الرباط:أعربت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن 'استغرابها الشديد' لقيام لجنة أمريكية تضم أعضاء من مجلس النواب بالتدخل في قضية المنصرين الأمريكيين المبعدين من المغرب الذين، حسب الايسيسكو، 'قاموا باستغلال براءة الأطفال في مراكز الأيتام في بعض المناطق، لتنصيرهم تحت ستار الأعمال الخيرية والإنسانية'.وأكد بلاغ للمنظمة أنه كان من المفروض أن تطالب هذه اللجنة، التي تحمل اسم السناتور توم لانتوس ' المعروف بمواقفه المؤيدة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والتي يترأسها النائب فرانك وولف، وهو من أكبر مؤيدي سياسات القمع الإسرائيلية وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني'، أخلاقيا وقانونيا بإدانة ' جرائم إسرائيل ضد الإنسانية وحصارها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة واعتدائها على قافلة الحرية في المياه الدولية، وانتهاكها للمقدسات الإسلامية'. وأبرزت أنه كان من المفروض أن تقوم بذلك بدل 'التدخل في شؤون دولة مستقلة تعمل من أجل الحفاظ على حقوق أطفالها وحمايتهم من أن تستغل احتياجاتهم لأغراض غير إنسانية وليست بريئة' . وابعدت السلطات المغربية في آذار/مارس الماضي عشرات من المواطنين الاجانب بينهم امريكيون بعدما ثبت لديها قيامهم، تحت غطاء العمل الخيري، بتنصير اطفال في مناطق فقيرة من البلاد واوكلت إدارة المراكز الخيرية التي كان يديرها المبشرون الى مؤسسات مغربية لضمان تلقي نزلاء هذه المراكز من الأطفال تربية إسلامية ويتعلمون اللغة العربية انسجاما مع القوانين المغربية التي تنص على 'غير مسموح بزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله لاعتناق ديانة أخرى من خلال استغلال نقاط ضعفه واحتياجاته، أو باستغلال مؤسسات تعليمية أو صحية وكذلك الملاجئ ومراكز إيواء الأيتام'. ووجه السفير الامريكي بالرباط صامويل كابلان نقدا قاسيا للسلطات المغربية وقال انه كان عليها محاكمة هؤلاء المبعدين قبل طردهم الا ان السلطات المغربية قالت بشكل غير رسمي انها فضلت عدم محاكمتهم والاكتفاء بإبعادهم. ودعت لجنة توم لانتوس لحقوق الانسان التي تضم أعضاء من الكونغرس، إلى تعليق الحكومة المغربية مساعدات في شكل مشاريع تنموية تبلغ قيمتها 750 مليون دولار تقدمها فقط للمغرب. وقال اعضاء باللجنة في جلسة استماع بالكونغرس ان السلطات المغربية، بطردها للمبشرين، انتهكت حقوق الانسان حتى بالنسبة للقانون المغربي. وتقول السلطات المغربية ان حرية العبادة في المغرب مكفولة بالتساوي للمسلمين واليهود والمسيحيين طبقا للدستور المغربي، ويتوقع من الزوار الذين يزورون المغرب أن يراعوا قوانينه وقيمه المجتمعية. واعتبرت الإيسيسكو أن الخطاب الذي تستخدمه هذه اللجنة 'يتسم بالابتزاز والتحريض، ويدل على أن نشاطات المنصرين المبعدين تقف وراءها قوى لها أهداف تخريبية في دول العالم الإسلامي، وأن لا علاقة لها بالأعمال الخيرية والإنسانية كما يزعمون'، وطالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بإصدار قانون يجرم استغلال براءة الأطفال في أي مكان في العالم تحت ستار الأعمال الخيرية والإنسانية. واعلنت الايسيسكو في وقت سابق تأييدها للإجراءات المغربية 'لحماية أطفاله من حملات التنصير التي تقوم بها إرساليات تتستر وراء غطاء الأعمال الإنسانية، مستغلة براءة الأطفال اليتامى وحاجتهم، للتغرير بهم وتلقينهم مبادئ الدين المسيحي'. واعتبرت أن من حق المغرب السيادي منع مثل هذه الحملات غير الأخلاقية وغير القانونية التي تنتهك سيادة المغرب وقدسية دينه الرسمي وحقوق أطفاله . القدس العربي محمود معروف