أن هذا لا يدخل في نطاق سلطات كتاب غينس للأرقام القياسية، فالأرقام السابقة هي مواضيع سياسية متنازع عليها!
فالمسموح فقط للفلسطينيين هو أن يسجلوا إبداعاتهم في مجال واحد فقط وهو التبذير والإسراف في وطن يشكو للعالم من الجوع والفقر؟!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.