القلم الحر يتابع الرأي العام الوطني بانشغال شديد الانتخابات التي تجري في المحاماة وخاصة ما أفرزته من نتائج في ضوء تحالفات انتهازية بين الثالوث : الاخوان المسلمين ممثلة في حركة النهضة واليسار ممثل في حزب العمال الشيوعي التونسي وبعض من لفيف ما يسمى باليسار المستقل والتجمع الدستوري الديمقراطي. وان كنا لا نستغرب من التحالف القائم بين الاخوانجية والدساترة باعتبار أن زعيم الظلاميين في المحاماة الذي أمضى على الميثاق الوطني هو الذي ينظر للتحالف مع الدساترة . ويظهر هذا جليا في تصريحة الشهير للسنة الماضية في القدس حيث قال أنه لا يرى مانعا في مساندة الرئيس بن علي للرئاسة وأن الاسلاميون لهم حرية الاختيار في الانتخابات . فهذه المغازلة بين الاخوانجية والدساترة والتي ربما وصلت بعض الأشواط حتى على مستوى الحوار بين السلطة والنهضة على خلفية تسوية ملف من يسمون أنفسهم بالمهجرين تؤكد مدى التقارب المعلن بينهما .ولعل السبب في ذلك حسب رأينا هو وجود تيار داخل السلطة يدعو للتعامل مع الاسلاميين كحقيقة واقعية ولما لا التفكير حتى في تأسيس حزب ديني في اطار سياسة التنازل من أجل الاحتواء . واذا كان ذلك مبررا فما هو مبررتحالف حزب العمال الشيوعي التونسي مع الاخوان عدوهم الايديولوجي التقليدي ؟ و هنا لا بد من الرجوع الى حركة 18 أكتوبرحيث نجد أن حزب العمال أصر على التحالف مع الاخوان للنضال ضد الاستبداد والدكتاتورية تاركا قضية الفكر للنقاش بهدف الوصول الى ما سماه العهد الديمقراطي . واذا كنا نفهم وجهة نظر حزب العمال سياسيا الا أن موقف التحالف مع حركة زئبقية تقودها مصلحتها البراغماتية الميكافيلية كحركة الاخوان المسلمين عدوة الأمس هو في الحقيقة موقف مستراب وخطير على الحركة الديمقراطية التقدمية التي تريد أن تقطع في مشروعها السياسي مع الفكر الظلامي والممارسة السياسية الانتهازية . وخاصة اذا كان هذا التحالف موجه ضد أطراف وطنية تقدمية كالناصريين والبعثيين والبعض من قوى اليسارالتقدمي . فهل يريد حزب العمال ومن لف لفه أن يعيد الى ساحة العمل السياسي والجمعياتي من كان في الماضي القريب سببا في ضرب الحركة الطلابية والحركة الشعبية . فانكم أيها الرفاق أول من سيكتوي بنار الظلامية مهما وصلتم معهم في حركة 18 أكتوبرالى التقدم في صياغة ورقات فكرية . فهم أول من سيتراجع عن تلك الورقات . ففي الوقت الراهن هم مستعدون للتنازل حتى على الحزب الديني بل ربما منهم من ينظر حتى للعلمانية . فالمشوار مازال طويلا ولا تغريكم الانتصارات التكتيكية في بعض المحطات هنا أو هناك . فحركة الاخوان المسلمين هي حركة رجعية بامتياز ما دامت : أولا : تستغل الدين وترفع شعار:الاسلام هو الحل سواء في مصر أو في اليمن أو في الأردن أو في تونس من أجل استعطاف الجماهيرواستغلالها وجدانيا للوصول الى السلطة. ثانيا: أسلوبها هو الغاية تبرر الوسيلة ومنها التحالفات المبنية على الانتهازية والوصولية حتى وان كانت مع الامبريالية والاستعمار. مقالة بتاريخ :28 جوان 2010