أتعجب كثيرا عندما أسمع أصواتا ً عربية تنفي الحصار عن غزة ،بل وأزداد دهشة عندما أسمع أصواتاً فلسطينية من الداخل تؤكد وتبرهن وتعلل عن أن غزة لا تعيش حصاراً بل إن اهل القطاع مدللون ويأكلون ويشربون ويمرحون بل ويسمنون في أغلب الأحيان تحت شعار (أكل ومرعي وقله صنعة ) وفي حين أن مثل قضية الحصار كان ولابد من الأجماع عليها داخلياً وأستخدامها فلسطينيا أعلامياً بصورة جيدة نخفق دوما كالعادة حتي ولو كان تسخير الحصار إعلاميا ًسيعود نفعه علي فصيل دون الأخر لكن احراج إسرائيل وتوبيخها أمام العالم هو الأهم !! ولكن يبقي التساؤل رهن الاجابة هل صحيح طق الحنك هذا أن القطاع لا يعاني حصاراً ؟؟ من قبل كتاب مسيسين ويلحقها المسارعة الصهيونية تحت غطاء إعلامي ووسط زفة ‘إعلامية بسماح أدخال شاحنات الطعام والدواء بل ومسلتزمات الرفاهية للمواطن الغزي لاضحاد أي محاولة إعلامية من شأنها أبراز الحصار ، إن مثل هذا الحديث ليس في مصلحة غزة المحاصرة المشلولة سياسيا وأقتصاديا أنما تطاولاً واستخفاف لمعاناة ما يزيد عن المليون ونصف في تلك البقعة المحدودة ولا أعتقد أن شعار الحصار الذي تحمله حكومة غزة مجرد بربجندا كما يدعي الأعلام إن الحصار ما هو إلا أستغلال من قبل حركة حماس إعلامياً لتمرير وتمكين موقفها امام العالم إن مثل الحديث عن قضية الحصار علي غزة لابد ان يكون في منأي عن التنازع والتنافر السياسي بين قطبي الخلاف في الوطن إن التساهل والاستسهال في القاء التهم والكيل بمكيالين بين طرفي الصراع ، في وجود الحصار من عدمه علي غزة ليجعل ذريعة كبيرة للاحتلال ويلقي بالكرة في ملعب إسرائيل لاستغلال ذلك الملف المعقد إعلاميا ونحن اكثر الناس تضييعا للفرص والأهداف لتحقيقها في شباك الصهاينة فلا نحن نحسن أستغلال قضية الحصار أستغلالا جيداً ولا نحن فككنا الحصار بذلك الانقسام الواضح فأنقسمنا علي أنفسنا فمنا من يدافع بضراوة عن خطر الحصار وتأثيره علي الوطن والمواطن والقضية برمتها ومنا من أطلق لنفسه العنان ليصف ان غزة لا تعاني حصارا بل هو مجرد سحابة صيف وتمر سريعا مع مزيداً من التنازلات من قبل حكومة غزة وفي حين إسرائيل تتخد من ملف شاليط وأسره إجماع في الداخل اليهودي بمدي جرم مثل هذا العمل الارهابي فتألب المجتمعات الدولية والحقوقية علي الفلسطينين وخاطفيه ، وتسخر اعلامها ليل نهار بأطلاق سراح شاليطهم إلا أننا نركل( بالشالوط ) أي ورقة يمكن أن نستخدمها ضد الكيان وعلي رأسها قضية الحصار فنحسبها علي الألة الحاسبة ألف مرة هل قضية الحصار أن فرجت ستنفع أي فصيل من الفصائل وستكون في سلة أي الأحزاب الفلسطينية فضاعت الحسبة الأكبر والأهم هي حسبة الوطن والشعب والمواطن الجميع يتحدث علي أن الأنفاق ، تجلب لغزة كل أحتياجاتها حتي مواد البناء وهنا يكمن تعريف الحصار الخاطئ حيث ان فك الحصار لا يتمثل في ادخال البضائع وحسب انما في ورقة الضغط التي تمتلكها إسرائيل كلما أرادت التشديد من قفل المعابر والتضييق علي الناس في ارزاقهم الانفاق هي مجرد غاية وليست وسيلة دائمة وليست حل دائم لغزة ،ولابد أن نسارع في عملية احباط تلك الأنفاق وإنجاح الحوار الوطني واعلاء كلمة الشعب وتغليبها فهي الأصدق في تلك الأوقات العصيبة إن غزة هي اكبر مخيم اعتقال في العالم ، ولا مكان لمن ينفي عن غزة حصارها لمجرد أن أهل غزة يأكلون العنب والتفاح والبطيخ فاهل غزة أحلامهم أكبر من كل المسميات وآمالهم أكبر من كل ما يثار ضدهم من قضايا ولن تنال الصحف الأسرائيلية ولا العربية المنحازة من كرامتنا أعلامياً يا أيها المتشدقون إعلاميا الا يكفي أن غزة تعاني من قساوة الحصار ويلحقها معاناة الكهرباء التي تتذكر اهلنا كله سنة مرة وأخيرا وليس اخر سننقسم أيضا طرفين علي حدي من المتسبب الحقيقي وراء نقص الكهرباء في غزة والكل يحمل الطرف الأخر ولن ننتهي ............وتصبحون علي نور شمعة