(1) عامان و ستون حولا معها ونحن نحاول إقناع هذا الذي حولنا أن المدى نكبة ...نكبة الأهل الذين يسلمهم قهر السكوت إلى تيههم الموثق بالأسود والأبيض الحزين .....عامان وستون حولا معها و نحن نبكي بصمت العجز أمام صراخ الذين ادعوا علينا بظلم لم نكن طرفا في اقترافه ...عامان وستون حولا ونحن ننوح بدمع لا يحرق قلب الذين لا تحس قلوبهم إلا بدمع تصوره "عقدة ذنب" لم نقترفه ...عامان وستون حولا معها ترشحنا " قباضاتهم " لدفع خطايا حساب " تلمود" لم نقراه ....عامان وستون حولا والجرح في " خواصرنا " التي لم ترقص على جثة احد منهم ولم تشهد على اختناق " حناجرهم " بغاز لم يخرج من " جب " أهلنا ....عامان وستون حولا معها ونحن ننزف دمنا الذي لم يرفع احد عقيرة " شرعيته الدولية " كي يقول ...اشهد أن هذا " دم " ....عامان وستون حولا ورأس استعمارهم القديم والجديد ...والجديد المتجدد " عولمة " ....ينكر عراء عورتهم أمام عراء صدورنا المفتوحة إلى قذائف طائراتهم الموعودة إلى غنيمة أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ...كفر قاسم ...دير ياسين ...صبرا ...شاتيلا ...حمام الشطغزة ...بيروت ...عامان وستون حولا بعدها ..هل هذا " استقلالهم " أم ..." نكبتنا " ...يا إلاهي كم تبدو المسائل عسيرة إلى هذا الحد ...من لنا بكتابة شيء ...شيء ...ولو يسير ...عن " المسألة " العربية ...نعم عن" المسألة" التي يمر عليها الآن عامان تماما بعد الستين ... (2) كنت صغيرا ...ذات يوم ...عندما أمسكت كتفي جدي ..."خضخضت" كتفيه الواهنتين ...لماذا تركتمونا للعراء يا جدي ...كان وجه جدي" شاحبا كالقمر "...لماذا يا جدي ...لماذا ...تركتموهم للعراء ...لم اقل في المرة الثانية ...لماذا تركتمونا ...كنت " واعيا " بما يقتضيه ..."حياد " السؤال ....كان وجه جدي .. "شاحبا " كشمس تخفيها كثابين هزائمهم .... كانت صغيرة "نور " ..." نور بوعجيلة " ...كانت صغيرة ذات يوم وهي تخض راسي ...و تقول ...كانت تقول ...وهي تشاهد دم الرضيعة " إيمان حجو " ...كانت تشاهد دم أصدقائها " في الإنسانية " ..هههههه ...في الانسانية ..." محمد الدرة " ..." نعيم " ..."أنيس " ..." أكرم " ...كانت صغيرة ذات يوم ...قالت ...كما قال " عمها محمود درويش " ...لماذا يا أبي ....لماذا ...تركنا الحصان وحيدا ....لماذا تركنا " تماسيح الدم " تنفرد ببحيرة البجع الوديع ...أبتاه من ترك الأرانب الجميلة تتراكض مفجوعة تحت حوافر " بقرتهم السوداء " لونها داكن لا يسر الناظرين ..."عامان وستون حولا معها يا أبي" ... قالت الطفلة ذات يوم ..".ولم يقرا احد لهم "سفر السلام " ولا " إصحاح العودة " ولا " سورة الحب " ....آه يا وحدهم ...عامان وستون حولا ويا وحدهم" ... كنت تماما كجدي ...شاحب الوجه مثل قمر تغطيه هزائم هؤلاء الذين أسكتونا كي يعلو صوت المعركة ...وكي يعلو صوت اولئك الذين أخرسونا كي يصنعوا سلام الشجعان ... (3) عامان وستون حولا بعدها ولا شيء يقنعنا أن هناك ما يقنعنا ...هذا عالم مقلوب لا يقنعنا ...نحن نحب أن نقتنع لو تم إقناعنا بما يمكن أن يقنع ....لكن عامين وستين حولا بعدها لم تقنع أحدا في هذا العالم أن هناك ما يقنع ...من يتطوع للإقناع ...أكيد أن أحدا لن ينتظر كثيرا كي يقتنع ...