أكدت نشرة خاصة بالمعلومات الإستخبارية أن تركيا واسرائيل تتجهان إلى فك التحالف العسكري الذي عقداه قبل ستين عاما وجعل من أنقرة الحليف الرئيس لاسرائيل في المنطقة. وقالت نشرة "أنتليجنس أون لاين" التي تصدر بالفرنسية والإنكليزية من باريس في عددها الأخير، "إن للأزمات الدبلوماسية المتكررة بين أنقرة وتل أبيب وجها آخر خفيا يتمثل بقرب إنهاء التعاون العسكري والإستخباري بينهما، خصوصا بعد ضرب كبار الضباط الأتراك الذين كانوا يقودون التعاون العسكري مع اسرائيل، في أعقاب اكتشاف ضلوعهم في مؤامرة لقلب حكومة "حزب العدالة والتنمية" برئاسة رجب طيب أردوغان. ولمحت النشرة التي يُحررها مسؤولون سابقون في جهاز "شاباك"، إلى أن فرنسا قد تحل محل تركيا في مجال التعاون العسكري الجوي مع الدولة العبرية. وكشفت أن "التدريبات المشتركة بين القوات الجوية الفرنسية والإسرائيلية تكررت في الفترة الأخيرة، لكن في ظل التكتم". وأشار محررو الخبر أنهم لاحظوا وجود عناصر من سلاح الجو الإسرائيلي في مركز التدريب في منطقة لاند Landes، حيث كانوا مرفوقين بحراس من السفارة الإسرائيلية في باريس. وفي سياق متصل، أفادت النشرة أن مجموعة "جينال إينرجي" النفطية التركية، التي منحتها حكومة كردستان العراق، بزعامة مسعود برزاني، عقودا حصرية لاستثمار النفط في المنطقة، تستعد للتسجيل في بورصة لندن بعد اندماجها مع مجموعة "هيريتدج" Heritage الكندية. وأكدت أن هذه الخطوة "ستُعزز استقلال الإقليم (عن العراق) وتفتح الأسواق المالية العالمية أمام السلطات الكردية، بدعم مشترك من الولاياتالمتحدة واسرائيل". جدير بالذكر أن هناك 60 معاهدة سارية المفعول للتعاون المشترك بين تركيا واسرائيل في قضايا الأمن والعسكر. وقد تحدثت مصادر تركية في وقت سابق أن هذه المعاهدات كانت في حالة خطر بسبب تأزم العلاقات السياسية بين إسرائيل وتركيا، خصوصا في فترة "عملية الرصاص المسكوب". وقد بذلت جهود خارقة من باراك ومسؤولين إسرائيليين آخرين لإعادة المياه إلى مجاريها، لكن إهانة السفير التركي في تل أبيب في مكتب نائب وزير الخارجية داني أيلون، أعادت العجلة إلى الوراء. والمعاهدات المذكورة تتعلق بعدة صفقات أسلحة وخدمات تبيعها إسرائيل إلى تركيا، بينها: تزويدها ب 10 طائرات تجسس مقاتلة بلا طيار من طراز "هارون" الإسرائيلية الصنع، وتحديث طائرات "فانتوم" التركية المقاتلة في مصانع شركة سلاح الجو في تل أبيب، وتحديث دبابات تركية قديمة، وتعاون أمني واسع في إطار ما يسمى ب "مكافحة الإرهاب"، وتدريبات مشتركة على القتال، جويا وبحريا وبريا، وتدريبات مشتركة على الإنقاذ وتزويد الجيش التركي بأجهزة اتصال ذات تقنية إليكترونية حديثة، وتبادل المعلومات في مجال الأمن وغيرها. وحينها قال وزير الدفاع التركي محمد وجدي غونول: "إن هناك علاقات تحالف استراتيجي بين البلدين ما دامت مصالحهما المشتركة تتطلب ذلك"، مضيفا "نحن لا نستخدم كلمة (تحالف) حتى لوصف علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة، أكبر أصدقاء إسرائيل، ولذلك فعندما يستخدم قادة تركيا هذا التعبير، وتركيا تعتبر دولة كبرى في الشرق الأوسط، فهذا يعني الكثير". القدس الأحد مايو 16 2010