تحبّر هذه الأيام على صفحات الأنترنت وبالمكشوف ,,مقالات ,, تشهيريّة تكميليّة لما تقوم به الصحافة الصفراء والحمراء ومن على شاكلتها ، تدور هذه الترهات والأراجيف والأكاذيب في مجملها حول ادعاءات باطلة تمس من صمعة خصم سياسي ,,حركة النهضة,, ، وان كان هذا النفير الذي استديعت له كل مجهودات الدولة التونسية منذ بداية التسعينات وشاركت فيه نخب يساريّة متطرّفة اقصائيّة وأخرى انتهازيّة ظنت أن الوقت قد حان للأنتصار على خصم أقلقهم كثيرا سواء في النقابات أو الجامعات ناهيك على مستوى التوسّع الشعبي وحضوره لدى عموم الشعب. قلت بدأ هذا الهجوم الهستيري بحملة اعتقالات طالت لأكثر من40.000 شاب من خيرة شباب تونس، منهم التلميذ والطالب والمهندس والطبيب والخبير والنقيب والعامل ووووو.. وقد كانت حملة الإعتقالات هذه متزامنة أيضا بحملة اعلامية مجنونة على الصحف مفادها : حاصروا هؤولاء، اتصلوا بالأمن اذا رأيتم أحدهم، ..هؤولاء ظلامييون، رجعييون، تكفيرييون،...وقد تواصلت هذه الحملة مستعملة كل امكانيات الدولة من أموال ومؤسسات و...الى حدود 1998...ولم تخلو هذه الفترة من ضرب وسلخ وقتل الكثيريين من أعضاء وحتى في كثير من المرات من انصار الحركة الإسلامية في غياب تام لتدخّل وتنديد للمنظمات الحقوقية التونسية يقيادة آنذاك وجوه كنا نظن أنها مبدئية في دفاعها عن حقوق الإنسان ولكن للأسفلم تحرّك ساكنا ان لم تكن أصلا متواطئة... أفاقت الدولة بعد هذه الحقبة الظلماء، أو قل اقتنعت الدولة أن الحركة مازالت على قيد الحياة و أن طريقة العصا وحدها لن تفيد فساهمت في تشجيع تديّن ذو فكر متشدد ّ حتى تحاصر به التدين المعتدل لدى حركة النهضة ظانة مرة أخرى لنجاعة هذه الخطة الجهنميّة والتي تواصلت مع خطة تجفيف المنابع التي أوحى بها اليساري الراحل محمد الشرفي وبتشجييع من بعض الشخصيات التي تدعي التديّن .ولكن مع مرور الأيام أصبحت الدولة كلها في مشكل آخر...اذا تواصل هذا التشويه ومنذ أواخر 1989 والغاية منه وكما قلنا ضرب ومحو مشروع الحركة الإسلامية ، حركة النهضة والذي شهد له القريب والبعيد بوسطيته وسعة افقه وقبوله بالآخر المغاير والمخالف حتى أنه لا يرى مانعا ان يقبل برئيس للبلاد رجل شيوعي لا يؤمن أصلا بالدين اذا انتخبه الشعب...والغريب في الأمر أن هذا التشويه الإعلامي والذي يقم على أساس أن انتهاء المشروع يتم حتما بعد انهاء الرجال الذين قاموا عليه ...هذا التشويه يقوم عليه اليوم أو قل يساهم فيه ومن وراء حجاب أشخاص مشبوه فيهم مرتين ، مرة لأنهم كانوا في يوم من الأيام يحسبون أنفسهم أنهم موالين لهذا المشروع ومرة أخرى لأنهم كانوا أصلا ذوي طبائع عنفية متشددة .. ولا عجب في ذلك أن يكون أنواع من هؤولاء في هذا الجسم في يوم من الأيام..فقد دخل الحركة بعضا من هؤولاء.ولذلك ترى من حين لآخر بعضا من هؤولاء المشوّشون على فضح الإستبداد الذين ما ان يسكت أحدا حتى يزعق آخر في شبه كتابات تكتب له ويمضي هو عليها بدعوى أنه المحبّر لها...هيهات... منهم من يدعي اليوم ظلما وبهتانا انه يتقدم الصفوف لدرايته في العلم السياسي مرة والاجتماعي مرة أخرى والدعوي الاسلامي ثالثة وكأني به يعظ شباب ورجال الحركة الذين هم أصلا متصدرين للعمل الإسلامي الدعوي على الأقل ان لم نقل الخيري والثقافي... هذه أدوار تكميليّة يقوم بها هؤولاء خارج البلاد لتكملة دور آخر داخله... و لسائل أن يسأل لماذا لا تنشر هذه الخزعبلات على صفحات الصحف الصفراء الداخلية؟؟؟ لما كل هذا الحرص على نشرها على صفحات مواقع افتراضية من مثل الحوار نت وتونس نيوز وتونس اونلاين والفجر نيوز وووو.. دور هؤولاء المشوشون هذا لابد أن يكون على أحسن حال وعلى وتيرة متواصلة حتى يقنعوا اسيادهم في |أنهم قدموا خدمة لهم وبالتالي تفتح لهم عودة سياحية لأقل من اسبوع ويبقوا تحت طائلة الأحكام مؤجلة التنفيذ... وكأني بهم أي السلطة تلتزم شروط التوبة: الكف عن المعصة وهجرها، التوبة من المعصية والعزم على أن لا يعود اليها مرة أخرى..أليس هذا بالضبط ما تشترطه السلطة على من يريد الحصول على جواز سفره: الإستقالة، التبرئ من الماضي والإلتزام بعدم النشاط مرة اخرى في المجال السياسي.. مصيبة والله.. أن يكون القياس هنا صائب.. أعرف أن هذا الكلام يعجب المستبد وأهله ولكن عندما يختلط الحابل بالنابل وجب الكي... ولو بالنار الحامية...لذلك جاء هذا التوضيح والنشر سامي النفزي