لقد طالعتنا البطاقات البيانية للأجر لشهر فيفري 2008 ونحن في خضم الاستعداد لانطلاق المفاوضات الاجتماعية في قطاع الوظيفة العمومية،وقبلها تلبية الاتحاد العام عبر الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي غير الملتزمة مثل المركزية النقابية بوعودها المقطوعة قبل بداية عطلة الربيع ،والمتعلقة بتحقيق الزيادات الخصوصية للقطاع،طالعتنا هذه البطاقات بمفاجأة صاعقة لا تقدّر بثمن ألا وهي الترفيع في قيمة الخصم الشهري لفائدة الاتحاد بداية من هذا الشهر،دون أدنى استشارة أو تبرير لموقفه لدى المعنيين بالأمر؟؟؟ فما الأمر،هل أن المكتب التنفيذي للمركزية النقابية المأسوف على نضاليتها تضرر من التضخم المالي،من تراجع قيمة صرف الدينار،ومن ارتفاع المحروقات ومنتجات الطاقة،فأصبح مثله مثل الصناديق الاجتماعية ذات التصرف الشفاف يعاني من عجز متفاقم مما يهدد مستوى عيش الأمين العام وأعضاء المكتب التنفيذي المبجلين المعرضين عن ملذات الحياة جميعها بالوصول وحتى تجاوز خط الفقر،الأمر محيّر فعلا ويحتاج الى لجنة متابعة وتقصي حقائق من صندوق التضامن ووزارة التشغيل وحتى الوزارة الأولى؟؟؟
المعروف لدينا أن الأمين العام الحاكم بأمره،وكذلك كافة أعضاء المكتب التنفيذي يتمتعون بفضل الاستغلال غير المشروط وغير الشفاف لأملاك الاتحاد،وكذلك بفضل الخصم المباشر من الأجور والمرتبات بمداخيل قياسية مكنتهم من بناء ثروات شخصية كانت اليخوت والمطاعم في الخارج والسيارات الفارهة أقل مظاهرها ظهورا للعيان،فكانت هذه الظروف دعامة لمقومات مستوى عيش موازي لمستوى عيش الوزراء وأعيان الدولة من كبار المسؤولين.فأصبحوا بفضل ما يتوفر لديهم من امكانيات ومن بحبوحة عيش يتصرفون كمشغلين وأعراف لا كشغالين أو مؤطرين نقابيين مما غيّب سلوكهم "النضالي" وجعلهم يتصرفون مع الشغالين بالفكر والساعد بكامل الجفاء والفوقية والجبرت المدعم زورا بلوائح النظام الداخلي؟؟؟
هل يعقل أن يسبق الترفيع في الخصم المباشر من الأجور والمرتبات نتائج المفاوضات الاجتماعية،فما هي أوجه استفادة الشغالين من الاتحاد العام في ماعدا المماطلة والتسويف وتجميد العناصر النضالية الحقيقية خاصة في أحداث الحوض المنجمي الأخيرة،فهل فكّر الاتحاد مثلا في انشاء صندوق للطوارىء المهنية يعوّض المضربين عن جزء من مداخيلهم المحجوزة من مداخيلهم من قبل مشغليهم الخواص أو العموميين؟؟؟
لقد تحوّل الاتحاد في وضعه الحالي الى جهاز بيروقراطي ردعي يضيّق على المناضلين النقابيين ،فيقصي الصامدين ويكرّس المعربدين الطفوليين المستغلين للعلاقات وللنفوذ،الباحثين عن الصالح الخاص على حساب الصالح العام.لقد أصبح الاتحاد العام وعديد قياداته القطاعية بما فيها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ملتزمين التسويف والمناورة والضحك على الذقون بأموال الشغالين المغرر بهم،والوقوف الى جانب الادارة مقابل اغداق الامتيازات بأنواعها عليهم النقدية والعينية والوظيفية ،ففرض على الشغالين النضال على جبهتين اثنتين،جبهة الأعراف والمشغلين العموميين الملتزمين على الدوام بانتهاك الحقوق وافراغ الجيوب تكريسا للتفقير المادي والتهميش الاجتماعي المبرمج المرغوب،وجبهة القيادات القطاعية الملتزمة بالجمود والتفويت في الحقوق بمقابل مجزي غير معلن؟؟؟
طالما أن الاتحاد وقياداته القطاعية أصبحوا يتصرفون كحكومة موازية لا تلتزم بالدفاع عن حقوق الشغالين الدائمة أو الظرفية،وأصبحت حتى طرفا في تفقيرهم وتحقيرهم واستغلال مرضي لمحنتهم المقننة بموافتهم جميعا،فنحن نطالب اشفاقا على مسؤولي الاتحاد العام المتزهدين بامتياز،المتصوفين المعرضين عن ملذات وفتن الحياة الظاهرة والباطنة بتكريس التعددية النقابية كفا لأيدي المتمعشين من قوت وعرق الشغالين،والذين يعطون الأولوية للخصم المتزايد من الأجر على تحصيل حقوق الشغالين،خوفا على تدهور مستوى معيشة أمين عام وأعضاء المكتب التنفيذي الذين كانوا قبل الشغالين أول المتضررين من الأزمة الاقتصادية الحالية؟؟؟ متى استعبدتم الشغالين وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا من أطلق أيديكم في رقابهم وجيوبهم أيها القوم المصدر بريد الفجرنيوز