حركة النشر والتأليف في بلدنا متعثرة الرواية التونسية رائدة قال الشاعر التونسي عبد الحفيظ المختومي الذي يلقب نفسه »الكنعاني المغدور« أن اوضاع الشعراء التونسيين سيئة وأنهم يعانون شظف العيش و ان الشاعر ابو القاسم الشابي ربما لن يكون مرتاحا في قبره لهذا الحال. واضاف في حوار بعمان ان حركة النشر والتأليف في تونس متعثرة بسبب انعدام الدعم الحكومي وبالتالي يضطر المبدعون الى اللجوء لدور نشر رديئة ويطبعون مؤلفات بشكل رديء كما انهم يبيعون كتبهم بأسعار تفوق قدرة المواطن. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظر الى الحركة الأدبية في تونس? - الحركة الأدبية في بلدنا هي انعكاس للواقع العام بمعنى أننا نقرأ الواقع العام في تونس عبر الحركة الأدبية بمجمل صورها والوانها.وعلى العموم تتصف هذه الحركة بالنشاط والحركة الدؤوبة والانتاج الغزير من رواية وشعر ونقد ودراسات واستطيع القول اننا متميزون في مجال الرواية اذ لدينا انماط جديدة في هذا المجال. * كونك شاعرا وأصدرت مؤخرا ديوانا جديدا ماذا لديك عن الشعر في تونس? - للشعر في تونس موقعه المتميز ومساحته الوافرة وحركته الدؤوبة ونحن كما هو معروف بلد الشاعر ابي القاسم الشابي صاحب الشعر النظيف والداعي الى الحرية والتحرر ولكني اعتقد ان الشابي ليس مرتاحا هذه الأيام في قبره بسبب اوضاع الشعراء التونسيين الذين يعانون شظف العيش ولا يجدون من يقف الى جانبهم. * أليس لديكم اطار يجمعكم ? - لدينا اتحاد الكتاب التونسيين وكان مظلة للجميع لكن وبعد وفاة رئيسه الميداني بن صالح شهد الاتحاد ركودا واصبح يعاني من البيروقراطية والشللية ولذلك نجد الوضع لا يسر صديقا ولا يرضي عدوا. ولدينا شعراء مستقلون خارج اطار الاتحاد وهم غير منظمين في اي هيئة ويقومون بانتاج ما لديهم من انتاج شعري على نفقتهم الخاصة وهم مهمشون ورغم ذلك فان صوتهم مسموع ويعد اهم من بعض الأصوات في الاتحاد ومنهم الصغير أولاد احمد ومحمد الهادي المسلاتي وأنا. * هلا حدثتنا عن الشاعرات التونسيات وما حجم المساحة التي يتحركن بها ? - موجودات وحركتهن تشمل مساحة الوطن وأؤكد ان الصوت النسائي الشعري مسموع جدا لكن نصهن الشعري ينحى منحى القصيدة النثرية ويغلب عليه الهم النسوي بمعنى : أنا المرأة...أنا الجسد..أنا الجمرة وقد سعى هذا الصوت للتفرد من اجل تأثيث نص خاص بالمرأة. ومن هؤلاء الشاعرة جميلة المجري التي تعد اهم صوت نسائي شعري في تونس وقد حازت على جوائز كثيرة. * ما موقف النقاد من الشعر النسوي في تونس? - النقاد متفاعلون مع هذا النص النسوي كتجربة متميزة ويؤمنون بأن هذا الشعر سيحقق انجازات مستقبلية ويثبت مكانه على الخارطة الأدبية التونسية. * كيف تنظرون الى حركة النشر والتأليف في تونس? - حركة النشر والتأليف في تونس متعثرة وامامها عوائق كثيرة وفي مقدمتها العائق المالي واختيار دور النشر وغلاء اسعار الورق مع محدودية امكانيات الأدباء وغياب مؤسسات معنية تتبنى هذه الحركة وتغنيها وتقويها.وينطبق ذلك على جميع النشاطات الأدبية اضف الى ذلك المسألة الأهم وهي التوزيع فنحن مجبرون على توزيع كتبنا بأنفسنا وهذا ما يسبب لنا خسارة كبيرة ومتاعب لا تحصى. * هل التونسيون يقرأون? - حالنا في تونس حال بني جلدتنا في الوطن العربي في هذا المجال وهناك اجحاف واعراض عن الكتاب عن سبق اصرار وترصد ذلك ان رغيف الخبز اصبح اهم من الكتاب وأن العيش اليومي بات اهم بكثير من الغذاء الروحي والفكري ناهيك عن غلاء سعر الكتاب. وعلى سبيل المثال طبعت 1000 نسخة من ديواني الأخير بكلفة 1400 دينار تونسي وحتى استرد هذا المبلغ علي ان ارفع في السعر وبالتالي فان عشرة دنانير لكتاب يحوي 70 صفحة تعد غير مقبولة بالنسبة للمواطن. * ماذا لديكم من مقترحات للنهوض بالحركة الأدبية في تونس وانعاش الكتاب ? - الأمر بيد وزارة الثقافة وادارة الأدب بالتحديد والمطلوب دعم المؤلف وتشجيعه من خلال شراء انتاجه بسعر معقول لكن ما يحدث العكس فأنا على سبيل المثال عندما طبعت ديواني الأخير قدمت طلبا للوزارة بشراء 200 نسخة وبسعر عشرة دنانير للنسخة الواحدة ولكنهم بعد ان وافقوا على الطلب خفضوا الكمية الى 40%وعند ارسال المبلغ لي تم خصم 30% من السعر وبالتالي استلمت 1300 دينار بدلا من 2000 دينار تونسي. وكما قلت فان المطلوب للنهوض بالحركة الأدبية عموما والشعرية خصوصا هو ان تتبنى الوزارة بالكامل عمليات الطبع والنشر والتوزيع فلدينا على سبيل المثال شعراء لا دخل مادي لهم وان عملوا فدخلهم ضعيف مع انهم جيدون ولكنهم بحكم ظروفهم المادية السيئة يضطرون للذهاب الى دور نشر رديئة ويطبعون كتبهم بشكل رديء وهابط. * ماذا عن الرواية في تونس? - الرواية لدينا رائدة وعندنا روائيون ممتازون ويتمتعون بسمعة طيبة في الخارج منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد جاب الله وظافر التاجي. (29/3/2008) العرب اليوم