الرباط:يتنافس على توثيق العقود في المغرب نوعان من الموثقين هما العدول الأقدم وجودا والأشد ارتباطا بالشريعة الإسلامية، والموثقون حديثو العهد نسبيا وأصحاب العلاقات الخارجية الواسعة.ويختص العدول بالأحوال الشخصية للمغاربة والمسلمين، في حين ينفرد الموثقون بعقود الأحوال الشخصية للأجانب.
الشريعة الإسلامية ويرى رئيس الهيئة الوطنية لعدول المغرب محمد البوريني في حديث للجزيرة نت، أن الطابع الديني لصفتهم المستمدة من باعهم الطويل في الشريعة الإسلامية يشكل مصدر فخر ومسؤولية معا.
ويقوم العدول بكتابة جميع أنواع التصرفات العقارية والمدنية والتجارية والأحوال الشخصية والميراث، كما أنهم ينظمون دورات وملتقيات ثقافية وعلمية حول مهنتهم وعلاقاتها المستحدثة مع القوانين الجديدة والهيئات المدنية والرسمية.
ويفتخر العدول أيضا بأمرين، الأول هو كتابة ميثاق بيعة ملك المغرب محمد السادس عقب اعتلائه عرش البلاد عام 1999، والثاني معركة طويلة خاضوها مع وزارة العدل توجت بكسب الاعتراف القانوني بصفة الهيئة الوطنية لعدول المغرب في أبريل/نيسان عام 2006.
ويبلغ عدد عدول المغرب نحو أربعة آلاف وخمسمائة في جميع أنحاء البلاد، غير أنهم شعروا بالمنافسة الشديدة حين زاحمهم الموثقون الذين ظهرت مهنتهم مع الاستعمار الفرنسي يوم 4 مايو/أيار عام 1925.
" يعترف بن جلون أن فرنسا هي التي جلبت مهنة التوثيق معها وجعلتها حكرا على ذوي الجنسية الفرنسية، لكن المغرب أصدر منذ عام 1973 قانون "مغربة الشركات والمهن الحرة" فصار التوثيق منذ ذلك الحين مفتوحا أمام المغاربة " الاستعمار والتوثيق ويبلغ عدد الموثقين في المغرب حوالي سبعمائة موثق عامل، وثلاثة آلاف موثق متدرب وأربعة آلاف مستخدم، حسب معطيات قدمها للجزيرة نت أمين فيصل بن جلون رئيس الغرفة الوطنية للتوثيق العصري.
ويرد بن جلون على ارتباط التوثيق العصري بالاستعمار معترفا أن فرنسا هي التي جلبت هذه المهنة معها، وجعلتها حكرا على ذوي الجنسية الفرنسية، لكن المغرب أصدر منذ عام 1973 قانون "مغربة الشركات والمهن الحرة" فصار التوثيق منذ ذلك الحين مفتوحا أمام المغاربة.
وينفي بن جلون أي خصومة مع العدول، مؤكدا أن هناك بعض المجالات التي تميز الفريقين، وهي أن الموثقين ينفردون بكتابة الأحوال الشخصية للأجانب في المغرب من زواج وطلاق ووفاة وميراث.
كما ينفرد العدول بكتابة الأحوال الشخصية للمسلمين في المغرب دون الموثقين.
وعقد الموثقون اجتماعهم العام في الثامن من سبتمبر/أيلول 2007، واتفقوا على ميثاق عملهم وأخلاقيات مهنتهم، ومن أهم ما جاء فيه إنشاء مجلس تأديبي للموثقين، وتوقيع اتفاقية شراكة مع مؤسسة "فورماديموس" الفرنسية لإنشاء معهد مغربي لتكوين الموثقين.
ويفتخر رئيس غرفتهم بعمل دبلوماسي خارجي قوي مكنهم من تعزيز العلاقات مع الاتحاد الدولي للتوثيق، وإيجاد موطئ قدم لهم في تجمع يضم أكثر من ثمانين دولة.
وعلى الصعيد الأفريقي يحتل الموثقون المغاربة مراكز متميزة مثل رئاسة لجنة الشؤون الأفريقية التي تضم 15 بلدا أفريقيا والمنبثقة عن الاتحاد الدولي للموثقين.
وذكر بن جلون أن المغرب سيحتضن لأول مرة المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد الدولي للموثقين عام 2010 بمشاركة 2500 موثق.