img height="100" width="120" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/ahmed_gaabour.jpg" style="" alt="دمشق:منذ أن أطلق أغنيته (أناديكم) عام 1975 وحتى اليوم، أظهر الفنان اللبناني أحمد قعبور ثباته على التزامه بالقضايا النضالية والوطنية العربية، وأثبت نهجه أنه قادر على "استفزاز" و"تحريض" مشاعر أكثر من جيل من الأجيال العربية.وصرخته التي أطلقها قبل 35 عاماً ب (أناديكم)، استمرت حتى اليوم، رغم غياب عدد كبير من الرموز التي شاركته مسيرة" /دمشق:منذ أن أطلق أغنيته (أناديكم) عام 1975 وحتى اليوم، أظهر الفنان اللبناني أحمد قعبور ثباته على التزامه بالقضايا النضالية والوطنية العربية، وأثبت نهجه أنه قادر على "استفزاز" و"تحريض" مشاعر أكثر من جيل من الأجيال العربية.وصرخته التي أطلقها قبل 35 عاماً ب (أناديكم)، استمرت حتى اليوم، رغم غياب عدد كبير من الرموز التي شاركته مسيرة الدرب والفن والثقافة، فمحمود درويش والشيخ إمام وناجي العلي وغيرهم غابوا ولم يغب تراثهم عن أغاني رفيقهم قعبور، بل استمر مخلصاً لنهجهم متصالحاً مع ذاته فيما يخص تبنيّه مواضيع الشعب والوطن، من فلسطين إلى لبنان فالعراق، ظل كل ذلك حاضراً في ثنايا فنه. يتحدث قعبور في لقاء خاص مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن تأثير والده الراحل محمود الرشيدي على مسيرته الفنية والتزامه، ويقول "شارك والدي بحفل موسيقي في القدس قبل عام 1948، وأصيب بالتهاب بالرئتين، واستطاع خداعه الأطباء الذين توقعوا موته خلال أشهر، وعاش حتى الرابعة والسبعين، ولكن على إيقاع سعال لا ينتهي". ويضيف "بالإضافة لإيقاع السعال.. عشت على إيقاع متابعة والدي للقضايا القومية والعربية، وخاصة إيمانه الكبير في التحرير السريع للأراضي المحتلة في فلسطين، هذا الإيمان الذي لم يكن يتزحزح، وعبّر عنه بمشاركته في العزف والغناء في مختلف الأغاني القومية والوطنية في فترة ما بعد احتلال فلسطين، وخاصة ما قبل عام 1967، مع فريد الأطرش وعبد الوهاب وعبد الحليم وغيرهم". ويتابع "كان عام 67 فاصلاً، ورأيت والدي لأول مرة يبكي، لا على الهزيمة فقط، إنما على سقوط المفاهيم التي عزف من أجلها، ومن حينها عزف عن العزف، إلا فيما ندر في حديقة منزلنا حيث كنت أسترق السمع والنظر إليه من خلف شجرة التين، ومانع بشكل كبير أن أتوجه للغناء أو العزف، ورضخت لمشيئته". في عمر التاسعة عشرة أعجب قعبور بقصيدة زيادة (أناديكم) فلحنها بشكل عفوي، لأنه شعر "بالحاجة لإطلاق النداء" كما يقول، ويضيف "اعتبرتها تجربة عابرة، وعندما سمعها والدي الرافض لعملي بالفن، قال لي إن ما لدي هو أمر مدهش.. وتراجع عن تشدده، وانطلقت بهذه الأغنية وكانت بحق الأغنية التي سبقت مغنيها" وكانت الأغنية في حينها صرخة لبنانية من وطن يحترق، وبقيت خالدة لما تحمله من عمق يحاكي تطلعات الأجيال العربية. يؤكد قعبور "الأساس بالنسبة لي أن الفن هو عامل تحفيز للوعي، وفي أغانيّ التي أؤلفها أو ألحنها اهتم باللحن والإيقاع ولا أسترسل بالضرورة في جمالية اللحن، فأنا أحكي عن الحلم والأمل والنضال، وأريد رد فعل مباشر من المستمع، ولا أريد للحسرة أن تسيطر على الموقف، بل أن أستعيد روح القضية في أعمالي". أحمد قعبور، الذي لا يفصل السياسة عن الفن، والبندقية عن العود، يعرب عن تشاؤمه من الوضع العربي ويقول "أنا شديد المرارة من انسداد الأفق الفلسطيني، ومن انسداد أفق النظام العربي الرسمي، ونحن في المشرق في لبنان وفلسطين وسورية وغيرها ندفع ثمن اختلاف النظام العربي مع نفسه، وثمن مصالحته مع نفسه". ولبنانياً يستذكر ثلاثة نقاط تحوّل لا تُنسى بالنسبة له، "الأولى برنامج المرحلة للحركة الوطنية اللبنانية في منتصف السبعينات والذي لم يتحمله النظام العربي الرسمي وتم تدميره بتوافق الجميع، عربياً ودولياً. الثانية الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكيف أن حفنة من الشباب الأشراف في لبنان استطاعوا إرغامه على الانسحاب، الأمر الذي أخاف النظام الرسمي العربي ودفعه لاستثمار الانتصار لصالحه، والثالثة عام 2005 عندما بدأت قوى لبنانية تخرج عن ردائها الطائفية والمذهبي متمثلة بمليون لبناني خرجوا إلى الشوارع، الأمر الممنوع عربياً والذي جرى تدميره أيضاً". ويقول رائد الأغنية الملتزمة الذي أطلق مجموعة من الأغاني الوطنية مثل (أناديكم.. أشد على أياديكم) و(أمي) لمحمود درويش، و(يا رايح صوب بلادي)، (قولوا الله قوموا يللا) "أساس عملي فني، وله أبعاد سياسية واجتماعية، إلا أني أؤكد على أنه علينا أن نعيد النظر في طريقتنا بالتعامل مع السياسة، فالتعليمات والحكم ليست أساس السياسة، أصبحت الحرية هي أساس العمل السياسي". وينتقد إدخال الدين بالعمل السياسي ويقول "دخل الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى لاعراق باسم الرب، وجزّ ابن لادن الرقاب باسم الرب، وقام حزب الله بحربه الأخيرة باسم الرب، وكذب أحمدي نجاد باسم الرب، والرب بريء من أفعالهم، فالدين هو حب وجمال وليس قتل وتدمير". وعن فلسطين يقول "لم تعد فلسطين مساحة جغرافية محتلة، لقد أصبحت تحدياً للحرية والأخلاق وحقوق الإنسان، أصبحت مساحة للخلاص الإنساني.. وأدعو ليس فقط لمقاومة الاحتلال، وإنما للتمرد على الأنظمة الرسمية العربية، فقد أصبحنا بسبب خطاباتها وشعاراتها وممارساتها خارج التاريخ" وعن المستقبل يستشرفه من خلال ثلاثة أقوال لثلاثة "كبار"، ويقول "كتب محمود درويش في أواخر حياته (على هذه الأرض، سيدة الأرض، ما يستحق الحياة)، كما قال سعد الله ونوس قبيل وفاته (نحن محكومون بالأمل)، كما قال عاصي منصور الرحباني (إيماني ساطع يا بحر الليل)، ومن هذه الأقوال أستشرف المستقبل، فلن نيأس، وضحكة أحفادي تلهمني التفاؤل، وتمنحي الحافز للحياة والعمل".