النفطي حولة :القلم الحر الفجرنيوز سال الحبر كثيرا هذه الأيام لتقييم نتائج انتخابات عمادة المحامين. والجدير بالذكر في هذه المرة هوالاصطفاف الرهيب بين الاخوة والرفاق الأعداء اذ شغلت ثلاثة ماكينات ماكينة الاخوانجية و ماكينة الدساترة و ماكينة جزء من اليسارممثلة في حزب العمال وبعض وجوه السفارات من فريدم هاوس وغيرها . فالحملة الشعواء التي شنها هذا الثالوث ضد رمز الاستقلالية في المحاماة أعني ضد العميد السابق الأستاذ بشير الصيد وما يمثله من خط نضالي ورمزية في المحافظة على استقلالية ونضالية قطاع المحاماة فاقت كل التقديرات والاحتمالات . اذ بدأ التحالف الانتهازي بين الدساترة والاخوانجية يتدعم حضوره حتى بلغ ذروته في انقلاب السادس من نوفببر 2008 على مؤسسة العمادة وعلى شرعية العميد باسم التسيير الاداري والفساد المالي . وبالرغم من أن التسيير كان جماعيا باعتبارهم أعضاء في الهيئة يشاركون في كل القرارات الا أنهم أبوا أن يمضوا في طريقهم الذي خططوه بعيدا عن ارادة المحامين الذين كان جزءا منهم في الواقع ضحية لمغالطتهم .فشنوا حملة شعواء ومغرضة أثبتت نتائج الانتخابات أنها كانت حملة سياسوية وانتخابوية بكل المقاييس. فهؤلاء الظلاميين يعلمون كما يعلم غيرهم أن العميد بشير الصيد لا يمكن التشكيك في مصداقيته ولا في نظافة يده ولا في نضاليته خاصة وهم يعلمون أنه أول من كان مستميتا في الدفاع عنهم كضحايا لنظام الاستبداد في الأزمات التي مروا بها سواء في الثمانينات أو في التسعينات .فهو الذي بادر برفع الحصار عنهم انطلاقا من قناعاته كمناضل في سبيل الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان . بل هو من كان وراء تواجدهم في هياكل المهنة . وها هم يقلبون عليه رأس المجن وكأن شيئا لم يكن . فما هو السبب في ذلك يا ترى ؟ هل هو حرصهم على استقلالة القطاع كما يدعون ذلك زورا وبهتانا ؟ أم هل هو من أجل تلبية مطالب المحامين الذين يشككون أصلا في مضمونها ؟ واذا كان كذلك فهم أدرى الناس بصلابة العميد بشير الصيد ومبدئيته في التمسك باستقلالية القطاع والنضال من أجل مطالب المحامين بحرفية عالية يشهد له بها الأعداء قبل الأصدقاء .وبالتالي تبقى فرضية واحدة وهي: تطويع العميد بشير الصيد وتوظيفه لصالحهم ضاربين عرض الحائط بالاستقلالية والنضالية . ولما كان كالجبل منتصبا في وجه هذه الأعاصير والرياح العاتية التي تحاك ضد القطاع و التي روجوها في بياناتهم سرا وعلنا وفي الكواليس وفي الدهاليز وفي الأنفاق المظلمة التي يحبذونها ويعشقونها كمازوشيين يفرحون ويرقصون على المكائد التي يفعلون فها هم يشنون حملتهم الحاقدة ضده مختلقين في ذلك أبشع أنواع الأكاذيب والأراجيف . ولما عقدوا صفقتهم مع حزب الدستور في الدهاليز والأنفاق المظلمة كظلمة أفكارهم القروسطية بدأوا يستميلون جزءا من اليسار ممثلا في حزب العمال . وبأسلوبهم الانتهازي والميكيافيلي نجحوا مؤقتا في استمالة رفاق حزب العمال معتمدين في ذلك على بعض الأخطاء التي يمكن أن يكون وقع فيها خصمهم ربما في بعض الحالات . ونحن بدورنا لا ننزه العميد بشير الصيد من الوقوع في بعض الأخطاء الغير متعمدة هنا أوهناك بصفته انسانا يمارس في الميدان في واقع معقد وفي ظل ظروف صعبة. وهكذا استغل الظلاميون هذه الأخطاء العفوية وركبوا موجة التحشيد والوعد والوعيد ضده فنجحوا مؤقتا في ذلك بجلب رفاق حزب العمال الذين كانوا بالأمس القريب الحلفاء التقليديون للعميد بشير الصيد . وبما أن حركة الاخوان المسلمين لم تكن تاريخيا بعيدة عن مخططات الامبريالية والاستعمار بحيث كانت دوما موجودة في اجندته فهاهي تستعمل جمعية فريدم هاهوس العميلة للأمريكان لتزيد من كشف المستور في مخططها الرامي الى الانقضاض على الاستقلالية كما فهمها ومارسها العميد بشير الصيد . فنحن لا نفهم العناوين التي جاءت في جريدة الموقف مثل : «المحامون يختارون الاستقلالية » أو العناوين التي تصدر في بعض الجرائد الالكترونية مثل : «عودة الروح» لفوزي بن مراد الا على أنها ضربا من ضروب المزايدة الكلامية و الديماغوجية وتأكيد للاستعداء المجاني لرمز الاستقلالية بدون منازع فالكل يعلم أن أول من أسس وناضل في سبيل التيار المهني المستقل وروحه هو العميد بشير الصيد . فهو من رفض التزكية والزج بقطاع المحاماة في معركة سياسية لا تعنيه وبالمناسبة فالمؤسسة المستقلة الوحيدة في القطرالتي رفضت التزكية هي مؤسسة العمادة رغم الضغوطات التي مورست ضدها . وهو الذي سارع منذ الوهلة الأولى في مساندة التحركات المشروعة بالحوض المنجمي في البيانات والمحاكمات . ونحن على يقين من أن المدافع الحقيقي على استقلالية المحاماة ونضاليتها ليس من يرفع الشعارات للاستهلاك وانما من يمارس على الواقع . وسيثبت التاريخ كما أثبته سابقا أن العميد بشير الصيد هوالعنوان و الظاهرة التي صنعت وأسست العمل النقابي المستقل داخل قطاع المحاماة بعد أن كان طوال عقود مرتعا لحزب الدستور . ويكفيه شرفا أن جعل الصراع في قطاع المحاماة هو من أجل القطع مع عقلية الالحاق والتبعية التي مارسها حزب الدستور لضرب استقلالية القطاع . وكما نجح في معركة استقلالية المحاماة ضد السلطة وحزبها سينجع حتما في معركة الاستقلالية ضد الظلاميين الذين يريدون توظيف المحاماة من أجل مصالح سياسوية و فئوية حزبية ضيقة .