غزة:تأزمت العلاقة اكثر بين الجبهتين الشعبية والديمقراطية الفصائل اليسارية في منظمة التحرير، وبين حركة حماس التي تحكم قطاع غزة على خلفية دعوة الجبهتين لاحتجاجات سلمية ضد الضرائب التي تفرض على سكان القطاع، الامر الذي اعتبرته الحركة امرا يستهدف 'حالة الاستقرار'. وفي اطار الخلاف بين الطرفين قال النائب جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ل'القدس العربي' ان الجبهة 'بدأت فعليا في الاحتجاج على فرض الضرائب'، لافتا الى ان تنظيمه الذي اصدر قبل يومين بيانا يستعد لتنظيم 'احتجاجات سلمية'. ونفى مجدلاوي ان يكون للجبهة الشعبية أي خطط ل'الاصطدام مع حماس في الشارع'، لافتا الى ان تنظيمه 'عقد في اوقات سابقة لقاءت مع قيادات حماس (في مواقعهم الرسمية) لبحث كيفية التعاون في تخفيف معاناة سكان القطاع المحاصر. وانتقد مجدلاوي بشدة ردة فعل حركة حماس على مطالب تنظيمه التي جاءت في بيان مندد بالضرائب، لافتا الى ان عددا من اعضاء الجبهة الشعبية 'تعرضوا للاعتقال والضرب واشكال اخرى من القمع'. لكن مجدلاوي اكد ان الجبهة الشعبية 'ستواصل نضالها السلمي في الشارع'، واشار الى ان هذه الاحتجاجات ستبدأ ب 'ورشات عمل، ثم تنظيم لقاءات موسعة يشارك فيها المتضررون من فرض الضرائب'. وعبر عن امله في استجابة حماس للمطالب بوقف الضرائب، مذكرا ب'عام العسرة' الذي اوقف فيه الخليفة عمر بن الخطاب تنفيذ الحدود. ورفض مجدلاوي اتهامات حركة حماس لتنظيمه بانه رضخ ل'المال السياسي ويعمل لخدمة حكومة رام الله لنشر الفلتان الامني في غزة'. واشار الى ان الجبهة الشعبية 'واجهت اخطاء حكومة رام الله اكثر من حركة حماس'. وفي السياق دعت الجبهة الديمقراطية في بيان لها الى 'حركات شعبية واحتجاجية سلمية'، لوقف عملية فرض الضرائب التي قالت انها 'تضغط على كاهل الفئات الاجتماعية الفقيرة'. واعربت عن 'قلقها' ازاء الاجراءات التي اتخذتها حكومة حماس بفرضها الضرائب والجمارك على المواطنين والسلع وسيارات النقل الملاكي والمحال التجارية بما فيها المحدودة التي تعيل اصحابها من اجل تأمين لقمة عيشهم في ظل تفاقم نسب الفقر والبطالة وعدم توفر فرص عمل بفعل الحصار والاغلاق المفروضين على غزة. وادانت الجبهة الديمقراطية ب'زيادة الضرائب والرسوم والسماح باطلاق العنان للارتفاع غير المسبوق في الاسعار مع ازدياد تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية'. واشارت الى ان فرض الضرائب على التجار واصحاب المحال التجارية 'استهتار بالمواطنين وحالاتهم الاجتماعية'. ومن جهتها وصفت حركة حماس ما ذكرته الجبهة الشعبية في بيانها المندد بالضرائب بانها 'اشاعات'. ووصف فوزي برهوم الناطق باسم حماس ما جاء في البيان بانه تحريض 'يهدف لضرب حالة الاستقرار والامن في قطاع غزة'. وانتقد برهوم موقف الجبهة الشعبية الذي قال انها تسكت على اعتقال قيادتها من قبل اجهزة الامن في الضفة، وعلى منعها من اقامة المهرجانات اضافة الى منعها من حق المقاومة في حين 'تشن هجوما على حركة حماس'، التي تمنحها وفق برهوم 'الحرية الكاملة للتعبير في غزة وتقوم بكل انشطتها وفعالياتها'. ووصف برهوم موقف الجبهة بانه 'استغلال للمساحة الواسعة للحريات الممنوحة في غزة'، مؤكدا ان توقيت هذا البيان 'لا تخدم بالمطلق مصالح المواطن الفلسطيني بل يتساوق مع كل الاصوات المنادية بتوتير الاجواء وتأليب الرأي العام'. يشار الى ان حكومة حماس في غزة فرضت مؤخرا ضرائب ورسما على اصحاب المحال التجارية والسيارات والتبغ والوقود، لكن الحكومة قالت ان ما شرعت باقراره هو نظام ضريبي كان معمولا به طوال السنوات الماضية. واتهمت وزارة الداخلية في حكومة حماس في بيان تلقت 'القدس العربي' نسخة منه ما يقال حول الضرائب بانه 'اشاعات ومغالطات تهدف الى تشويه الحكومة'. ونفت الوزارة ان تكون الحكومة في غزة استولت على منازل تعود ملكيتها لمواطنين، او شرعت بمنع احد من السكان بالسفر، ودافعت عن قرار تحويل مركبات خصوصية الى اجرة. وذكرت ان ضريبة السجائر فرضت باقل مما كانت عليه في السابق، والتي لا تزال تجنى في الضفة الغربية. ولفتت الى ان الخطوة جاءت ل 'الحد من ظاهرة انتشار التدخين وخاصة بين الاطفال الذين وجدوا ان السجائر رخيصة الثمن يسهل الحصول عليها'. وكانت الجبهة الشعبية انتقدت في بيان سابق لها ما اسمتها 'الممارسات والسلوكيات' التي اتخذتها حكومة حماس ب 'التشدد في تحصيل الجمارك والضرائب وفرض اجراءات ضريبية مستحدثة'. واشارت الى ان زيادة الضغوط والاعباء على المواطنين في ظل هذا الواقع الاقتصادي 'سيولد مشاكل وامراضا اجتماعية وسيساهم في اندفاع الشباب من جماهير شعبنا نحو الهجرة، وربما يدفع المجتمع للتمرد على هذه السلوكيات بل الانفجار في وجه مرتكبيها'. 'القدس العربي' من اشرف الهور